الجانب الإيجابي لبرامج المسابقات واختيار المواهب العربية التي "لطشنا" أغلب أفكارها من الغرب، يكمن في أجواء المنافسة والتشجيع التي يعيشها المتابع عبر الشاشة، والتعاطف الكبير مع المشتركين من أبناء بلده بوجه خاص؛ وهو ما يولد لدى الكثيرين من الأشخاص وخاصة الموهوبون منهم دافعاً قوياً وحماسة للمشاركة في مثل تلك البرامج لعرض مواهبهم، حتى وإن لم يصرّحوا بذلك. كما أن ذلك يجعل من حولهم من الناس المؤمنين بموهبتهم حقاً سواء أقارب أو أصدقاء أو معارف يشجعونهم على خوض مثل تلك التجربة، لأنهم يرون فيهم مواهب تستحق الرعاية والدعم لتصل إلى أكبر عدد من الناس، فتتكوّن لدى كل صاحب موهبة بذرة الحلم التي قد تنتش لتتحول إلى فعل حقيقي، فيخطو على الأقل أول خطوة في طريق الشهرة والنجومية، أو تبقى أحلامه مجرد أحلام يقظة، وهذا يعود إلى الكثير من الظروف المحيطة بالشخص الموهوب، وليس إلى مستوى موهبته الحقيقية فعلاً.
أحلام السوريين يبدو أنها بدأت تنتش أكثر من ذي قبل في برامج المسابقات العربية التي تستقبل موهوبين من كل حدبٍ وصوب، فبعد أن كانت البدايات لتلك البرامج تضم سوريين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، أصبح اليوم هذا العدد يمثل نسبة كبيرة من مشاركي تلك البرامج.
فعلى سبيل المثال، وصل عدد المشاركين السوريين الأطفال في برنامج (ذا فويس كيدز) في موسمه الثاني (الحالي) في المرحلة الأولى إلى 13 طفلاً مشاركاً من أصل 45 العدد الكلي للمشاركين؛ أي أكثر من ربع العدد، بعد أن كان في موسمه الأول قد قُبل 7 مشاركين سوريين للمرحلة الأولى؛ أي إن الموسم الثاني ضم ضعف عدد الموسم الأول، مع العلم أن السوريين في الموسم الفائت حصلوا على المركزين الثاني والثالث في البرنامج، وأذهلوا الجمهور العربي بما قدموه من إبداع وتميز.
هذا البرنامج وغيره من البرامج الخاصة بالمسابقات، غدا فيها حضور السوريين لافتاً ومميزاً، كمّاً ونوعاً، وهذا يدل على إصرارهم، يوماً بعد يوم، وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة التي يعيشونها، يعملون بإصرار على تحقيق أحلامهم الشخصية من جهة، ويحاولون رفع اسم بلدهم عالياً في كل مجالات الإبداع من جهة أخرى.