بعد انتشار الألبسة الحديثة وامتناع الناس عن ارتداء الألبسة الشعبية القديمة، بقيت الألبسة الشعبية محافظة على تراثها وأصالتها رغم عدم شرائها من قبل الناس تقريباً، والمعروف عن "دمشق" عراقة ألبستها وزهوة ألوانها البراقة.

موقع eSyria بتاريخ 9/3/2009، زار أسواق "دمشق" القديمة وسلط الضوء على هذه الألبسة، وكانت أولى لقاءاتنا بالسيد "محمد خير شكيّر" صاحب متجر لبيع الألبسة الشعبية "الشامية" و"الحلبية" في سوق "الخياطين"، والذي قال: «نبيع كافة أنواع الألبسة الشعبية وهي: "السروال"، "الصدرية"، "القمباز"، "الدامر"، وغيرها من الأنواع المعروفة للعموم بشكلها فقط أو باسمها وشكلها، "فالسروال" هو "البنطال الفضفاض"، و"الصدرية" المعروفة "بالجاكيت"، في حين "القنباز" هو صدرية تأتي مزررة ومخططة باللونين الأسود والأبيض، أما "الدامر" فهو قطعة ملونة من القماش تربط على الخصر، وبالنسبة للباس الشامي يتميز "بالسروال" ذي "سرج" أقل ارتفاعاً من اللباس الشعبي "الحلبي"، كما يتميز الزي الشامي "بنقشة" "وزركشة" أكثر هدوءاً من اللباس الحلبي».

الأقمشة المستخدمة في صناعة هذه الألبسة ذات منشأ وطني باستثناء قماش "السروال" المصنوع من "الجوخ" فهو مستورد من "الصين" و"الهند"، لذلك تعتبر هذه الألبسة ذات منشأ وطني 90%، لأن خياطتها بالكامل تتم في سورية دون الاعتماد على الآلات وهو ما يميزها كصناعة يدوية تراثية

وعن صناعة هذه الألبسة أضاف: «الأقمشة المستخدمة في صناعة هذه الألبسة ذات منشأ وطني باستثناء قماش "السروال" المصنوع من "الجوخ" فهو مستورد من "الصين" و"الهند"، لذلك تعتبر هذه الألبسة ذات منشأ وطني 90%، لأن خياطتها بالكامل تتم في سورية دون الاعتماد على الآلات وهو ما يميزها كصناعة يدوية تراثية».

وعن بيعها قال: «أكثر من يطلب هذه الألبسة منتجو الدراما الشعبية الشامية والحلبية، في حين يشتريها السياح عند زيارتهم "لدمشق" لأنهم مدركون بأن هذه الألبسة تعكس صورة هذه المدينة العريقة، وبالنسبة لأبناء "دمشق" فهم الأقل شراءً لها لأن الألبسة الحديثة مسيطرة على السوق الحالي، أما أبناء الريف فيشترونها أكثر كونها تفيدهم في عملهم بالأراضي الزراعية».

وأضاف: «إن صناعة هذه الألبسة تراجع بعض الشيء في السنوات الماضية لأسباب التي ذكرناها، لكن انتشار "الدراما" الشعبية في المسلسلات السورية، أفرزت واقعاً جديداً أفضل من السابق، وفي الحقيقة نحن نعتمد في بيع كل إنتاجنا على صناعة الدراما الشعبية السورية بسبب انتشارها في جميع القنوات الفضائية، إذ أصبحت هذه الألبسة مطلوبة في دول الخليج، والمغرب العربي الذي أصبح يستورد ألبسته الشعبية التي تخصه من ناحية الألوان ونوعية القماش من سورية».

ثم التقينا الزبون "محمد الزياك" الذي قال: «في شهر "رمضان" من كل عام أشتري بعض "الصداري" الشعبية، والعبي، التي أقوم بإلباسها لزبائني عند عرض مسلسل "باب الحارة"، فأنا أملك منتزهاً أعرض به المسلسلات الدمشقية في الشهر الفضيل، وهذه الألبسة تحقق متعةً كبيرة للزبون عندما يرتديها وهو يدخن "النرجيلة العجمي" ويشاهد هذا المسلسل، وبعد انتهاء الشهر المبارك لاحظت تعود زبائني على ارتداء "العباءة" أو "الصدرية"، لذلك جئت إلى سوق "الخياطين" لشراء البعض منها والتي لم تعد تكفي الزبائن الجدد، إضافة إلى أن لبسها في المنتزه يعطيه الرونق الشعبي العريق».

أما الشاب "سامر حبوباتي" فقال: «اشتريت لباساً شامياً بالكامل من أجل وضعه في المنزل كجزءً من الديكور، وفي هذه المرة اشتريت "عباءة" من "الجوخ" كي ألبسها في هذا الجو البارد، فأنا أجد في ارتدائها المتعة مساءً عندما أشاهد التلفاز، وأذكر جدي رحمه الله عندما كان يلبس "العباءة" فيقول "ما في بعد اللبس البلدي يا عمي"».

محمد خير شكيّر