كتب الشعر وهو في الصف التاسع، وقد فازت قصيدته "الفحمة والماسة" بالجائزة الأولى في المسابقة التي أجراها المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في "دمشق" للشعراء الشباب، وقد ألقاها في مهرجان "أبي فراس الحمداني" الذي أقيم في "حلب" عام 1963.

موقع "eDamascus" كان له موعد مع الشاعر "صالح الهواري" ليحدثنا عن المسيرة الشعرية التي بدأت من قريته "سمخ" بطبريا ووصلت إلى "دمشق"، وما تأثير بحيرة "طبريا" عليه، حيث حدثنا صديقه الشاعر "عبد الكريم محمود" عن أسلوبية "الهواري" في الشعر، حيث قال: «يمسك "الهواري" من خلال قصائده خيط التفعيلة بمهارة فائقة، ما جعله يوفر نصاً متكاملاً بما يحمله من ظلال الحداثة وأسرارها، فهو يبتعد عن الصخب والضجيج، ويقدم أفكاره ومعانيه بهمس وإيحاء معتمداً على تكثيف العبارات، وإسقاط الزوائد عن أغصان القصيدة، ويتجنب استخدام التراكيب الشعرية الجاهزة، ويتعامل مع اللغة تعاملاً شعرياً موظفاً بعيداً عن الترف الفني، والمحسنات البديعية التي تثقل كاهل النص، كما لا تخلو قصائده من الغموض الشفيف».

عندما نلت الشهادة الثانوية انتسبت إلى جامعة "دمشق" في فرعي الحقوق والأدب العربي وكنت أقدم صبحاً وعصراً، وحملت إجازتين ولم أشتغل في الحقوق إلا بعد مضي/20/ عاماً فانتسبت إلى نقابة المحامين لكن الخيال الأدبي غلب على الخيال الحقوقي ولم أستطع أن أستمر فقلت لنقيب المحامين أن يعقد جلسة ويفصلني من النقابة وهذا ما حصل

وعن القصيدة "الفلسطينية" التي كانت ومازالت بوصلته الرئيسية وأسلوبيته فيها، يقول الشاعر "هيثم قسيمات": «"هواري" يطالب بخروج القصيدة "الفلسطينية" من الخنادق، إلى فضاء الحياة الإنسانية، لترصد قضايا الإنسان المعاصر، وتنفض عن كاهلها رماد الأيديولوجيات والشعارات، وتكتب شرطها التاريخي بريشة الفن المبدع البعيد عن التقريرية الفجة، ويعترف "هواري" بأنه جنح في مجموعته الأخيرة لكتابة شيء من تجربته الذاتية التي أغفلها لسنوات طويلة، بسبب انشغاله بكتابة القصيدة الوطنية الملتزمة، وقد صحا مؤخراً على نداء قلبه الذي قاده إلى قلبه، بعد أن ظل لأكثر من أربعين عاماً يسمع نداء "فلسطين" فقط».

أثناء تكريمه في أحد الأمسيات الشعرية

واللقاء الأهم كان مع الشاعر "صالح الهواري"، حيث سألناه، حينما نبدأ عن "سمخ" وبحيرة "طبرية" التي أنجبت العديد من الأدباء والشعراء فهل هناك علاقة ما بين الإبداع والمكان؟، فقال: «طبعاً، إن هذا السؤال أيقظ في مخيلتي صور الطفولة في "فلسطين" على شاطئ بحيرة "طبرية"، يعني أذكر أنني وصلت إلى سن العاشرة عندما حدثت نكبة "فلسطين"، وتعرف أن من في سن العاشرة يعي المكان وكل الأشياء المحيطة به، في مدرسة "سمخ" درست الابتدائية وعندما كنت أعود من المدرسة فورا أذهب إلى البحيرة لأن هناك علاقة حميمية بيني وبين بحيرة "طبرية"، لأنني كنت شغوفاً جداً بصيد السمك وأنا صغير فعندما كنت صغيراً وحدثت النكبة عام 1948 تفتحت عندي بذور موهبة إبداعية وهي كتابة الشعر، وهذا دليل على أن بحيرة "طبرية" ومنطقة "طبرية" لها الدور الكبير والفاعل في إيقاظ بذور الإبداع لدى الكثيرين من الأدباء والشعراء، كالشاعر "فواز عيد" والكاتب الأستاذ "يحيى يخلف" والكاتب الروائي "عدنان عمامة"، وهناك الكثيرون من الذين ولدوا بجانب شاطئ "طبرية" وأصبحوا مبدعين وأثروا بتجاربهم الأدبية، إنهم فعلاً استطاعوا أن يحفروا في تربة الإبداع ويوقظوا السنابل التي كانت غافية في الصغر، إن الماء الذي كنا نلتحم به ويلتحم بنا في بحيرة "طبرية" كأن هذا الماء هو الذي ولد شرارة إبداعية لدى الجميع، إذن هناك كثيرون أفرزتهم هذه البحيرة كأن هنالك نقطة ما أو عشبة إبداعية تنبت في هذه البحيرة نقلناها فأصبحت العدوى بيننا نحن الكتاب والشعراء».

وسألنا "الهواري " كيف تشكلت بداياتك الأدبية واهتماماتك الشعرية؟ فأجاب قائلاً: «أذكر أنني عندما درست المرحلة الابتدائية كنت موهوباً بكتابة الإنشاء وعندما أدخل إلى الصف يقول لي المعلم أخرج يا "هواري" واقرأ موضوعك لأنه كان موضوعاً متميزاً، فقد كنت أعنى دائماً بالصور الشعرية منذ تفتح طفولتي فوجدت في نفسي هذه الموهبة ونمت سنة بعد سنة إلى أن أصبحت قادراً على كتابة القصيدة، أول ما بدأت كانت القصيدة قصيدة عمودية ولم أكن أعرف الأوزان أبداً وأول قصيدة كانت قصيدة "بورسعيد" كتبتها عام 1956 ولم أعلم أنها موزونة على البحر البسيط وعندما درست مادة العروض لاحقاً وزنت القصيدة وإذا بها على البحر البسيط وهذا يعني أن بذور الشعر تفتحت من صغري وصرت أنشط في الصحف والمجلات "السورية" وهكذا».

في أحد الأمسيات الشعرية

وأضاف: «عندما نلت الشهادة الثانوية انتسبت إلى جامعة "دمشق" في فرعي الحقوق والأدب العربي وكنت أقدم صبحاً وعصراً، وحملت إجازتين ولم أشتغل في الحقوق إلا بعد مضي/20/ عاماً فانتسبت إلى نقابة المحامين لكن الخيال الأدبي غلب على الخيال الحقوقي ولم أستطع أن أستمر فقلت لنقيب المحامين أن يعقد جلسة ويفصلني من النقابة وهذا ما حصل».

وعن الديوان الشعري ل"صالح الهواري" الذي يشده باستمرار إلى محاكاته؟ قال: «ديوان "أم أحمد لا تبيع مواويلها" وهذا الديوان كتبته في فترة الانتفاضة الأولى، "أم أحمد" هي كل امرأة عربية تقوم بما قامت به "أم احمد" كانت تكسر الحجارة الكبيرة بحجارة اكبر منها لكي تتفتت الصخرة وهنا المجاز إنساني عميق، الصخرة تفتتها بصخرة العزم "الفلسطيني" الذي يفل كل صخرة تقف أمامه فكانت تجمع الحجارة (بلجن) العجين وتوزع الحجارة على أطفال وأبطال الحجارة، أنا أحب هذا الديوان كثيراً».

لا غنى عن المطالعة

الجدير بالذكر أن الشاعر "صالح الهواري" ولد في بلدة "سمخ" على شاطئ بحيرة "طبرية" في "فلسطين" عام 1938.

يحمل إجازة في الحقوق.

وإجازة في اللغة العربية.

عمل في تدريس اللغة العربية، وإعداد البرامج التعليمية الموجهة لطلاب الأرض المحتلة في إذاعة "دمشق".

نشر قصائده للمرة الأولى في الصحف والمجلات "اللبنانية والسورية".

عضو جمعية الشعر.

فاز بعدة جوائز أدبية.

يكتب الأغنية، والمسرحية الشعرية للأطفال.

من مؤلفاته:

الدم يورق زيتوناً- شعر- "دمشق" 1972- اتحاد الكتاب العرب.

المطر يبدأ العزف- شعر- "دمشق" 1978- اتحاد الكتاب العرب.

بطيئاً يمر الدخان- شعر- "دمشق" 1985- اتحاد الكتاب العرب.

الموت على صدر البرتقال- شعر- "دمشق" 1982.

عصافير بلادي: قصائد للأطفال- عن اتحاد الكتاب العرب 1981.

قتلوا الحمام- مسرحية شعرية للأطفال- "دمشق" 1986.

هنادي تغني- شعر للأطفال- "دمشق" 1987- اتحاد الكتاب العرب.

أم أحمد لا تبيع مواويلها- شعر- "دمشق" 1993- اتحاد الكتاب العرب.

أغاني أيوب الكنعاني- شعر- 1995.

مرايا الياسمين: شعر- اتحاد الكتاب العرب- 1999.

ومن فرحٍ بكينا- شعر- نشر خاص- 2000، وهو قصائد البدايات.

ما قاله الغيم للشجر- شعر- اتحاد الكتاب العرب- "دمشق" 2000.