«كل طالب وطالبة يطمح لتحقيق هذه النتيجة التي شعرت بأنها تختلف عن أي نجاح حققته في حياتي، فهذا النجاح يعني لي الكثير، كما يعني لوالدي ولمدرستي وللمعلمين والمعلمات الذين ساعدوني حتى أصل إلى هذه النتيجة، التي أعتبرها بداية المشوار».
بهذه الكلمات القليلة وصفت الطالبة "نور معروف" فرحتها بالنجاح والحصول على الدرجات التامة -310/310 - في شهادة التعليم الأساسي لهذا العام، وبهذا تكون "نور" - من سكان مدينة "دوما"- إحدى الطلاب الستة الذين حصلوا على الدرجة التامة المماثلة في محافظة "ريف دمشق".
عرفت "نور" أن العلم إنما يكون بالسؤال، لذا كانت تسأل عن كل ما تجهله في دراستها، حتى تصل إلى الجواب الشافي، فهي بذلك اتبعت الطريق العلمي الصحيح
موقع "eSyria" التقى الطالبة "نور معروف" خلال الحفل الذي أقامته المدرسة لتكريمها وزميلاتها، بتاريخ 12/8/2010، في مدرسة المتفوقين في "دوما"، حيث بدأت "نور" حديثها بإهداء نجاحها للأطراف التي تعبت معها، وكانوا عوامل محفزة ومساعدة على التفوق، وبدأت بالمدرسة بقولها: «الجو التنافسي الذي خلقته "مدرسة المتفوقين" التي انتسب إليها، جعلتني أبذل أكبر جهد ممكن، وخلقت لدي حافزاً يدفعني للحفاظ علي المرتبة الأولى، بالإضافة إلى والدي الذين كانا يحرصان علي توفير الراحة النفسية لي، وتوفير جو هادئ في المنزل».
تفتخر "نور" بأنها منذ سنوات دراستها الأولى تحوز مرتبة التفوق في كل عام، وهذا ما أكدته والدتها السيدة "بلسم حلّوم"، والتي وصفت ابنتها بأنها تستطيع تجاوز الظروف العائلية المختلفة، حيث قالت: «رزقنا في بداية هذا العام مولوداً جديداً، وقد تخوفنا من أن يؤثر ذلك سلباً على دراسة "نور"، خاصة أنني أعمل مُدرّسة، فكنت اضطر في بعض الفترات لتركها منذ الصباح مع إخوتها الثلاثة الذين يصغرونها، ولكنها- في الحقيقة- أبهرتنا بجديتها وعقلانيتها».
تنظيم الوقت والتخطيط المسبق، بالإضافة إلى الجدية والوعي؛ هي ثوابت تعتبرها "نور" سر نجاحها، يضاف لها عدد من الأشياء أخرى، سهلت عليها الوصول لهدفها، حيث قالت: «الاطلاع على المنهاج خلال عطلة الصيف، والتحضير للدرس قبل تلقيه، ثم دراسته بوقته، كل ذلك جعل من الدراسة أمر سهل وممتع، وهذا لا يأخذ وقتا كبيراً ولا يحتاج إلى جهد مكثف، بل يتطلب استثمارا حقيقيا للوقت، فالوقت المنظم يكفي للأصدقاء وللعب وللواجبات المنزلية كما يكفي للدراسة والمطالعة».
السيد "إبراهيم معروف" والد "نور" ذكر أن ابنته استطاعت تقسيم الوقت بشكل متوازن، حيث قال: «لم تكن "نور" تحب السهر أبداً- حتى للدراسة-، بل كانت تستيقظ باكراً مع الفجر، لتستغل ساعات الصباح الأولى، واستطاعت في شهر "التحضير للامتحان" أن تدرس لثماني ساعات في اليوم، ولا أخفي أنها وجدت وقتا لمشاهدة التلفاز وللجلوس على الحاسوب».
تفوق "نور" كان حافزاً لمن حولها للاجتهاد وتنظيم الوقت، فالطالبة "آية كركوتل" زميلة "نور" في المدرسة وإحدى صديقاتها المقربات، وصفت "نور" بالطالبة المرحة والمجتهدة في ذات الوقت وتضيف: «في الحقيقة، دفعتني "نور" لأكون مثلها، فهي مجتهدة ومجدة، ويجتمع في شخصيتها المرح والاجتهاد في الوقت ذاته، كما أنها محبوبة من زملائها ولا تبخل عليهم بالمساعدة في الدراسة».
"نور" ليست حالة نادرة في مدرستها، فنسبة النجاح في المدرسة التي تخرجت فيها "نور" وصلت إلى /100%/. موقع "eSyria" التقى الآنسة "لورانس حداد" مديرة "ثانوية المتفوقين في دوما" والتي أشارت إلى أن المدرسة والمدرسين يبذولون كل الطاقات الممكنة للحفاظ على هذه النسبة، أما عن تفوق الطالبة "نور معروف" فأشارت "حداد" إلى أن جميع المدرسين توقع لها نجاحا باهراً، وكانوا يأملون منها الوصول إلى الدرجة التامة، وأضافت: «عرفت "نور" أن العلم إنما يكون بالسؤال، لذا كانت تسأل عن كل ما تجهله في دراستها، حتى تصل إلى الجواب الشافي، فهي بذلك اتبعت الطريق العلمي الصحيح».
«أريد أن أكون طبيبة أطفال»، بهذه الكلمات مشبعة بالإرادة والتصميم، تعبر "نور" عن المستقبل، ولا تتوقف عند هذا، فهي تعمل من الآن على تحقيق حلمها عبر القراءة، السيدة "بلسم" أشارت إلى أن ابنتها مأخوذة بمطالعة الكتب المختلفة، وتضيف بقولها: «لم يعد عندي مكان في المنزل للكتب، فالكتب ملأت مكتبة المنزل، والحقيقة أن "نور" عندما تمسك كتاباً تستغرق في قراءته، وتمسك القلم وتضع الملاحظات عليه، ورغم أنها تستعمل الحاسوب بكثرة، إلا أنها ترفض أن تقرأ كتاباً ما على الحاسب، ولا تستبدل بساعات القراءة ومطالعة الكتب أي وسيلة ترفيه أخرى».
جدير بالذكر أن تفوق "نور معروف" لم ينحصر في النواحي الدراسية، فهي طالبة رائدة على مستوى القطر في مادة "التعبير الأدبي" لعام /2007/، وذلك في المسابقات التي تقيمها "منظمة طلائع البعث"، كما حازت "نور" في "الصف الثامن" الدرجة التامة، ما رشحها لنيل منحة دراسية صيفية مجانية في "معهد النور" في مدينة "دوما".