هي واحدة من الأشجار التي تجود بفوح عطرها ورائحتها الزكية في الأجواء, عدا عن أهميتها الطبية والصيدلانية التي أثبتت الدراسات والتجارب مدى فائدتها فاستحقت عن جدارة دخول موسوعة النباتات الطبية.

هي من أجمل الأشجار التي تلقي بظلها وفيئها المعطر على من يلوذ بها من حر الجو، وهي الزيزفون الشجرة عاقرة الثمار, التي تزهر في الربيع وأوائل الصيف، وتعرف بإزهارها الصغيرة التي تتجمع متلاصقة لتكون وحدة "زخرفية" زهرية عطرية تسر الناظرين.

لا أنسى أبداً كيف كانت جدتي في القرية تقطف عروق الزيزفون المزهر وتضعها في مزهرية من أجل تلطيف وتعطير الجو إضافة إلى خاصيته النادرة وهي طرد الحشرات الطائرة من المنازل مثل الذباب والبعوض

موقع esyriaبتاريخ 12/10/2009، سلط الضوء على هذه الشجرة وفائدتها عندما التقى العطار "محمد سعيد الزين" الذي قال: «شجرة "الزيزفون" شجرة حراجية عدا أنها مفيدة تزرع أيضا للزينة وهي تشبه شجرة الزيتون بأوراقها وأزهارها, كما أنها تزهر في شهري حزيران وتموز تحديداً وذلك على شكل عناقيد زهرية تميل إلى اللون الأصفر أو الأبيض، تنمو كثيرا على أطراف الأنهار والجداول والبساتين وخاصة حوض البحر الأبيض المتوسط وتكثر في المنطقة الساحلية».

العطار "محمد سعيد الزين"

وأضاف: «بداية لم تكن هذه الشجرة محط اهتمام الإنسان لأنها لاتثمر بل تزهر فقط, لكن بعد الاهتداء إلى فائدتها الطبية والعلاجية اهتم الإنسان بها كثيرا،ً حيث يستفاد من عناقيد الزهر والأوراق الطويلة المسننة لهذه الشجرة وهذه الأوراق تمثل الجزء الطبي منها، ونحن في دكاكين العطارة نبيعها بعد قطف أزهارها وتجفيفها حيث تعتبر "مقشعة" و مضادة للتشنج المعدي والمعوي».

وعن طريقة استخدام أزهارها قال: «تضاف ملعقة إلى فنجان ماء ساخن مع القليل من العسل أو سكر النبات وتشرب صباحاً وهذا يفيد في تلين الأمعاء, كما أنها تستعمل كمهدئ للمصابين بالأرق والعصبية وربما كان هذا سبب لجوء الأباطرة والأمراء قديما إلى إضافة منثور زهر الزيزفون إلى ماء الحمام لاستخدامه في تطرية الجلد، كما أنها تمتاز برائحة زكية لذلك يمكن أن تصنع وتقطر زهورها لتستعمل كعطر جميل، حتى أنه من الممكن أن نستغل خشبه العطري في تبخير الأماكن».

أوراق الزيزفون الخشنة

ثم التقينا السيد "محمد العطار" الذي حدثنا عن رأيه بالزيزفون قائلاً: «الزيزفون شجر جميل لكن الناس مازلنا لا ندرك أهميته حتى الآن، لذلك لا يطلب كثيراً من قبل الزبائن, وبالنسبة لي أنا أشربه يومياً عند المساء مغلياً مع أوراق "المليسة" كونها وصفة مريحة ومهدئة وذو مذاق لذيذ».

كما حدثتنا السيدة" نجاح إبراهيم" عن هذه الشجرة بقولها: «لا أنسى أبداً كيف كانت جدتي في القرية تقطف عروق الزيزفون المزهر وتضعها في مزهرية من أجل تلطيف وتعطير الجو إضافة إلى خاصيته النادرة وهي طرد الحشرات الطائرة من المنازل مثل الذباب والبعوض».

زهر الزيزفون