ضمن مبدأ الإبداع، الفكرة، التفكير والعقل تتمحور مشاريع طلاب كلية الفنون الجميلة قسم "الديكور"، ليصنعوا من أفكارهم وهواجسهم إبداعاً جمالياً خاصاً.

موقع "eDamascuse" رافق المشاركين خلال أيام ورشة العمل التي أقيمت لتطوير مهاراتهم، حيث التقينا بداية الطالب "إلياس بشارة" سنة ثانية اختصاص عمارة داخلية- كلية الفنون الجميلة جامعة "دمشق"، ويقول عن أهمية الورشة: «ورشة العمل هذه قدمت لنا كطلاب عمارة داخلية أسلوباً جديداً من حيث حرية التفكير بآلية التصميم وفلسفته، فقد حولت مسار رؤيتنا نحو مزيد من مجالات الإبداع والابتكار، وهي المعطيات التي يحتاجها الطالب ويبحث عنها خلال سنوات بحثه الأكاديمي».

الفريق الفائز سيشارك خلال السنة الدراسية القادمة في الأسبوع المتوسطي للإبداع ومنه في الأسبوع العالمي للإبداع، للقيام بالتجربة مجدداً في "فرنسا"

من الجامعة الأوروبية الخاصة التقينا الطالبة "رشا زلحف" قسم الديكور، تقول: «هذه أول مرة أشارك في ورشة عمل خاصة بقسم العمارة الداخلية، وهنا أجد إتاحة الفرصة لطلاب الفنون بالمشاركة ذات أهمية كبيرة، فهي بالدرجة الأولى تحفز العمل والانسجام ضمن روح الفريق من خلال تقسيم المشاركين للعمل ضمن مجموعات، مع إتاحة التنافس الفكري، فهي إجمالاً توفر بيئة سليمة تولد الخبرة للطالب، وطريقة جديدة للتفكير، وتعمم بيننا كطلاب الاندماج الإبداعي مع روح الجماعة».

مجموعة طلابية

الطالب "هاني رحيم" من الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، سنة رابعة تصميم داخلي، يقول: «نحن كطلاب جامعيين بحاجة لتكثيف مشاركتنا ضمن ورش عمل تتيح العمل الجماعي والتفاعلي، خاصة أن عملنا في التصميم الداخلي يتطلب التفاعل مع الآخر، كما تعلمنا نظريات جديدة في التصميم الداخلي، حيث حاولنا أن نجرب تطبيق عملي لنظريات طبقت في مجالات علمية أخرى، ونسعى حالياً أن نطبقها على التصميم الداخلي فأثبتت فعالية ونتائج جيدة، وقد ساعدنا المشرفين للوصول إلى استراتيجية جديدة في التفكير، وهي عملياً طريقة خلاقة لتنظيم الأفكار للوصول إلى نتائج أفضل».

"غيث أديب" خريج 2009 ديكور، اختصاص ديكور مسرحي، يقول: «ورشة العمل تعطينا طريقة جديدة للتفكير، ضمن منهجية تفتح أمامنا مجالاً واسعاً من الإبداع الجماعي، والذي يمثل توجهاً عالمياً من خلال المصادر المفتوحة في الانترنت والبرمجيات، والتي أثبتت نجاحاً فاق بكثير ما يتم إنجازه من جهة واحدة مركزية، كما أنه يساعد على تراتبية العمل بوضع أفكار بسيطة ومن ثم تخصصها، أتمنى لهذه التجربة أن تعمم أكثر وألا تكون الوحيدة في جامعاتنا السورية».

الأستاذ وسيم أحمد

قارب عدد المشاركين في ورشة العمل تسعين طالباً تم تقسيمهم للعمل ضمن إحدى عشر فريقاً كل فئة تقدم عدد غير محدد من الأفكار المكتوبة ويختار كل فريق نهاية بشكل جماعي فكرة واحدة لتقديمها، هنا وللوقوف عند مزيد من تفاصيل ورشة العمل التقينا الأستاذ "وسيم أحمد" معيد كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية جامعة "دمشق"، موفد لجامعة المدرسة الوطنية العليا لهندسة النظم الصناعية، مخبر البحث حول صيرورة الإبداع والابتكار، حاصل على ماجستير الإبداع والابتكار في العمارة الداخلية، ويعد لنيل الدكتوراه حول الطرق المثلى لتأسيس الفراغ الداخلي السكني، حيث يقوم بالإشراف على هذه التجربة في دمشق ويقول:

«التجربة التي نقوم بها هي نوع من البحث العلمي على مجالات لم تطبق فيها بعد، حيث نفذنا التجربة ذاتها سابقاً في "فرنسا" بمشاركة عشرة دول من "أوربا، كندا، أفريقيا وأمريكا الجنوبية"، استطعنا أن نجمع 900 طالباً حول العالم على الرغم من اختلاف وتأخير الوقت بينهم، وتهدف إلى جانب هام ألا وهو إدخال المجال الصناعي في المجال التعليمي، للوصول إلى حالة من التفكير الخلاق لدى الطالب لبناء تصور عمّا سيحمله المستقبل ضمن مقولة (سبق التكنولوجيا عالمي) فبوجود الثورة المعلوماتية حول العالم والتسويق لها نحن بحاجة لمنتج ينشر في كافة أنحاء العالم وبجميع اللغات، في ظل ذلك نحاول الوصول بهذه التجربة إلى أسلوب إبداعي مبتكر يعتمد على مبادئ علمية صحيحة مجموعة من حول العالم».

الدكتور سمير غنوم

على مدى ثلاث سنوات شارك الأستاذ "وسيم أحمد " في سبعة تجارب من هذا النوع في دول مختلفة، وعن إقامة ورشة العمل في دمشق للمرة الأولى يقول: «قمنا بهذه التجربة العلمية في سورية بناء على طلب مني وبتوجيه من البروفيسور المشرف في فرنسا، حيث وجدت الجهة الفرنسية خلال زيارة سابقة لها إلى سورية تربة خصبة للإبداع، لإقامة هذا النوع من التجربة العلمية كما يشرف على ورشة العمل بروفسورين من فرنسا والدكتور "سمير غنوم" من جامعة دمشق كلية الفنون الجميلة».

عن أهمية قيام ورشة العمل في جامعة دمشق، يضيف: «الطالب السوري خلاق بتعامله مع المادة، اللون، وعناصر التكوين والتشكيل، وتكمن أهمية خوضه لهذه التجربة على المستوى الوطني من حيث تطور الكوادر الشابة لدينا، وعلى المستوى التقني بأننا نقوم ببحث جديد اسمه إدماج آلية جديدة للعمارة الداخلية نحو طريقة مثلى للتأثيث، من خلال طريقة تفكير جديدة تولد فكرة جديدة تؤثر على التقنية المستعملة في الفراغ الداخلي، فالطالب بحاجة إلى التفاعل والاندماج وهذا الجو المطلوب لتأهيل فريق إبداعي قادر على المشاركة دولياً، ومع جرعة من الثقة بالنفس أثبت المشاركون في هذه التجربة القدرة للوقوف أمام تجارب أكبر».

يتابع: «الفريق الفائز سيشارك خلال السنة الدراسية القادمة في الأسبوع المتوسطي للإبداع ومنه في الأسبوع العالمي للإبداع، للقيام بالتجربة مجدداً في "فرنسا"».

من الجدير ذكره أنه سيقام معرض ملصقات للأفكار النهائية للمجموعات الإحدى عشرة، وذلك في مبنى كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق الأسبوع القادم، والتي تلخص نتائج ورشة العمل، كما سيقام جمع استبيان حول الأفكار وتوزيع جوائز للمشاركين.

من الجدير بالذكر أنه أقيمت ورشة عمل "الإبداع والابتكار في العمارة الداخلية" في مبنى كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" بتاريخ 8/5/2011 والتي جمعت على مدار خمسة أيام حوالي تسعين طالباً من طلاب الكلية اختصاص العمارة الداخلية إلى جانب طلاب من الجامعة الأوروبية الخاصة للعلوم والفنون، والجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا.