على الرغم من بساطتها وعشوائيتها، ومساحتها المتواضعة، ماتزال بسطات العيد تفترش ساحات الأعياد، مقدمة للأطفال كل ماهو مسلي وممتع، وبأسعار تتوافق و "عيديتهم"؛ فهي تعرض عليهم في العيد أصنافا مختلفة وفريدة، يندر وجودها في المحلات الأخرى، فتدفع الطفل للشراء من هذه البسطات، وهو راض وسامحة نفسه بذلك.

موقع "eSyria" جال في بعض أحياء "ريف دمشق" في ثاني أيام "عيد الفطر السعيد" وبتاريخ 11/9/2010؛ ليقف على طبيعة ما تقدمه هذه البسطات للطفل، والتقى الطفل "ابراهيم جبّان" /11 عام/ الذي تحدث عن الميزات التي تقدمها البسطة له فقال:

تحتوي البسطات على أنواع عديدة من الأطعمة مثل "غزل البنات، البسكويت، المعروك، العرانيس، البليلة، والفول النابت (الفول المسلوق مع الحمض والكمّون)، والبطاطا المقلية، وسندويش على الصاج"

«أشتري من هذه البسطات الألعاب رخيصة الثمن، وآكل من عندهم ما يقدمونه من حلويات أو مأكولات أخرى "كالبطاطا والشيبس المقلي والفول المسلوق"، فأسعارهم تناسبني، وهم أصلا من يملؤون لنا ساحات العيد بالبهجة؛ عندما يفتعلون ذلك الضجيج المحبب لدينا».

بسطة لبيع "دبوس الولد"

أصوات البائعين تعلو منذ دخولك ساحة العيد في حي "الدخانية"، فمن بائعي الأطعمة الخفيفة الى بائعي الألعاب، مرورا بمن لديه الألعاب.. كالمراجيح أو الألعاب اليدوية المتنوعة، تجد نفسك محاطا بأجواء إحتفالية صنعتها عفوية المكان، وعن ذلك يحدثنا السيد "أبو وليد" صاحب أحد المحلات الجودة في الساحة فيقول:

«في صباح كل يوم من أيام العيد، يأتي البائعون فيأخذون مراكزهم، وينادون على بضائعهم؛ فلا يرجعون إلى بيوتهم حتى تنفذ هذه البضائع، ويضعون على بسطاتهم مجموعة من الأطعمة والحلوى التي لا تقدم إلا في العيد وعلى طاولاتهم، أو مجموعة من الألعاب الصغيرة، أو اكسسوارت البنات،ويبلغ عدد هذه البسطات في هذا المكان حوالي /15/ بسطة، ذلك إذا اعتبرنا أن كل من يبيع دون محل بأنه صاحب بسطة».

"أجواء العيد"

ويضيف "أبو وليد" في حديثه عن محتويات هذه البسطات فيقول: «تحتوي البسطات على أنواع عديدة من الأطعمة مثل "غزل البنات، البسكويت، المعروك، العرانيس، البليلة، والفول النابت (الفول المسلوق مع الحمض والكمّون)، والبطاطا المقلية، وسندويش على الصاج"».

خلال التجوال بين هذه البسطات تجد منها من يقدم أطعمة وحلويات شعبية، وأخرى قديمة اختفت في المدينة، ولكن الريف ما زال محافظا عليها ومهتما بإحياءها من هذه الحلويات "دبوس الولد" التي يقول عنها صاحب بسطة لبيعها:

"حنطور العيد"

«"دبوس الولد" هي حلوى دمشقية يزيد عمرها عن الستين عاما، اختفت في دمشق وندرت، وكذلك قلّ في "ريف دمشق" من يصنعها، فاقتصر بيعها هنا على هذه البسطات ، وفي الأعياد خاصة، ربما لأن السكاكر الجديدة والحلويات المختلفة قد حلت محلها، ودبوس الولد هي تفاحة سكرية صغيرة يغرس فيها عود خشبي، وتغطس بـ "العنبر" (وهو القطر الملون بالأحمر)».

أما السيد "مجد زيان" صاحب "عرباية فول نابت" فيرى أن العيد هو موسم جيد للعمل، ويقول:

«أعرف جميع أولاد هذا الحي، فأغلبهم يأكلون من عندي، ويأتون مع أصدقائهم خلال فترة لعبهم، ليسدّوا جوعتهم، حتى يحين موعد الغداء، وأشعر بسعادة بالغة عندما اقدم للطفل "زبدية" فول لذيذة مع المرقة بـ /10/ ليرات فقط».

السيدة "ام صالح" ترى أن المأكولات التي يبيعها أصحاب البسطات – بالمجمل- غير آمنة ومخيفة صحيا "وتدور حولها الشكوك" فتقول:

«أنبه ابني أن لا يشتري من الأطعمة المكشوفة، أو من بائع لا نعرفه، فأغلب من يبيع هنا نحن نعرفه، بحكم أننا من حي واحد، وذلك على مبدأ "أهلية بمحلية"، فلا بد من هذا الوعي الشخصي أن يضاف إلى التدابير الحكومية والوقائية».

يذكر أن ساحات أحياء "ريف دمشق"، تمتلئ خلال أيام العيد بالمراجيح والألعاب المختلفة، بالإضافة الى البسطات بأنواعها، ويتميز الريف الدمشقي بعادات العيد القديمة، فما زال الأطفال "يعيّدون" بالركب على الحنطور، ومازال الأهالي يحتفظون بعاداتهم القديمة في العيد، كصناعة الحلويات المنزلية، والاجتماعات العائلية الكبيرة وغيرها..