الفكرة ليست مبتكرة والعملية بسيطة والمنظر جميل وأنيق إلا أن المشكلة تكمن في التسمية.

سوق الخضروات المعدة مسبقا للطبخ في "الشعلان" بعمره الذي لا يزيد عن /15/ عاما يطلق عليه تسمية "سوق التنابل" الذي اعترضت عليه إحدى السيدات "مكية هواش": «لماذا تنابل فمن حقي أن أحصل على تسهيلات للتوفيق بين عملي والمهام المنزلية»

لماذا تنابل فمن حقي أن أحصل على تسهيلات للتوفيق بين عملي والمهام المنزلية

وعزز الاعتراض السيد "ياسر أبو هايلة" صاحب محل في السوق: «يجب أن يطلق على هذا السوق تسمية سوق السيدة النشيطة لأنها تأتي بعد الانتهاء من عملها لتأخذ ما تريد أن تعده وجبة للغداء دون عناء شديد».

يتم شراء الخضروات بأنواعها المختلفة من السوق ثم توزيعها على سيدات بالاتفاق المسبق معهن لإعداد تلك الخضروات من تنظيف وتقشير وحفر وتقطيع لتصبح جاهزة للطبخ، مختصرة بذلك مرحلة مهمة من مراحل عملية الطبخ وبالتالي توفير الوقت لمن لا تملك الكفاية منه، إضافة إلى أنه يؤمن عمل جيد لسيدات لا يستطعن العمل خارج المنزل.

رواد هذا السوق ليسوا من النساء فقط، فيمكن أن ترى رجلا يتسوق دون تكبد عناء اختيار النوعية الجيدة والمناسبة لخطة طبخ مزمعة هذا اليوم وهي عملية لا يتقنها بالعادة، كما أن السوق ليس حكراً على أهل "الشعلان" بل يأتي إليه زبائنه من "دمر والمزة" وحتى أحيانا من مناطق أبعد من ذلك بهدف أخذ كميات كبيرة للتجارة بها.

يقول السيد "فهد نجيم" صاحب محل: «لم يعد الموضوع حكراً على طبقة معينة فنظراً إلى عدم وجود الفارق الهائل بين سعر العينة قبل وبعد الإعداد فأصبح بمقدورك أن ترى زبائن من جميع الطبقات والشرائح».

لا يمكن أن تحتاج شيئاً لا تجده في هذا السوق فلديك الخيارات الواسعة بين الكوسا المحفورة والفاصوليا المقطعة إضافة إلى الثوم المقشر.

رغم أن العملية لا تدر الربح المغري إلا أنها لا زالت قائمة مع تواجد عدد من المعارضين وهذا بالطبع يعود إلى أذواق معيشية متنوعة يشهدها شارع "دمشق" باستمرار ، تقول السيدة "سلمى المسالمة": «أفضل أن أعد تلك المواد بنفسي لأني أجد فيها متعة خاصة رغم ضيق الوقت أحياناً».

أصبح هذا السوق جزءاً من طقوس سوق "الشعلان" وهو قائم بالنهاية على فكرة خدمة طرفين في المجتمع المعد والمستهلك وكلاهما من النساء فهن أحق بإطلاق تسمية تتناسب مع الخدمة التي يقدمها هذا السوق.