تعتبر تربية العصافير من الهوايات المسلية عند الكثير من الناس الذين يستمتعون بأصواتها الجميلة وأشكالها المختلفة، فالبيوت الدمشقية القديمة كانت لا تخلو من طائرٍ حسن الصوت ورائع الشكل، واليوم ما يزال لهذه العصافير حب وعشق كبيران عند الكثيرين.

السيد "لورنس خليل" صاحب محل لبيع العصافير في "جسر الثورة" تحدث لموقع eSyria بتاريخ 16/5/2009، عن تربية العصافير بقوله: «الكثير من الناس يأتون لشراء "كناري" أو عصفور جميل ملون بألوان زاهية، فالعصافير برأي الكثير من الناس تدخل الفرح والسرور إليهم، وتوفقهم في أعمالهم التجارية وخصوصاً أصحاب المحلات، لذلك يقتنون قفصاً أو اثنين إذ يعتبرون وجود العصافير في محلاتهم من الأشياء الأساسية والضرورية».

في منزلي سبعة أقفاص أضع بها زوجين من نفس النوع، والآن لدي زوجان من "الكناري" الصغير، لذلك أتيت لشراء طعامها الخاص بها

وبالنسبة إلى أنواع العصافير التي توجد في الأسواق قال: «يوجد لدينا "الحسون" الذي يمتاز بصوته الجميل وبألوانه المختلفة، كما يوجد "الكناري" الذي يغرد باستمرار في حال كانت نفسيته جيدة، أما إذا كان عكس ذلك فهو يبقى في حالة سكون وهدوء، وهناك نوع من الطيور يقال له "النمام أو القزم"، إضافة إلى "طيور الجنة" و"العاشق والمعشوق"، وهذا النوع مميز لأنه لا يستطيع العيش إلا بشكل ثنائي أي تزاوج بين ذكر وأنثى، ويوجد نوع مهجن يسمى "البندق" يأتي نتيجة تزاوج "الحسون مع الكناري"، وهو يمتاز بصوته الرائع وغلاء سعره حيث يصل ثمنه إلى 4500 ل.س، وأغلب هذه الطيور تربية محلية لأنها توجد في الأراضي السورية بكثرة إلا أن هناك أنواع مستوردة مثل "الحسون المفتل" الذي يأتينا من "إيران" ويعرف من خلال كبر حجمه».

السيد "لورنس خليل"

وبالنسبة للأمراض التي قد تصيب هذه الطيور أضاف: «غالباً تصاب هذه الطيور بالتهابات يمكن علاجها بسرعة عبر إعطائها "حبوب التهاب"، فكل أمراض الطيور قابلة للعلاج باستثناء مرض "أنفلونزا الطيور" الذي عرف منذ سنتين تقريباً، وبشكل عام كل أمراض الطيور تشبه بعضها في نفس الأعراض باختلافات متفاوتة بين شديدة وقوية، فمثلاً عندما يلاحظ على الطائر المريض أنه بدأ في نفش ريشه تدريجياً وإدارة رأسه حتى تلامس ريش الظهر مع ذبول العين والوجه حتى يبدو وكأنه نعس مع فقدان الشهية للأكل، إضافة إلى شعوره بالعطش الشديد، هنا يكون مصاباً بالتهاب في جهازه الهضمي، أما عندما يقف على أرضية القفص في وضع أفقي خافضاً ذيله إلى الأسفل تكون قد ساءت حالته، وإذا أصيب الجهاز التنفسي فإننا نسمع صوت "حشرجة" في صدره، إضافة إلى بطء في الحركة، والنوم على كلتا القدمين ووضع الرأس تحت الأجنحة، ونتأكد من أن مرضه في جهازه التنفسي إذ بدت لنا بعض الإفرازات على جسمه، ويجب التأكد من أعراض المرض بالضبط قبل إعطائه العلاج الصحيح، ولذلك يجب مراعاة عدة أمور للمحافظة على هذه الطيور في أقفاصها، فيجب الاهتمام بنظافة الحجرات والجدران وبيوت التربية والأقفاص، كما يجب عزل الطيور الوافدة حديثاً إلى المجموعة لمدة لا تقل عن شهر لملاحظة أي أعراض مرضية عليها، وعلى مربي العصافير عدم فرش أوراق الجرائد لسمية أحبارها عند تساقط الأغذية عليها، فمن الممكن فرش ورق أبيض وإن كان الأفضل فرشها بالرمال، وفي حال مرض الطائر يفضل عزله في قفص صغير يسمى قفص المستشفى إذ علينا مراعاة الدفء وصغر الحجم فيه، إضافة إلى وجود الطعام والماء في مكان يمكن للعصفور الوصول إليه بسهولة».

أما بالنسبة إلى أسعارها فقال: «تختلف أسعار هذه الطيور حسب نوع الطير ولونه وصوته فهي تبدأ من 1000 ل.س وقد تصل إلى 15000 ل.س، وهناك عدة أنواع من الأطعمة التي يجب إطعامها لهم حسب نوع العصافير، فمثلاً يأكل "الكناري" "البريق" حصراً، كما تأكل "العواشق" نوعاً من الحبوب يسمى "الدخن"، في حين يأكل الحسون "خلطة حبوب" خاصة به».

ومن الزبائن السيد "محمود الزهار" الذي قال: «في منزلي سبعة أقفاص أضع بها زوجين من نفس النوع، والآن لدي زوجان من "الكناري" الصغير، لذلك أتيت لشراء طعامها الخاص بها».

أما الشاب "رأفت دك الباب" فقال: «في مشغل والدي أربعة "طيور جنة" يضعها في قفص واحد، لذلك اقترحت عليه أن نشتري قفصاً ثانياً من أجل فصل إحدى هذه الطيور عن الباقين في حال مرض أحدهم، فوافقني الرأي لذلك أشتري قفصاً جديداً من أجل العزل، كما إنني أشتري نوعين جديدين من "العاشق والمعشوق" لألوانهما الغريبة، وأنا ووالدي نهتم بكل العصافير الجديدة التي تأتي إلى السوق لأننا نستقي من ألوانها صبغات وألوان جديدة للألبسة التي نفصلها».

أحد طيور الجنة مريض وهو في فترة العلاج