إن ذوي الاحتياجات الخاصة هم فئة من مجتمعنا السوري تقدر بنسبة 3%، منهم من نجح وأثبت وجوده من خلال عمله ضمن مجتمعنا وتم تعيينهم في بعض الدوائر الحكومية، والبعض الآخر سنحت له الفرصة من خلال مهاراته أن يعمل في القطاع الخاص.

ولكي نتعرف عليهم عن قرب وعن نجاحاتهم قام موقع eSyria بزيارة بعض المؤسسات الخاصة والعامة التي شغلت بعضاً منهم، وفي بداية زيارتنا تعرفنا على فني مونتاج في تلفزيون "الدنيا" وهو من الأشخاص الناجحين جداً وهو "محمد زكريا البلخي" تولد 5/1/1989 الذي كان طالباً ناجحاً في دراسته وقد تعرض إلى حادث سير أدى إلى بتر في الطرفين العلويين: «هذه الإعاقة لم تمنعني من تكميل طريقي، تابعت دراستي بشكل كامل حتى انتهيتها في الجامعة، بمعهد التقانة والحاسوب وقد تخرجت في المعهد واتجهت إلى البحث عن عمل، وجدت فرصة عمل مناسبة وأثبت دوري في المجتمع وقد بدأت العمل في شركة خاصة تدعى "كاستر فوتو" في عام 2006 وكنت أعمل في مجال تصميم cd من كريستال ثلاثي الأبعاد نضع صورة لشخص ضمن ثلاثي الأبعاد طبعاً، بدأت بها ضمن فترة 3 أو 4 أشهر حتى تمكنت لأنه لدينا عمل كرافيك».

هذه الإعاقة لم تمنعني من تكميل طريقي، تابعت دراستي بشكل كامل حتى انتهيتها في الجامعة، بمعهد التقانة والحاسوب وقد تخرجت في المعهد واتجهت إلى البحث عن عمل، وجدت فرصة عمل مناسبة وأثبت دوري في المجتمع وقد بدأت العمل في شركة خاصة تدعى "كاستر فوتو" في عام 2006 وكنت أعمل في مجال تصميم cd من كريستال ثلاثي الأبعاد نضع صورة لشخص ضمن ثلاثي الأبعاد طبعاً، بدأت بها ضمن فترة 3 أو 4 أشهر حتى تمكنت لأنه لدينا عمل كرافيك

يتابع: «هذا كان صعباً وبعد هذه الفترة قمت بالعمل لدى قناة تدعى "الدعوة" التي كانت انطلاقتها في 2007 وبدأت العمل معهم في مجال الغرافيك حتى بدأت التطور التقني في عمل المونتاج، وعملت فيه أكثر تقدماً ومن بعد اتقاني العمل عملت لدى شركة "الهزار" التي كان لديها فرع هنا في سورية، عملت فيها فترة زمنية قصيرة كما أثبت فيها نجاحي في عملي، ومن بعد ذلك تم إغلاق الشركة بسبب الانتقال إلى مقرها الرئيسي في "دبي" عملت لدى قناة "الرأي" الفضائية ومن بعد انتهاء عقدي لديهم قمت بالسفر إلى "دبي" وكانت شركة "الهزار" تزاول عملها هناك، عدت للعمل معهم، وبعد انتهائي من العمل لديهم عدت إلى بلدي الحبيب، ومن ثم بدأت بالبحث عن فرصة عمل، لقد قدمت أوراقي إلى قناة "الدنيا" والحمد لله تم اعتمادي في العمل في مجال المونتاج لدى القناة، وبدأت عملي بكل ثقة ونجاح».

مع مديره

يتابع: «طبعاً إعاقتي هي حركية 100% دون مرافق، هذا وضعي من خلال التصنيف الوطني للإعاقة، والحمد لله من أول ما أجريت لي عملية البتر بدأت بالتفكير أن يكون لي مجال استطيع على التعلم فيه، ويمكن مع الزمن أن أزاول العمل من خلاله، قمت بشراء حاسوب وبدأت التعلم في مجال العمل عليه، وفضلت دراسة الحاسوب، ما ساعدني كثيراً حتى وصلت إلى عملي، وطبعاً تأقلمي على جهاز الحاسب كانت بمزاولتي العمل عليه بشكل يومي، وأصبحت اكتشف أموراً جديدة تساعدني بحركتي والعمل على الحاسب، وفي الوقت نفسه تنفذ لي بعض الأمور، حتى تعلمت بما يكفيني ووصلت إلى هذا المجال، وأصبحت حياتي جيدة والحمد لله».

أحاول الوصول الى عدة مشاريع وبالقريب العاجل سوف نثبت للجميع جدارتنا، ليس فقط في مجال عملي ولكن في مجال عدة مشاريع، وانا ابحث عن اكثر من إطار بحيث نكون انا وعدة اشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة متواجدين من خلال هذه المشاريع، طبعا لابد من وجود بعض المشاكل والعراقيل وانني احاول ان اتقدم بشكل اكبر».

كما أننا التقينا السيد "وسيم الصايغ" مدير المونتاج في تلفزيون "الدنيا" لكي يقدم رأيه عن نجاح "محمد": «عندما أقدم "محمد" على تقديم شهادات خبرته في العمل لدى القناة تمت الموافقة على توظيفه، وفي بداية الأمر كان موضوعاً تحت الاختبار لفترة أسبوع كامل وتم تعينه في العمل بمجال المونتاج، وهذا المجال دقيق جداً، إن كان من خلال الأجهزة والمعدات أم من خلال البصر الجيد، كنت أقوم بمراقبة "محمد" كيف كان يقوم بعمله وعندما انتهيت من مراقبته أذهلني في مجال عمله الناجح، كما أنه أذهلني بسرعته في العمل ورؤيته البصرية الجيدة، أنا متمسك جداً به لأنه شخص مبدع وعادي، ولا يمكن لنا أن نفرّقه عن أي شخص آخر رغم أنه معاق، وعلى العكس، و أرى أن "محمد" ناجح أكثر من أي شخص آخر وأسرع منه في العمل، وأتمنى أن يبقى معنا فترة العمل بأكملها، كما أنصح جميع الشركات أن تقوم بتوظيف أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن وجودهم أساسي، وأن نفيهم غير طبيعي، ووجودهم في العمل هو الأصح ولا يمكن لنا أن نفرق بين شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وبين أي شخص سليم بينما هم قادرون على العطاء، وأنا أتكلم بهذا الأمر من خلال تجربتي الناجحة مع "محمد" ووجوده لدينا ضمن محطة تلفازية بدقته في العمل وإثبات جدارته، وفي أية مؤسسة أخرى يوجد مثل "محمد" الكثير من الناجحين، كما أنني أقول للمؤسسات أن يساعدوا بعض الأشخاص الذين كفاءتهم عالية بأن يعملوا، وأن لديهم إمكانيات أكثر من الأشخاص السليمين في العطاء والاستمرار في العمل، ولهم كامل التوفيق».