تعتبر العروض المسرحية التي تطرح قضايا ما على خشبتها تهم الإنسان، والتي لها علاقة بهمومه وحاجاته وضرورياته في الحياة من العروض التي تلحظ من عين المشاهد وتنال اهتمامه لأنها تحكي قصة وجعه وألمه.

موقع "esyria" كان حاضراً لعرض مسرحي من ضمن عروض مهرجان "دمشق المسرحي" وهو عرض "كلاكيت" للمخرج "تامر العربيد" حيث التقينا بعد نهاية العرض بالفنان "طلحت حمدي" وعن إعجابه بالمسرحية قال: «شعرت بعرض جميل وممتع حيث أدهشتني الصراحة في العرض وأن نرى بالمسرح القومي أول مرة من يتكلم عن وجع الناس وما يعاني منه المجتمع, هذا العرض جزء من باقة ورد قدمها هذا العام المسرح القومي هذه الباقة كانت فيها عرض "أيمن زيدان" بمسرحية "راجعين" وهذا العرض الثاني الجميل الجريء الذي لم نعتاد من وزارة الثقافة إلا أن تقدم أعمال تجريبية وأعمال ليس لها علاقة بالواقع، وأنا مؤمن بأن المسرح الحقيقي هو الذي يتحدث عن وجع وألم الناس, فالمسرح هو رديف للإصلاح لمن يريد النهوض بالوطن».

ألعب شخصية سعادته وهو سري إلى حد ما, يحاول شد الحزام الذي يمثل القانون على "سعيدة" وعلى الأخرين بظروف معيشتهم الصعبة لكنهم يحاولون أن يوسعوا على أنفسهم

أما الفنان "يوسف المقبل" ورأيه عن رأيه بالعرض يقول: «عرض جميل يشكرعليه كل من الممثلين والمخرج, المسرح يستوعب كل أشكال العرض المسرحي وهذا شكل من أشكاله والطرح واضح في موضوعه وإلى حد ما جريء دون "لف ومواربات" باتجاه ما يريدوا أن يقولونه، فلم يلجؤوا باتجاه لغة أخرى لها علاقة بالرمزية أو بالتلميح, بالنهاية تبقى وجهات نظر إبداعية ومن رأي الجمهور يرى كل شيء».

كلاكيت

مهندس الديكور ومصمم الأزياء "محمد خليلي" حدثنا عن قراءته لنص "كلاكيت" حيث قال: «كانت هناك مناقشات ووجهات نظر كثيرة حول العمل، بالنهاية توصلنا إلى حل بأن يكون العرض يعتمد على البساطة والاختزال بحيث ابتعدنا عن الكتل الواقعية بالديكور والأزياء وأن يكون قريب من "الغرتيسك" أي بين الكوميديا والكوميديا السوداء وهناك شيء له علاقة بالاختزال والمبالغة لدرجة معينة بحيث لا تشوه العمل، كما اعتمدنا على خطين دراميين الخط الواقعي بين شخصية "غالب وسعيدة" والخط الآخر للخيال والحلم».

الدور الذي جسده الفنان"محمود خليلي" أثارعدة تساؤلات في العرض حدثنا عنه بقوله: «لعبت دور "سيادته"، هذا المسؤول الذي يحاول قدر الإمكان أن يوحي بأنه يتابع قضايا الناس والوطن وهو بحقيقة الأمر إنسان لا يفعل شيء ويوهم المواطن بأنه يهتم بالقضايا الكبيرة التي تمس الوطن وقضايا الناس هي قضايا صغيرة لا وقت لها الآن».

عبدالرحمن أبو القاسم

مساعد المخرج "سليمان قطان" يقول: «حكاية تحكي وجع إنساني من خلال علاقتها بسطوة القانون الذي لا ينظر إلى إنسانية الإنسان وحاجاته التي قد تقوده إلى خرق هذا القانون نتيجة تأزمه وظروفه الصعبة».

الفنان "جمال العلي" أحد الشخصيات الأساسية بالعرض عن دوره يقول: «ألعب شخصية سعادته وهو سري إلى حد ما, يحاول شد الحزام الذي يمثل القانون على "سعيدة" وعلى الأخرين بظروف معيشتهم الصعبة لكنهم يحاولون أن يوسعوا على أنفسهم».

من العرض

معنى كلمة " كلاكيت" ودلالتها الرمزية حدثنا عنها المخرج "تامر العربيد" قائلاً: «"الكلاكيت"هي بالأساس مصطلح مرتبط بالصورة، السينما والتلفزيون بمعنى صورة وصوت معاً، لكن استخدمت كلمة "كلاكيت" بالعرض لدلالتها كالقطع والبتر بين مجموعة ضربات أو مقاطع بحياة الشخصيات التي نراها على خشبة المسرح، ومن هنا كان اسم العمل أما مضمونه عبارة عن مجموعة لوحات كل لوحة هي قطع ومقصات بحياة هاتين الشخصيتين "غالب وسعيدة" ومن خلال "الكلاكيتات" نشاهد ما السبب الذي دفع غالب وسعيدة لهذا الفعل والذي يحاسب عليه القانون».

المادة الأساسية لعرض "كلاكيت" وكيف تم الوصول إليها عنها يقول: «مادة العمل كمادة مرجعية هي لكاتب بلغاري اسمه "نيكولاي خايتوف" قمت بصياغتها وإعدادها إذ يقوم النص الأصلي على حكاية بسيطة لشرطي أحراش يلتقي بامرأة تقوم بقطع الشجر، فالشرطي يمثل النظام والمرأة تمثل الأشخاص الذين يحتاجون الدفاع عن ظروفهم لهذا يقطعون الأشجار لمعيشتهم, لاشك أن فعل القطع مخالف للقانون وبالتالي الشرطي له أسبابه لإيقافها بينما هي حجتها ظروفها, إن الحكاية تقودنا إلى أسئلة كثيرة وهي إلى أي حد يقيم القانون اعتبار لهمومنا ومشاكلنا كبشر، وماهي المساحة التي يمكن أن يخترقها الإنسان».