تخالف شجرة "الإكيدنيا" قانون الطبيعة، فكل الأشجار المثمرة تتفتح أزهارها مع بداية فصل الربيع بينما تلك الشجرة لا تنتظر إلى ذلك الحين، فتزهر مع فصل الشتاء، فهل ذلك حباً بالمخالفة، أو التميز...؟

إنها مشيئة الله عز وجل، فيجد النحل في تلك الأزهار ملاذه ومصدره الوحيد لجني الرحيق في الأيام العصيبة الشتوية، باختصار إنها الطبيعة تلك اللوحة الرائعة التي رسمها الخالق بأروع وأبهى صورة، لكن الإنسان خليفته على الأرض يعيث فيها تخريباً وتشويهاً.

وللشجرة أسماء متعددة فتسمى "بالبشملة" كما تسمى "بالمشمش الهندي" إضافة إلى تسميتها المعروفة "الأكيدنيا".

وتنضج ثمار هذه الشجرة في فترة انتهاء موسم الثمار الشتوية وقبل بدء نضج الثمار الصيفية وهذا ما يحقق لثمارها السعر المرتفع لقلة المنافسة لها من قبل الفواكه الأخرى.

وإن كان عدد الأشجار المزروعة من هذه الشجرة قليل جداً حيث أننا نجد فقط عدد قليل من الأشجار المزروعة داخل المنازل ومع ذلك سنسلط الضوء وبشكل سريع على هذه الشجرة.

حيث يعزى السبب الرئيسي لعدم انتشار هذه الشجرة في المدن الباردة والمناطق المرتفعة إلى انخفاض درجات الحرارة في فترة الإزهار إلى ما دون (-3 م) حيث أن انخفاض الحرارة إلى (-3م) في فترة الإزهار تؤدي إلى موت الأزهار وتساقط الثمار الصغيرة.

وبشكل عام تنجح زراعة "الأكيدنيا" وتعطي محصولاً منتظماً في المواقع التي لا تنخفض فيها درجة حرارة الشتاء عن (-1م)،علماً أن فترة إزهار هذه الشجرة تمتد من نهاية تشرين أول ولغاية كانون أول.

كما تتطلب الشجرة صيفاً معتدل الحرارة إذ أن ارتفاع درجة الحرارة وشدة السطوع الشمسي صيفاً يؤدي إلى إصابة الثمار بضربة الشمس حيث يسود الجلد ويتعفن اللحم.

ويفضل ألا تزرع الشجرة بعلاً خاصة في المناطق التي يقل فيها الهطول المطري عن 400 ملم سنوياً.

كما يفضل إنشاء مصدات الرياح في البستان لحماية الشجرة من رياح الشتاء الباردة.

وللشجرة الكثير من الأصناف التي تختلف عن بعضها البعض بحجم أشجارها وقوة نموها وبمواصفات ثمارها ومواعيد نضج ثمارها.

أما بالنسبة للثمار يجب أن تستهلك مباشرة بعد القطف ولا يمكن تخزينها ضمن برادات لسرعة عطبها.

وتربى الشجرة بطريقة التربية الكأسية ويفضل أن تربى على ساق مرتفعة نسبياً لتفادي خطر الصقيع الذي يضرب المناطق السفلية القريبة من سطح التربة.

وبما أن الشجرة تحمل أزهارها الخنثى طرفياً على نموات السنة نفسها لذلك لا يتم إطلاقاً التقليم القصير للطرود بل تقتصر عملية التقليم في إزالة الأفرع المصابة والجافة والمتشابكة وإزالة السرطانات

كما أن نسبة عقد الثمار ضمن العنقود الثمري منخفضة وهي تتراوح بين (5-12%)

وعند زراعة البذور يجب أن يكون ذلك خلال أقرب وقت ممكن بعد استخراجها من الثمار الناضجة حيث أن البذور تفقد حيويتها بسرعة، ويمكن تطعيم "الأكيدنيا" على أصول بذرية من "الأكيدنيا" أو تطعيمها على أصول من "السفرجل أو الزعرور أو الإجاص" ويفضل التطعيم بالبرعم (العين) خلال شهري آب وأيلول لكن يفضل التطعيم خلال شهري آذار ونيسان، ويمكن تطعيم أشجار "الأكيدنيا" الكبيرة بهدف تغيير الصنف باستخدام القلم بطريقة الشق ويتم عادة في فصل الربيع.