القبقاب هي الوسيلة التي تستخدم كمداس في البيوت القديمة وفي الحمامات وأماكن الوضوء في المساجد، وفي السابق كان يستخدم أيضاً كمداس بالشكل العام للذهاب به إلى أي مكان، وقيل قديماً "أرح مداسك تريح رأسك"، حيث كانت هذه هي القاعدة العامة التي انطلق منها أسلافنا في الماضي في اختيارهم لنوع وطبيعة المداس الذي يستخدمونه.

موقع eSyria في 6/9/2010 خلال جولته في "القباقبية" وعلى مسافة حوالي 50 متراً قبالة الباب الجنوبي للجامع "الأموي" التقى الحرفي وصانع القباقيب السيد "يحيى أبو بشير" وتحدث معه عن تاريخ تصنيع القباقيب، فقال: «تصنيع القباقيب هي من المهن القديمة جداً في سورية ويعتقد أنها تطورت وازدهرت في فترة الحكم العثماني حيث أنه كان يفصَل ويزين بموديلات لا تعد ولا تحصى، وحتى أنه كان يمكن تمييز لابسه إلى أي طبقة أو شريحة اجتماعية ينتمي».

رغم أن القبقاب يوصف كعلاج للأكزيما وللفطر وللتحسس و تشقق القدمين أو للحماية من الكهرباء

عن مصدر الأخشاب ومراحل صنع القبقاب يقول: «كان يصنع القبقاب في "دمشق" من خشب "الصفصاف، الجوز والحور الرومي" الذي كان يأتي من سهل "الزبداني" ومن "وادي بردى" و"الغوطة الشرقية"، والآن أصبحت هذه الأخشاب قليلة جداً، فبعد ذلك نأتي بالخشب ونقصه إلى قطع بطول 30سم تقريباً ومن ثم نقسمها إلى قطعتين متناظرتين ونفصلها حسب طبعات لمقاسات محددة، بعد ذلك نحفهما باستخدام أداة الحف من أجل التخلص من الوبر الناتج عن القص، ونضع لهما وجوه من الجلد الطبيعي أو الصناعي وذلك حسب طلب الزبائن ثم نبيعها».

القبقاب جاهزاً للبيع

عن سؤالنا حول التطورات أو التغييرات التي طرأت على القباقيب مؤخراً قال: «في السنوات الأخيرة أصبحنا ندهنها بالمواد الحافظة للخشب مثل "اللكر" وأحياناً نقوم بتلوينها بألوان مختلفة ونضع لهما سفل من "الكاوتشوك" ذلك لأن هذا السفل يساهم في عدم إصدار القباب أصواتاً أو لحفظه من التلف السريع نتيجة تعرضه للماء، فقد كان القبقاب العادي في السابق مؤلف من السفل الخشبي والوجه الجلدي فقط».

أما عن أماكن تسويق القباقيب يقول: «تسوّق القباقيب في "دمشق" والمحافظات السورية وأحياناً إلى خارج البلاد، فكما هو معلوم أن كل الحمامات القديمة تستخدم القباقيب، ومازال هناك أناس لا يرتدون إلا القبقاب في بيوتهم رغم وجود عدد كبير من أنواع المداسات، وهذه المسألة لا تنحصر بفئة عمرية محددة».

خلال الانتهاء من المراحل الأولى

عن قياسات القباقيب يقول: «بالنسبة للرجال القياسات تبدأ من النمرة أربعين وحتى السبعة والأربعين، أما قباقيب النساء فهي محصورة بين النمرة الخمس والثلاثين وحتى الأربعين».

وعن صمود القبقاب في وجه المداسات الأخرى الجلدية والبلاستيكية يقول السيد "أبو بشير": «لم يبق الآن سوى أربعة أشخاص في "دمشق" يقومون بتصنيع القباقيب، فأغلب من كانوا يعملون في تصنيع القباقيب توفاهم الله، وتحول أبناؤهم إلى مصالح أخرى نتيجة التغيرات التي حصلت في الحياة المعاصرة، أما نحن فمازلنا نمارس المهنة كما ورثناها، فأنا لي حوالي 43 عام في هذه المهنة وأبي من قبلي أمضى حوالي 70 سنة في هذه المهنة أيضاً فهي متوارثة أباً عن جد، لذلك المواجهة صعبة والصمود أصعب بسبب الظروف العامة من نقص الأخشاب وعدم الإقبال على تعلم المصلحة».

يتابع قائلاً: «رغم أن القبقاب يوصف كعلاج للأكزيما وللفطر وللتحسس و تشقق القدمين أو للحماية من الكهرباء».

السيد "عبد الهادي النجار" يعمل بائعاً جوالاً يقول: «أذكر في طفولتي أنه كان يقال قديماً "يلي ماله قبقاب ماله عيد" وقيل عنه أيضاً "أرح مداسك يرتاح رأسك"».

الأستاذ "محمد عمران" مدرس رياضيات للمرحلة الابتدائية يقول: «ولا يخفى على أحد عن دور القبقاب في التاريخ والذي لعبه كوسيلة في القضاء على الملكة "شجرة الدر" بعد زواجها من القائد "عز الدين أيبك"».

أما الأستاذ "نضال بيطاري" ماجستير علم اجتماع يقول: «القبقاب إحدى المكونات التي ميّزت شخصية "غوار الطوشة" التي أداها الفنان الكبير "دريد لحام"، والتي بفضلها حقق القبقاب "قبقاب غوار" شهرة كبيرة على الصعيد العربي وحتى أنه صار علامة فارقة في فترة السبعينيات من القرن الماضي على صعيد الدراما».