"الزبيب" ما هو إلا ثمار العنب، بألوانه وأنواعه المختلفة، والعنب هو شجيرات من الفصيلة الكرمية، وتسمى في بلاد الشام بأسماء مختلفة؛ فالبعض يطلق عليها "العريش"، وآخرون يسمونها "الدوالي"، وهي أشهر من أن تعرف لأنها تنبت في مختلف بقاع الأرض خاصةً في حوض البحر المتوسط، ومن صناعات العنب الكثيرة "العنب المجفف" المعروف باسم "الزبيب".
وللتعرف على طريقة إعداده، موقع eSyria بتاريخ 5/7/2009، التقى الشاب "أيمن النجار" صاحب محل في "البزورية" حيث قال: «تمر مراحل تجفيف العنب بعدة خطوات متتالية، وبطريقة يدوية بحتة، حيث يتم قطاف ثمار العنب في بادئ الأمر، ثم يوضع في أطباق كبيرة فيها ماء خُلط معه مادة خاصة لتجفيف "الزبيب" يقال لها "القَِلي"؛ وهي عبارة عن حصوات سوداء داكنة اللون ليست صلبة تحل في الماء، وبعد ذلك يضاف إلى الخليط السابق كأس من زيت الزيتون ويقلب العنب عدة مرات إلى أن يتشبع بالخليط، ويترك بعدها لمدة وجيزة، وفي الخطوة اللاحقة ترفع ثمار العنب المنقوعة في الماء ويتم نشرها، أو كما يقول أهل الأرياف "تسطيحها" وذلك بوضعها على الأسطح بحيث تكون الأرض نظيفة، أوعليها قطعة قماش، ويوضع تحت أشعة الشمس لمدة تزيد على 20 يوماً أو شهراً على الأكثر، حيث يجف ويأخذ شكله النهائي، وفي النهاية يصبح جاهزاً للأكل، ويتم تخزينه عن طريق وضعه في أكياس مصنوعة من القماش، ويحفظ إلى الشتاء الذي يكثر فيه استعماله».
منذ زمن بعيد كان أجدادنا يجففون العنب ليكون مؤونة الشتاء لما فيه من دفء وفائدة للجسم، كما كانوا يقدمونه للتسلية في السهرات والأعياد
وبالنسبة لألوانه وفوائده أضاف: «يتخذ "الزبيب" لونه من لون ثمار العنب، فهناك "الزبيب" ذو اللون الأسود وهو الأفضل كما يقولون، ويستعمل كمنشط للذاكرة، وللمصابين بالوهن والتعب، وهذا النوع من الزبيب يكثر إنتاجه في منطقة "جبل الشيخ"، والنوع الثاني ذو "اللون البني" الذي تتميز حباته بكبر الحجم ووجود بذرتين فيه، هذا النوع مرغوب جداً للأكل دون أن يدخل مع أية صناعات غذائية، في حين النوع الثالث الأشقر ذو الحبات الصغيرة يكون خالياً من البذور، ويدخل في صناعة الحلوى بأنواعها المختلفة والمأكولات الشرقية مثل "المندي، الأرز، الكبسة"، حيث تزين به الأطباق، وهذا النوع يسمى "الأشلميش" ويتم استيراده من إيران، والزبيب بأنواعه المختلفة له فوائد عديدة منها: اعتباره غذاءً ممتازاً للمعدة لأنه ملين لها، كما يعتبر مرطب ومغذي للجسم، وينفع في أمراض عديدة مثل الكبد، غير أنه لا يناسب الذين يعانون من داء السكري بسبب نسبة السكريات العالية فيه، ومن جهة أخرى يصنف على أنه من الثمار الصدرية، ومطبوخ الزبيب بالماء الساخن يفيد في أمراض البلعوم عن طريق "الغرغرة"».
ومن الزبائن السيدة "منى الحبال" التي قالت: «أتيت إلى سوق "البزورية" من أجل شراء الزبيب لأنه يزين الأكل ويعطيه نكهة طيبة، إضافة إلى الفوائد التي يعطيها لجسم الإنسان، وأنا أنتقي الأنواع الجيدة خاصةً الأسود الأكثر حلاوة، وهذا النوع محبب جداً من قبل أطفالي الذين يأكلونه كل صباح ومساء».
أما الحاج "محمد زكريا" فقال: «منذ زمن بعيد كان أجدادنا يجففون العنب ليكون مؤونة الشتاء لما فيه من دفء وفائدة للجسم، كما كانوا يقدمونه للتسلية في السهرات والأعياد».