"تماري وكعك"..من الأكلات الدمشقية المشهورة والمنتشرة في الأحياء القديمة، هذه الأكلة التي تتألف من مكونات بسيطة، وبأسعار جداً معقولة، والتي مازالت لها شعبية كبيرة.

موقع "eSyria" بتاريخ 1/6/2009 وخلال جولته في دمشق القديمة التقى بالسيد "ياسر الحلواني" بائع مسن يركب على دراجته الهوائية ويتجول في أحياء دمشق القديمة لبيع أكلة "تماري وكعك"، هناك وخلال جولتنا مع السيد "الحلواني" تحدث لنا عن طبيعة عمله، ومدى شعبية هذه الأكلة الدمشقية قائلاً: «توارثت هذه المهنة من والدي الذي كان يعلمنا في الصغر كيف نصنع هذه الأكلة، ففي كل صباح أحضر دراجتي الهوائية المجهزة بصندوق زجاجي وأقوم بتنظيفه وتلميعه قبل أن أقوم بترتيب التمريات في قاعدة الصندوق، ومن ثم أصطف وأرتب "قطرميزات" أو علب الدبس والسمسم والسكر الناعم والطحينة، بالإضافة إلى عدد من حبات الموز وقطع الكعك، بعد ذلك أنطلق على دراجتي الهوائية إلى حي من أحياء دمشق القديمة، لألتقي بعشاق هذه الأكلة الدمشقية "تماري وكعك" وأبيعهم مايطلبون».

أنتظر صباح كل يوم العم "ياسر" ليمر من هنا ولأشتري منه سندويشة "تماري وكعك" فهذه الأكلة لها مذاقها الخاص من يديه، وكما لها فوائد غذائية كثيرة، فأكلة "تماري وكعك" هي من الأكلات الدمشقية القديمة التي لها شهرة واسعة وكبيرة بين الذين يعرفون نكهتها

وعن سعر هذه الأكلة مدى شعبيتها يقول وهو يلف سندويشة "تماري وكعك" لأحد الزبائن: «إن سندويشة "تماري كعك" تتراوح سعرها مابين /15/ إلى /25/ ليرة سورية، وطبعاً اختلاف السعر يعود أو يتعلق بنوعية التمرية ومحتوياتها من الموز والمواد الأخرى، فلكل شخص مزاجٌ مختلف عن الآخر في مكونات السندويشة ومن هنا يبدأ أختلاف السعر من /15/ إلى /25/».

معنا للتماري اطيب

ويتابع السيد "الحلواني": «إن لهذه الأكلة شعبية كبيرة باختلاف أعمارهم وأذواقهم، فخلال جولاتي في دمشق القديمة وتحديداً منطقة "باب شرقي" ألاحظ أن هناك من ينتظرون قدومي ليشتروا مني والابتسامة على وجوههم، حتى أصبحت هذه الوجوه مألوفة لي وإن غاب أحدهم يوماً ما ألاحظ ذلك، يبدو أن السر يكمن في تعاملي معهم إضافة إلى ما لهذه الأكلة من طعم لذيذ وفوائد صحية كبيرة، ولكن أكثر الزبائن لطافة هم طلاب المدارس، فخلال أنصرافهم من مدرستهم يركضون إلي بكل براءة ولطف لطلب سندويشة "كعك ياتماري"، فمنهم مايدفع لي /10/ ليرات ومنهم أكثر وأنا لا أخجلهم رغبة مني في أن يبقوا مسرورين ومبتسمين وهم يأكلون تلك السندويشة من يدي».

وعن فوائد هذه الأكلة يتابع السيد "ياسر": «هي أكلة غذائية ذات فائدة كبيرة، حيث إنها مليئة بالفيتامينات والفوائد الصحية، وهي خفيفة على معدة الإنسان خاصة في أوقات الصباح، والحمدالله هناك شعبية كبيرة لهذه الأكلة التي تعتبر من تراث مدينة دمشق حيث تتم صناعها بسكب السمسم والسكر والطحينة والدبس بطريقة فنية على التمرية ثم إضافة اللمسة الاخيرة وهي كعكة طرية تعدل قليلا من المذاق الحلو جداً للتماري والكعك».

تماري ياكعك

أما عن الفصل الأكثر طلباً فيه على هذه الأكلة فيقول "ياسر الحلواني" وهو يضيفنا سندويشة "كعك وتماري": «ازدياد الطلب على أكلة "تماري وكعك" أو انخفاضه متعلق بحالة الجو، ففي فصل الصيف هو مقتصر على بعض الأشخاص الذين يرغبون بتذوق هذه الأكلة كل فترة، أما في فصل الشتاء ولما في هذه الأكلة من سعرات حرارية ناتجة عن حشواتها وحلاوتها يزداد الطلب عليها بكثافة إلى درجة أنني أنفق كل البضاعة التي بحوذتي».

انتهى حديثنا مع السيد "ياسر الحلواني" وأثناء مغادرتنا له تحدثنا مع أحد الزبائن الذي كان ينتظر السيد "ياسر" ليلف له سندويشة "تماري وكعك" فقال: «أنتظر صباح كل يوم العم "ياسر" ليمر من هنا ولأشتري منه سندويشة "تماري وكعك" فهذه الأكلة لها مذاقها الخاص من يديه، وكما لها فوائد غذائية كثيرة، فأكلة "تماري وكعك" هي من الأكلات الدمشقية القديمة التي لها شهرة واسعة وكبيرة بين الذين يعرفون نكهتها».

قبل اللف