تتزايد يوماً إثر آخر أعداد الأشخاص الذين اتجهوا نحو الطب البديل الذي يعتمد على الأعشاب وخلاصتها، تاركين وراءهم الطب التقليدي وأدويته، التي يعتقد أنها غير مفيدة، أو على الأقل ذات آثار جانبية مضرة ويرغبون في تجنب آثارها، معظم الأعشاب والنباتات أدوية يلجأ إليها الطب في كثير من الحالات.

نبات "الزعفران" واحد من النباتات الطبية المفيدة في علاج العديد من الأمراض، فقد أكد علماء أمريكيون مؤخراً أن "الكوركمن"، وهو أحد المكونات الرئيسية في "الزعفران" يدخل نفسه في أغشية الخلايا، ويجعلها أكثر تنظيماً كخطوة في تحسين مقاومتها ضد الأمراض المعدية والخبيثة، كما يسهم في تشكيل مجموعة من البروتينات الليفية التي يعتقد أنها تسهم في معالجة النوع الثاني من مرض السكر، ومرض الزهايمر، والعديد من الأمراض الأخرى؟!

يرغب المرضى في تجنب الآثار الجانبية للأدوية التقليدية، فيتجهون إلى الأدوية الطبيعية

لمعرفة المزيد عن قيمة وفائدة "الزعفران" التقى موقع eSyria بتاريخ 4/3/2009 بخبير الأعشاب الطبية "محمد هشام طربين" الذي تحدث عن القيمة المادية والفائدة الطبية لهذا النبات قائلاً: «استخدم "الزعفران" منذ زمن طويل كأحد التوابل العطرية، وكصباغ، ودواء، وهو عشبة غالية الثمن لأن تحضير خمسة غرامات منها يتطلب استخلاصها من /300/ زهرة كاملة من الزعفران».

محمد طربين

ويتابع السيد "طربين" حديثه عن فوائد واستعمالات هذا النبات: «يسهم "الزعفران" في تدفق الدم في الشعيرات الصغيرة، كما أنه مخفض لضغط الدم المرتفع، وقد أكدت الأبحاث العلمية، وخبرتي في المهنة أن "الزعفران" ملطف عام للجهاز الهضمي، ومضاد لحموضة المعدة، والمغص، والتقلصات المعوية، كما أنه مقوٍ عام للجسم وخصوصاً الأعصاب، واستعمل سابقاً كمقوٍ جنسي لقدرته على تنشيط الهرمونات الجنسية، كما أنه مفرح للقلب يعطي انسجاماً نفسياً، ويمنع اعتلال المزاج والكآبة، والوساوس والمخاوف».

ومن فوائده أيضاً يضيف "طربين": «إنه يساعد على تفتيت الحصى إذا خلط مع العسل، ويفيد في معالجة السعال الديكي والتهابات القصبة الهوائية إذا نقع /12/ ساعة في كأس وشرب، كما يساعد في تسريع عملية الولادة المعسرة إذا خلط بماء الورد والسكر».

شجيرة الزعفران

تحذير:

ويحذرنا السيد "طربين" من إمكانية غشه وخطره إذا ما زيدت الجرعة عن الحد المطلوب: «يجب الانتباه إلى أن "الزعفران" يتم غشه في الأسواق مع نبات مشابه له وهو "العصفر" والفرق شاسع في القيمة المادية لكل منهما حيث إن سعر /3/ غرامات منه يصل إلى /700/ ل.س وهو سعر أضعاف مضاعفة لهذه الكمية من "العصفر"، كما يجب عدم تجاوز جرعة غرام أو غرامين كل يومين مرة لأن الجرعات الكبيرة منه سامة».

"الزعفران" في سطور:

ويصف لنا المهندس الزراعي "موفق الشعار" "الزعفران" بقوله: «هو نبات بصلي (له بصلة أسفل ساقه ضمن التراب) من الفصيلة السوسنية يصل طوله إلى /75/ سم، له أوراق مستطيلة الشكل، خضراء داكنة تميل للرمادية، وأزهارها ذات رائحة زكية، لونها أزرق تميل للاصفرار المشوب بالحمرة، ويزرع بطريقة غرس الدرنات /البصيلات/ تحت عمق بسيط من التربة قبل الخريف بقليل، ومن صفاتها الفريدة أنها تميل ليلاً (تنام) وفي النهار تنتصب مجدداً».

وما يؤكد أهمية وفائدة الزعفران كمحصول زراعي ذي قيمة اقتصادية مرتفعة حسب "الشعار" هو منع العديد من البلدان المنتجة له تصدير بصيلاته خارج حدود بلادها باعتباره محصولاً قومياً.

ماذا يقول الطب:

وفي ما يتعلق بنظر الأطباء إلى مسألة التداوي بالأعشاب يقول الدكتور "أيمن الجباوي": «يرغب المرضى في تجنب الآثار الجانبية للأدوية التقليدية، فيتجهون إلى الأدوية الطبيعية»، وعن قدرة الأعشاب على الشفاء فعلاً أوضح الدكتور "الجباوي": «هناك بعض الأنواع من الأعشاب التي يمكن أن تقلل من المشكلات ويمكن أيضاً أن تسرع من عملية الشفاء من معظم الأمراض تقريباً».

وأشار الدكتور "الجباوي" إلى أن الناس بدؤوا يلجؤون إلى الأدوية الطبيعية وسط شكوك متزايدة بشأن قدرة الحلول فائقة التقنية على حل جميع المشكلات الصحية، كما أنه يسهل على الجسم التعامل مع معظم الأدوية العشبية.

"معن الحلقي" أحد زبائن السيد "طربين" يؤكد جدوى المعالجة بالأعشاب فيقول: «أعتمد كثيراً على الأعشاب، والنباتات الطبية نظراً لفوائدها في معالجة الكثير من المشاكل التي كنت أعاني منها، وخاصة المتعلقة بالجهاز الهضمي والسعال».

وينصح السيد "الحلقي" بضرورة التداوي بالأعشاب، والابتعاد عن الأدوية الكيميائية لما لها من آثار جانبية مضرة على صحة الإنسان.