اجتاز "الملوحي" مراحل الشعر والنثر المتعددة- حسب الباحثين- فرحل إلى الشعر العالمي، وكتب مجلدات عدة في التراث العالمي والعربي ليخلق لنا مؤلفات ومجلدات لها نفس عالمي عربي.

موقع "eDamascus" بتاريخ 5/1/2012 التقى الباحث والكاتب "مروان مراد" ليحدثنا عن أدب الأستاذ "عبد المعين الملوحي" متطرقاً إلى أبحاثه ومؤلفاته، فيقول: «بدأ اهتمام "الملوحي" بالأدب منذ حداثته، فكان يخط مشاعره وإحساسه عن كل ما يقرأ في دفاتر خاصة به، وفي الرابعة عشرة من عمره نظم أول قصائده، ونشرتها له جريدة "ألف باء" الدمشقية عام 1936، حيث مارس كل ألوان الفنون الأدبية الشعر والنثر والترجمة وتحقيق التراث العربي، والتأريخ في الحياة الاجتماعية والأدبية وكانت المحصلة 15 مجلداً في تحقيق التراث، و17 مجلداً في التأليف والدراسات والأدب الذاتي، و35 كتاباً في تراجم الآداب العالمية شرقاً وغرباً، وأربعة دوواين شعر.

امتلك "الملوحي" تسعين كتاباً مطبوعاً وأكثر من مئة مخطوطة تنتظر خروجها إلى النور، وقامة مهيبة ماتزال، رغم السنوات الثمانين، منتصبة بشموخ وذاكرة صافية متوهجة، وينبوع إبداع خيّر ما يزال شفافاً ومتدفقاً، ومع هذا فأنت حين تجلس معه لأول مرة ستمتلئ نفسك بمشاعر المودة المشعة في قسماته، وفي حديثه اللطيف الرقراق، هو "عبد المعين الملوحي" الأديب والشاعر والمحقق، ولد عام 1917 بمدينة "حمص"، وتلقى تعليمه الابتدائي وقسماً من التعليم الثانوي فيها، ثم تابع تحصيله الثانوي بدار المعلمين العليا بدمشق، غادر الثانوي بدار المعلمين العليا بدمشق إلى "القاهرة" وحصل على الإجازة في الأدب من الجامعة المصرية عام 1945، وإثر عودته لدمشق عمل في التدريس بثانويات القطر حتى عام 1960، حين انتقل إلى وزارة الثقافة ليصبح مديراً للمركز الثقافي في كل من "حمص" و"دمشق" لأكثر من عشر سنوات، وانتهى به المطاف في العمل الوظيفي مستشاراَ ثقافياً في القصر الجمهوري، وشهدت مسيرته محطة جديدة عندما سافر إلى "الصين"، ونال لقب أستاذ شرف بجامعة "بكين" عام 1977، واضطره المرض للعودة إلى الوطن والتفرغ للتأليف والنشر

أصدر في البداية ديوان "ديك الجن الحمصي" ثم توالت تحقيقاته لديوان "عروة شاعر الصعاليك" و"الحماسة الشجرية"، ونشر كتاب "مواقف إنسانية في الشعر العربي" عرض فيه ستين موقفاً من روائع الشعر العربي العالمي، كما روى في مجموعته القصصية "من تاريخ فرنسا في سورية" حكايات من نضال الشعب ضد الاستعمار الفرنسي، ويعتبر من أهم أعماله مؤلفه "دفاعاً عن أبي العلاء"، ومجلداته الثلاثة في "أشعار اللصوص وأخبارهم" 900 صفحة التي أصدرها بعد جهود وبحث تواصل لأكثر من أربعين عاماً، أمضاها في تقصي أخبار الشعراء اللصوص وجمع تراثهم، وتسلط هذه المجلدات الضوء على ظاهرة شبيهة بالصعلكة لم تدرس بعد في العصر الإسلامي».

عبد المعين الملوحي

يتابع: «تتجلى اهتمامات "الملوحي" بالآداب الشرقية" في ترجمته لعيون الأعمال الأدبية لكوكبة المفكرين في الأدب الفيتنامي في أربعة مجلدات، و"تاريخ الأدب والشعر الصيني القديم والحديث" مجلدان، إلى جانب مؤلفات "غوركي" و"ليني" و"ديستويفسكي"، وكان اهتمامه بهذه الآداب عائداً لسببين، الأول رفع وصاية الغرب وتحكمه في أدبنا وثقافتنا والتي تسبب في جهلنا بآداب الشعوب الشرقية، والثاني أن هذه الآداب تحمل في مضمونها الكثير من تطلعاتنا وأفكارنا، فهي تحارب الرجعية والاستعمار والمظالم الاجتماعية، أي إنها تنقل لنا تجارب تلك الشعوب التي أنقذت نفسها.

أما في الشعر فقد مثل شعره عالماً من السحر والجمال قائماً بذاته فحلّق فيه منذ يفاعته تحليق شاعر مجل، كان في الواقع نتيجة زلازل نفسية عاتية، وقد أجبرته مآسي حياته على أن يكون شاعر رثاء، إذ ذاق منذ طفولته مرارة فقد الأخ بعد الأخ، ثم الزوجة والبنت، ولعله تنبأ بهذه المآسي حين قال في رثاء صديق عام 1918:

ما فيك يا ديوان شعري بسمة/ بل أنت قطر دم ونقع جهاد

واستعاد هذه الفكرة في رثاء ابنته "ورود":

يا طفلتي هذا أبوك يظل ينعب كالغراب

أشعاره سود تعشش في الظلام وفي الخراب

وربما لم تنل قصيدة رثاء عربية من الشهرة والخلود ما نالته قصيدته في رثاء زوجته الحبيبة "بهيرة"، ومن بعدها قصيدته في رثاء زهرته اليانعة ابنته "ورود"».

أما عن مؤلفاته في عالم الحمام والطيور فيقول: «كما أصدر"الملوحي" موسوعة "الطير والحمام في الأدب العربي"، في أربعة أجزاء، وفي هذه الموسوعة سجل واف لكل ما قيل في الطيور والحمام من أشعار عبر الأحقاب، وفي هذه الأشعار رصد تاريخي للشعر العربي في معالجته لقضية واحدة هي الطير، وقد استخدم الشعر العربي الطير خاصة، لبث لواعج روحه وتوجداته، وهي لحظات الحزن لدى الشاعر في أغلب الأحيان ومن الطريف أن كل هذه الأشعار التي غطت حوالي 800 صفحة تبين مدى أهمية الحمام والطيور عامة، في بث حرقات النفس واللوعة عند الشعراء العرب، وقد تبدت لنا عبر هذه الأشعار قصص طريفة عن الحمام وموقعه في النفس العربية، هذا في باب الشعر، أما باب النثر فقد أفرد "الملوحي" فصولاً عن الطير "الحمام" في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف وفي الأمثال العربية وما فيها من جمالية وجزالة تعبير ولغة.

وهنا يستهل الكاتب هذه الموسوعة بقصة حمامة صدحت قرب الشاعر "جهم بن المازني" أنشدها "أبو بكر بن دريد" فقال:

أبكيت أن صدحت حمامة أيكة عجباً / ورقاء تهتف في الأراك وتسجع

عجباً لمبكـي عينها وجمودها / وللوعة في صدرها مــــا تقلــــع

غردت بلحن فاستجاب لصوتـها / ورق علـــى فـنن الغصون تفجع».

ويقول الأستاذ الباحث "غفران الناشف": «امتلك "الملوحي" تسعين كتاباً مطبوعاً وأكثر من مئة مخطوطة تنتظر خروجها إلى النور، وقامة مهيبة ماتزال، رغم السنوات الثمانين، منتصبة بشموخ وذاكرة صافية متوهجة، وينبوع إبداع خيّر ما يزال شفافاً ومتدفقاً، ومع هذا فأنت حين تجلس معه لأول مرة ستمتلئ نفسك بمشاعر المودة المشعة في قسماته، وفي حديثه اللطيف الرقراق، هو "عبد المعين الملوحي" الأديب والشاعر والمحقق، ولد عام 1917 بمدينة "حمص"، وتلقى تعليمه الابتدائي وقسماً من التعليم الثانوي فيها، ثم تابع تحصيله الثانوي بدار المعلمين العليا بدمشق، غادر الثانوي بدار المعلمين العليا بدمشق إلى "القاهرة" وحصل على الإجازة في الأدب من الجامعة المصرية عام 1945، وإثر عودته لدمشق عمل في التدريس بثانويات القطر حتى عام 1960، حين انتقل إلى وزارة الثقافة ليصبح مديراً للمركز الثقافي في كل من "حمص" و"دمشق" لأكثر من عشر سنوات، وانتهى به المطاف في العمل الوظيفي مستشاراَ ثقافياً في القصر الجمهوري، وشهدت مسيرته محطة جديدة عندما سافر إلى "الصين"، ونال لقب أستاذ شرف بجامعة "بكين" عام 1977، واضطره المرض للعودة إلى الوطن والتفرغ للتأليف والنشر».