مشاهد ولا أجمل نشاهدها جميعاً كل يوم وفي كل مكان، أم تحتضن ابنها الرضيع وهي مسرعة نحو الطبيب اثر سعال خفيف أصابه، وأخرى تداعب طفلها في هذه الحديقة أو تلك مدخلة السعادة والحبور إلى نفسه وقلبه، وثالثة تٌحضر لولدها العصير قبيل ذهابه إلى الامتحان، ورابعة تخيط لابنتها فستاناً... هي مشاعر متنوعة ومختلفة يختلط فيها حب القلب والعين والروح، لكنها مشاعر متناغمة كأنها سيمفونية رائعة، هي سيمفونية الحب الصافي يمتزج فيها العقل بالوجدان.

المحبة، الحنان، التضحية، العطاء... كلها مفردات تعبر عن الأمومة، لكنها لا تفيها حقها، ولأن الإنسان أدرك منذ بدء الخليقة أهمية الأم في حياته وقدسية الرابط بين الأم وأبنائها قرر أن يخصص يوماً يعبر فيه لوالدته عن مدى تقديره وحبه وامتنانه لامه فكان عيد الأم.

لاشك أن الأم هي ذلك القلب الكبير الذي استودع الله فيه كل الحب والحنان، فالأم هي التضحية والعطاء والبذل، وهي الشخص الذي يقدم ولا ينتظر المقابل

eSyria استطلع بتاريخ 13/3/2010 آراء بعض الأشخاص حول عيد الأم والهدايا التي يمكن أن يقدموها لأمهاتهم فكانت هذه السطور:

السيدة "سمر خانكان" قالت: «عيد الأم حلو.. بس بزعّل بالوقت نفسه، وخاصة لأولئك الذين فقدوا أمهاتهم لأسباب مختلفة، وبالعموم يجب أن نتذكر الأم في كل لحظة وساعة ويوم، لأن ما قدمته لنا أكبر بكثير من كل أنواع الشكر الذي ينبغي أن نُقر به لها، وأهم بكثير من أي هدية نقدمها لها في العيد».

السيدة "لميس سعد الدين" وافقت السيدة "خانكان" رأيها قائلة: «"ما بحبو" خصوصاً للأشخاص الذين توفيت أمهاتهم، وأنا واحدة منهم، ولذلك يشعرني بالحزن، فأتذكر والدتي وحنانها،عطفها عليّ وعلى إخوتي، وأتمنى لو كانت بيننا الآن، ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله».

في شارع لوبيا

السيد "معن الحلقي" رأى أن عيد الأم عيد دخيل على عاداتنا وتقاليدنا وأضاف: «على الرغم من أن عيد الأم، عيد وافد إلى حضارتنا وتاريخنا العربي والإسلامي، إلا أنه فرصة طيبة يجتمع خلالها الجميع حول الأم يسعدونها بكلمة طيبة، وهدية بسيطة وإن كنت أفضل النقود لتشتري هي ما تريد».

الآنسة "غادة حشيشو" موظفة قالت: «شيء جميل أن نخصص يوماً محدداً للأم نتذكر خلاله ما عانته الأم من آلام الحمل، والولادة، والسهر على راحتنا، وما قدمته من تضحيات من أجل سعادتنا... إنها بالتأكيد تستحق عيداً مخصصاً لها دون غيرها، مع إيماني المطلق بأن كل الأيام يجب أن تكون عيداً لها نسعدها فيها بكلمة طيبة أو وردة نضرة أو على الأقل بابتسامة، ولا أرى مانعاً أبداً من تقديم الهدايا لها في هذا العيد المبارك».

السيدات "لينا لوستان" و"بشرى سلمان" و"سوسن المحمود" قلن: «نحاول نحن وأشقاؤنا وشقيقاتنا أن نجمع مبلغاً من المال لنشتري به هدية تريح أمهاتنا... مكنسة كهربائية أو ميكرويف أو جلاية كهربائية أو غسالة اوتوماتيك، فيكفيها التعب الذي عانته على مدى سنوات طويلة في ترتيب البيت، والمحافظة على نظافته».

بالمقابل الأسواق استعدت لهذه المناسبة وبدأت تقديم العروض بشعارات لافتة (لمناسبة عيد الأم، تخفيضات تصل لـ 50%)، اشتر قطعة واحصل على أخرى مجاناً....).

"علي عبد الله" صاحب أحد المحلات في شارع "لوبيا" بـ"دمشق" يقول: «حركة البيع هذا الأسبوع جيدة إلى حد ما، خاصة وأنا في هذه المناسبة "عيد الأم" عمدت إلى تخفيض الأسعار بنسب معقولة تساعد على تحريك عملية البيع والشراء».

يقول علماء الاجتماع: «الأمومة علاقة اجتماعية فريدة من نوعها، فهي أعظم وأنقى نموذج، فالأم تعطي أبناءها بلا حدود من كيانها وكينونتها حباً وحناناً، وتتجلى هذه العلاقة في عاطفة تتخطى في مظهرها وجوهرها حواجز العقل والمنطق».

وضمن هذا المنطق يقول السيد: "سعيد السليمان": «يعجز اللسان والكلمات عن وصف حبي لأمي، فأمي هي المحور الأساسي الذي ندور أنا وأشقائي في فلكه ولا شيء يعطيها حقها، وحق تعبها في تربيتنا فهي الحب الأبدي في حياتنا».

"غصون الفاعوري" تقول: «لاشك أن الأم هي ذلك القلب الكبير الذي استودع الله فيه كل الحب والحنان، فالأم هي التضحية والعطاء والبذل، وهي الشخص الذي يقدم ولا ينتظر المقابل».

يذكر أن أول من احتفل بعيد الأم كما تشير المراجع التاريخية بأن الفراعنة هم رواد فكرة الاحتفال بالأم، فقد كانوا من أوائل الشعوب السابقة في تقديم الأم وجعلها مقدسة، حيث خلدوها في آثارهم داخل المعابد ويظهر جلياً في النقوش والتماثيل والأشعار والأغاني ومن أشهر الأساطير المصرية القديمة التي دلت على مكانة وقداسة الأم "تلك الأسطورة التي تحكي بأن السماء أمٌٌّ تلد الشمس كل صباح"، وبعض الكتب التاريخية أيضاً تشير إلى أن الأغريق هم أول من احتفل بالأم في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الآلهة /ريا/ زوجة /كورنس/ الإله الأب، وكان هناك احتفال مشابه في روما القديمة التي احتفلت بهذه المناسبة قبل /520/ سنة من ميلاد السيد المسيح لكن المؤسس الفعلي لهذا اليوم هي الأمريكية /آنا غارفيس/ التي أقامت هذا العيد تحقيقاً لرغبة والدتها التي كانت تأمل أن يسهم احتفال الناس بهذا العيد في محو الضغائن بين العائلات التي أشعلتها آنذاك الحرب الأهلية الأمريكية، وفي عام /1914/ أصدر الرئيس الأميركي /ويلسون/ قراراً بإعلان الأحد الثاني من شهر أيار من كل عام موعداً للاحتفال بعيد الأم في جميع الولايات الأميركية، وفي مصر تم تحديد /21/ آذار سنة 1956 كأول يوم يحتفل فيه بعيد الأم، وفي سورية بدأ الاحتفال بعيد الأم في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وتم اختيار يوم الحادي والعشرين من آذار من كل عام يوماً للاحتفال بهذا العيد.