لكل أمة فنونها التي تعتز بها وتعتبرها جزءاً من حضارتها وتراثهـا، والخط العربي أهم ما نفخر به من بين فنوننا الإسلامية والعربية. وهو فن عربي برع فيه أجدادنا وتفننوا برسمه فوصلوا إلى مرتبة الأصالة وبلغوا في أنواعه وتصميماته وزخارفه درجة الإبداع.
ولتوجيه الأنظار إلى هذا الفن وأهميته وكيفية النهوض به موقع eDamascus التقى الأستاذ "وسام الياسين" خطاط ومدير معهد "سما" للفنون وتعليم الخط العربي ليحدثنا عن مكامن الجمال في الخط العربي.
** نعم هو كذلك، لكنه يختلف عنها بأنه ملتزم ضمن قواعد تجعله كاملاً ومتزناً.
** للخط العربي أربعة قواعد مهمة يجب مراعاتها... الأولى هي (حجم الحرف) ويقاس بالنقطة فلكل حرف في اللغة العربية مقياس وميزان خاص به، فمثلاً الألف في خط الرقعة يأتي طوله ثلاث نقط أمّا في خط النسخ فيأتي خمس نقط.
المرحلة الثانية هي (المسافة) الفاصل بين كل حرفين أو مقطعين منفصلين لا يمكن تداخلهما ببعض فتترك مسافة نقطة واحدة بينهما، يستثنى من ذلك إذا أتت المسافة بين حرفين قائمين مثل(الألف واللام والكاف) فتكون المسافة نقطتين.
نأتي لمرحلة (الموقع) هو أن يراعى عدم ترك مسافات بينيه وبين الحروف أو المقاطع التي يمكن تركها.
نصل للمرحلة الاخيرة وهي (صور الحرف) نظراً إلى تعدد صور معظم الحروف العربية فيجب أن نختار الحرف الملائم للجملة أو الكلمة ونضعه في مكانه الصحيح.
فإذا أراد أحدٌ ما تعلم الخط العربي فلا بد له من اتباع هذه القواعد والتدريب عليها حتى يبدأ بدايةً صحيحة.
** للخط العربي أنواع عدة أهمها: خط الثلث، خط النسخ، خط الرقعة، خط الديواني، خط الفارسي، ويضاف إليها الخط الكوفي والمغربي، هذه هي الخطوط الأساسية يتفرع عنها عدة خطوط حسب المدارس التي نشأ منها كل خط، فمشاهير الخط والأساتذة لهم الفضل في الخط العربي.
ومن الأسماء التي لمعت في سماء الخط العربي من سورية "بدوي ديواني" و"حلمي حباب" ومن العراق "هاشم البغدادي" ومن تركيا "حامد الآمري" ومن إيران "ميرعماد الحسني" هؤلاء لهم الفضل في الخط العربي وتطوره وإيصال الحرف إلى أجمل أشكاله.
** جاءت التسمية نسبة للأشخاص والمناطق التي ظهر منها ولشكل مقطع القصبة، فكان لكل خط مقطع مختلف عن الآخر فالخط الديواني كانت تكتب به الدواوين الملكية، ولصعوبة قراءته كان سابقاً لا يستطيع قراءته إلا صاحبه، خوفا من تفشي الأسرار بينما خط النسخ كانت تنسخ وتكتب به الكتب الدينية نظراً لسهولة قراءته ووضوحه، الخط الكوفي اشتهرت به مدينة "الكوفة" في "العراق"، المغربي اشتهر به المغرب العربي، أما الخطوط الباقية فكانت تأخذ تسميتها حسب القلم الذي كانت تكتب به.
** الهدف هو تعريف الجيل الجديد على جمالية الخط العربي على أنه فن أصيل ووحدة لا تتجزأ من تراثنا وتاريخنا وحضارتنا لأن حضارة البلاد تقاس بأبجديتها فمن الضروري الحفاظ عليه.
وذلك عن طريق محاضرات في الخط هدفها تعريف الطالب على شكل أو على الشكل الصحيح للحرف، عن طريق البرامج التعليمة والطريقة الأفضل هي أن تدرس مادة الخط العربي كمنهاج أساسي في مرحلة التعليم الأساسي، علما بأن هناك معهد الفنون التطبيقية يقوم بتدريس الخط العربي بشكل أكاديمي، كما يدرس في كلية الفنون الجملية كمادة رديفة.
** تعتبر "تركيّا" و"إيران" من أكثر الدول اهتماماً بالخط العربي، وبما أنَّ الخط العربي يعتبر فناً إسلامياً فقد اهتمت به الدول الاجنبية المسلمة مثل "إيران" و"تركيّا" بشكل كبير وشجعت على تطويره، فكانت لكل دولة منها شخصية مختلفة عن الأخرى. فإيران اهتمت بالخط الفارسي (النستعليق والشكسته) الذي ابتكره مبدعوها ويعتبر خطاً قومياً مع العلم أن الحرف العربي هو الخط الذي يكتب بالجمهورية الإيرانية.
أما تركيّا فقد شجعت على تعليم الخط العربي لأنه لغة القرآن الكريم وتحاول دائماً المحافظة على هذا الفن الأصيل ونشره في الكتب واللوحات والجوامع وتعتبره كتراث يجب المحافظة عليه.
** تقام المعرض السنوي التي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية الفنون الجميلة، هناك معرض الربيع والخريف. أما عن المعارض التي شاركت فيها فكان أكثرها جماعياً، منها معرض خريجي معهد الفنون التطبيقية 2001-2002 معرض الثقافة والتراث "حلب" لعام 2004، معرض أصدقاء المركز الثقافي العربي "جرمانا" 2009.
** الخط العربي اليوم هو لوحة فنية، لا يوجد اهتمام اليوم مثل الأيام السابقة يوجد خطاطون ممتازون ومبدعون، لكن التطور اليوم حيث يوجد الكمبيوتر والمطابع جعل العالم يحد من استخدامه، ولا يبقى الخط العربي محافظاً على رونقه وجماله إلا ضمن أطار الخطاط.
جدير بالذكر أن الأستاذ "وسام الياسين" من مواليد 1982 محافظة ريف "دمشق"- "جرمانا" خريج معهد فنون تطبيقية- قسم الخط العربي، حالياً مدرس لمادة الخط العربي "بدمشق" ومدير معهد "سما" للفنون بمنطقة "جرمانا"، حاصل على جائزة في الخط الكوفي في مهرجان الثقافة والفنون 2004، مشارك في مسابقة "أرسيكا" الدولية عام 2010 في الخط الفارسي والديواني.