«(بنشتغل) بالحبوب من أول تشرين الثاني لآخر آذار من كل سنة، وأكلة الحبوب، أكلة سورية عامة، وشامية بشكل خاص، ورثناها من آبائنا وأجدادنا، ومن أيام النبي صلى الله عليه وسلم ها الأكلة موجودة».
ويتابع السيد "بسام دهينة أبو النور" الذي التقيناه بتاريخ /14/4/2009/ وهو صاحب محل في منطقة "باب سريجة" بدمشق قائلاً: «يتم طبخ أكلة الحبوب بعدة طرق فمنهم من يطبخها بالدبس، والبعض الآخر بالحليب، أو السكر، أو بالعسل، ويعود ذلك حسب الرغبة، والإمكانية المادية».
مع بداية شهر نيسان نبدأ في عمل البوظة، والشراب البارد بأنواعه المختلفة، وقديماً كان أصحاب المحلات يقدمون الليمونية
ويوضح لنا السيد "أبو النور" كيفية تحضير الأكلة، ومقاديرها، وأنواع الحبوب التي تتكون منها فيقول: «تضم الأكلة أنواعاً عديدة أهمها على الإطلاق القمح (المقشر)، وتكون كميتها مضاعفة، ومن ثم الحمص والفول(المقشر)، وهناك من يرغب بإضافة الفول والفاصولياء واللوبيا والعدس، حيث يتم سلق هذه الحبوب كل منها على حدة، ويتم التخلص من ماء السلق باستثناء ماء القمح لفائدته الكبيرة جداً، وبعد ذلك يتم مرة أخرى غلي كل الحبوب مجتمعة مع قليل من الشمر وماء الزهر، مضافاً إليها السكر، أو الدبس، أو الحليب، أو العسل، حسب الرغبة والإمكانية المادية، ولمدة لا تقل عن ساعة حتى (تعقد)، حيث يتم سكب الخليط في زبادي متوسطة الحجم لتبرد».
يتابع "بسام": «في هذه الأثناء يتم تجهيز الـ (حباشات)، أي اللوز، الجوز، كاجو، فستق حلبي، صنوبر إضافة إلى الشمر، حيث يتم تحميصها كل نوع على حدة أيضاً، وعندما تبرد توضع على صحن الحبوب، بحيث يرش الشمر على زبدية الحبوب لتغطيتها بالكامل ومن ثم نرش جوز الهند فوق الشمر ونغطيه بالكامل، ونخلط الجوز واللوز والصنوبر والكاجو والفستق الحلبي ونرشه فوق الحبوب ونغطيه بالكامل، وبعدها نضع الزبادي في البراد ويفضل أن تؤكل باردة، والبعض الآخر يفضلها ساخنة».
وسألنا السيد "بسام" ماذا يعمل في بقية أشهر السنة خاصة وأن الأكلة شتوية قال: «مع بداية شهر نيسان نبدأ في عمل البوظة، والشراب البارد بأنواعه المختلفة، وقديماً كان أصحاب المحلات يقدمون الليمونية».
بقي أن نشير إلى أن ماء الزهر يضاف إلى الحبوب المغلية بالحليب أو السكر، أما الحبوب المغلية بالعسل أو الدبس فيضاف إليها الشمر واليانسون حسب الرغبة أيضاً، وهناك عدة محلات مشهورة بهذه المهنة إن صح التعبير، في باب سريجة، والصالحية، ومنطقة "العيبة" جانب (جامع التوبة).