النحت الحجري يعد من أنواع الفنون اليدوية وأقدمها على الإطلاق، فالتدوين والتوثيق الأول بدأه الإنسان الحجري بنقشه للمعلومات والحوادث التي كان يمر بها على جدران وأحجار الكهوف، وفي العصر الحديث أعطى الإنسان الحالي قيمة فنية وثقافية للمنحوتات بشكل عام، فأصبحت القطع المنحوتة تحفظ في المتاحف والمنازل الضخمة.

وللحديث عن فن النحت، موقع eSyria بتاريخ 9/4/2009، التقى النحات "عمار أبو حمرا" صاحب مشغل للنحت على الحجر في حي "الشاغور" بدمشق، والذي حدثنا عن النحت على الحجر، بقوله: «أقوم بالنحت على الحجر بشكلين الأول النقش بالخط العربي المعروف في كافة أنحاء العالم، والثانية النقش بالطريقة النباتية على شكل مقرنصات ورسوم نباتية قديمة كان الإنسان القديم قد نحتها من قبل، وأقوم قي أول الأمر باختيار الحجر من حيث اللون والنوع، إضافة إلى اختيار الرسمة واللوحة التي أريد تشكيلها عليه».

أولاً أرسم الشكل المراد نحته على الحجر وبعد ذلك أستخدم الإزميل والمطرقة من أجل حفر الشكل الذي كنت قد رسمته، وعند انتهائي من عملية النحت أقوم بتلوين الشكل مستخدماً ألواناً طبيعية وهي عبارة عن صباغ نباتي

وعن الأدوات المستخدمة في النحت أضاف: «أولاً أرسم الشكل المراد نحته على الحجر وبعد ذلك أستخدم الإزميل والمطرقة من أجل حفر الشكل الذي كنت قد رسمته، وعند انتهائي من عملية النحت أقوم بتلوين الشكل مستخدماً ألواناً طبيعية وهي عبارة عن صباغ نباتي».

النحات "عمار أبو حمرا"

ثم قال: «اليوم تطلب هذه المنحوتات بكثرة في عمليات ترميم البيوت الدمشقية العربية القديمة وفي الجوامع كما تطلب من أجل إضفاء نكهة عربية قديمة على بناء جديد، ومن أهم هذه المنحوتات في البيوت الحديثة "الشمونيهات" التي كانت تستخدم قديماً في البيوت العربية القديمة من أجل الطبخ، كما أقوم بنحت "الطاحون" القديم المسمى "الرحى" التي هي عبارة عن قطعتين من حجر البازلت الأسود تستخدم في طحن "القمح والشعير والعدس" وللعلم أنها بقيت تستخدم إلى فترة قريبة جداً ولكن ظهور "الطاحون" الكهربائي جعلها تختفي شيئاً فشيئاً وهي اليوم تستخدم في ديكورات المنازل والفيلات الفخمة، وبالنسبة "لمهباش القهوة" فأنا أصنعه من حجر البازلت الأسود القاسي وليس من الخشب، ويأخذ هذا "المهباش" عمل أربعة أشهر متواصلة، وهو أكثر القطع المطلوبة من قبل الزبائن وخصوصاً الخليجيين، أما بالنسبة "للتاجات" النباتية وللوحات الحجرية فهناك "المشكاة" المعروفة "بالكازية"، كما أنحت "أجران الكبة" و"البحرات العربية" التي لا يمكن للبيت العربي أن يأخذ شكله دونها».

أما النحات "سمير راضي" فحدثنا عن أنواع الأحجار بقوله: «استخدم عدة أنواع من الأحجار في عملية النحت أهمها "الرحيباني"- "الطري" و"القاسي"، إضافة إلى الحجر "التلفيتي" المعروف بجماله، وحجر "البرزاوي" ذي اللون الأحمر، في حين إن الحجر البازلتي الأسود الذي يأتي من "حوران"، و"السويداء" يعد من أكثر الأحجار المطلوبة من قبل الزبائن بسبب لونه الأسود الداكن».

مهباش القهوة القديم

ومن الزبائن السيد "عصام سكر" الذي قال: «اشتريت "مهباش قهوة" مصنوع من حجر البازلت الأسود لكي أضعه بجانب "الشمونيه" في المنزل، فهذا "المهباش" على ما أعتقد سيعطي "الصالون" لدي شكلاً جذاباً أكثر من قبل، ويعود فضل التعرف على هذه القطع الرائعة للمسلسلات الدمشقية التي كثر عرضها في "شهر رمضان"، فهم من عرفونا على "الطاحون" و"جرن الكبة" القديم و"المشكاة"، لذلك سوف أشتري هذه القطع من أجل وضعها في منزلي، وسأقنع زوجتي بأن تستخدم جرن الكبة في عملية صنعها لأن صناعتها على الطريقة القديمة تكسب الكبة طعماً خاصاً».

الطاحون القديم أو "الرحى"