"الزعتر" هو المادة الحاضرة دائماً مع صديقها الزيت على مائدة الإفطار، والمكون الرئيسي لسندويشات الأطفال، وهو أيضاً مادة فعالة للتداوي من الرشح، كما أنها تدخل في العديد من الوجبات.

السيدة "فاديا الهلال" ربة منزل وموظفة تقول لموقع eSyria بتاريخ 11/2/2010: «تحرص معظم بل أغلبية ربات المنازل على اقتناء "الزعتر" بنوعيه "زعتر المائدة" أو "زعتر الزهورات" فالأول لا غنى عنه لسندويش أطفالهن صباحاً، فهو منبه للذاكرة، ويساعد الطفل على سرعة استرجاع المعلومات المختزنة، أما الثاني أي شرب منقوعه المغلي فيستخدم لغرض مكافحة السعال والرشح، ولاسيما مع التبدلات المستمرة في حرارة الجو، وخاصة في فصل الشتاء، والعديد من الأشخاص يفضلون إضافته إلى أصنافهم الغذائية، ولاسيما السلطات والخضراوات».

يتكون "الزعتر" من الكمون، وورق "الزعتر الأخضر البري"، واليانسون، والسماق والفستق السوداني، والسمسم، والكزبرة، والشمرة

الدكتور "غسان السهلي" يقول: «أكد الطب الحديث خاصية "الزعتر" المطهرة، حيث يفيد في إزالة التهابات الحلق ‏الموضعية، ويطهر المجاري التنفسية، ويسكن المغص وأوجاع البطن والأسنان واللثة المصابة بالالتهابات، وتساعد مادة "الثيمول" الموجودة في الزعتر بكثرة على طرد بعض أنواع الديدان المعدية، وتطهير ‏الأمعاء من الطفيليات، وهو مفيد في تلطيف احتقانات الكبد، وتسكين أوجاع الشقيقة،‏ وأما مغطس حمام الزعتر فيخفف من آلام المفاصل، ويستخدم في علاج لسعات الحشرات السامة، والعقارب والأفاعي، من خلال تثبيط جريان السم في الدم ما يمنح وقتاً للمريض لإسعافه إلى المستشفى».

زعتر المائدة

ونال "الزعتر" اهتماماً واسعاً من قبل الطب القديم- يضيف الدكتور. "السهلي"- «تحدثت كتب الطب القديمة عن محاسن "الزعتر" وفوائده، فأوصت به لعلاج الربو والروماتيزم ‏وضعف الأمعاء، وأوصت بمزجه مع العسل لإزالة البلغم، وتقوية البصر، وتلطيف المغص والسعال، كما أوصى قدماء الأطباء باستخدامه مع الخل لتسكين أوجاع الفم وشرب منقوعه لإدرار ‏البول وتفتيت الحصى وإدرار الطمث كما وُصفت كمادات "الزعتر" لتنفيس الاحتقانات».

ويصف لنا المهندس "موفق الشعار" مدير مكتب الشؤون الزراعية بالاتحاد العام للفلاحين نبات "الزعتر" قائلاً: «الزعتر هو شجيرة معمرة عطرية كثيرة الفروع يصل ارتفاعها إلى حوالي 60-70 سم، ‏أوراقها صغيرة تنبت من الساق، أما أزهارها فهي وردية أو أرجوانية تزهر منتصف الصيف».

زعتر الزهورات

وعن مناطق نموه وأنواعه يقول المهندس "الشعار": «يكثر بصفة عامة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي بلدنا ينمو في ريف الساحل، وبعض مناطق حماة وحمص وإدلب، ولأنه يعطر الجبال برائحته الزكية يطلق عليه صفة (مفرح الجبال)، وله رائحة عطرية قوية وطعمه حار مر قليلاً، وله نوعان بري ومزروع».

وعن استعمالات "الزعتر" في المطبخ وأنواعه تتحدث لنا السيدة "فاديا الهلال" فتقول: «يعتبر "الزعتر" من أشهر المواد الغذائية التي تقدم على فطور الصباح مع زيت الزيتون في بلاد الشام، كما اشتهر بتحضيره كمناقيش في كل من سورية ولبنان، ولعل أشهر أنواع "الزعتر"، الحلبي نسبة إلى مدينة "حلب" والنابلسي نسبة إلى مدينة "نابلس" في فلسطين».

شجيرة الزعتر

أما "زعتر المائدة" فيتكون حسب "ناظم علاوي" صاحب أحد محلات البهارات في مدينة "الحجر الأسود" بـ"دمشق": «يتكون "الزعتر" من الكمون، وورق "الزعتر الأخضر البري"، واليانسون، والسماق والفستق السوداني، والسمسم، والكزبرة، والشمرة».

وحول اختلاف ألوان "زعتر المائدة" قال "علاوي": «هناك ثلاثة ألوان للزعتر هي: الأخضر والأشقر والأحمر، فالأشقر تكون فيه نسبة القضامة أي الحمص زائدة وسعره رخيص، أما الأخضر فيكون من دون زهرة السماق وحب الرمان، والأحمر بسبب إضافة زهرة السماق له».

بقي أن نشير إلى أن هناك من يضيف لخلطة "زعتر المائدة" الجاهزة مكسرات كزينة ومنها الفستق الحلبي المبشور، واللوز المطحون والبندق المطحون أيضاً، ويؤكل "الزعتر" مع الزيت أو يحضر كمناقيش حيث يضاف إليه السمسم.