تعد "الإضاءة" المسرحية في مسارح "دمشق" أحد العناصر الأساسية في العرض المسرحي وأحد مكملات جمالياته البصرية والدرامية والفنية، وتساعد المشاهد على الرؤية الواضحة لمعرفة تفاصيل العرض.
وفي هذا الصدد فريق "eSyria" وبتاريخ 7/1/2011 التقى مصمم "الإضاءة" ورئيس قسم التقنيات في مديرية المسارح والموسيقا بدمشق "نصر الله سفر" ليحدثنا عن الإضاءة المسرحية في مسارح "دمشق"، قائلاً: «تطورت "الإضاءة" المسرحية في مسارح "دمشق" مع تطور الأعمال المسرحية بسورية في الستينيات، عندما كان العرض المسرحي يعتمد على الديكور فقط بتغير الأمكنة بالمشاهد، وعندما دخلت "الإضاءة" إلى مسارح "دمشق" لتلعب دوراً أساسياً في العرض المسرحي، بدأ المسرحيون يفكروا بموضوع "السينوغرافيا" وتعاقب الليل والنهار وتغير المشاهد بمساعدة "الإضاءة" حيث أصبح لها أهمية وعنصر درامي لا يمكن الاستغناء عنه ومع تتطور العروض المسرحية المذهل والهائل في "دمشق" بداية التسعينيات أصبحت "الإضاءة" أهم عنصر مرئي على خشبة المسرح وأصبح بالإمكان أن تستغني نهائياً عن الديكور حيث تستطيع أن تبني مدنا بالخيال من خلال "الإضاءة" وخصوصاً عندما دخل" الليزر ومفونهيد" بعد عام 2000 إلى سورية، وظهر العمل بـ"الثري دي، ثلاثي الأبعاد" وهو عبارة عن "إضاءة مجسمة" وهذا تطور مذهل لكن للأسف لم نبدأ استخدامه في مسارح "دمشق" لأنه مكلف ويحتاج إلى كادر تقني وفني مدرب».
تطورت "الإضاءة" المسرحية في مسارح "دمشق" مع تطور الأعمال المسرحية بسورية في الستينيات، عندما كان العرض المسرحي يعتمد على الديكور فقط بتغير الأمكنة بالمشاهد، وعندما دخلت "الإضاءة" إلى مسارح "دمشق" لتلعب دوراً أساسياً في العرض المسرحي، بدأ المسرحيون يفكروا بموضوع "السينوغرافيا" وتعاقب الليل والنهار وتغير المشاهد بمساعدة "الإضاءة" حيث أصبح لها أهمية وعنصر درامي لا يمكن الاستغناء عنه ومع تتطور العروض المسرحية المذهل والهائل في "دمشق" بداية التسعينيات أصبحت "الإضاءة" أهم عنصر مرئي على خشبة المسرح وأصبح بالإمكان أن تستغني نهائياً عن الديكور حيث تستطيع أن تبني مدنا بالخيال من خلال "الإضاءة" وخصوصاً عندما دخل" الليزر ومفونهيد" بعد عام 2000 إلى سورية، وظهر العمل بـ"الثري دي، ثلاثي الأبعاد" وهو عبارة عن "إضاءة مجسمة" وهذا تطور مذهل لكن للأسف لم نبدأ استخدامه في مسارح "دمشق" لأنه مكلف ويحتاج إلى كادر تقني وفني مدرب
التقينا أيضاً منفذ "الإضاءة"، "إياد عبد المجيد" بمسرح "الحمراء" بدمشق للحديث عن "إضاءة" هذا المسرح، فقال: «بدأت العمل في إضاءة مسرح" الحمراء" عام 2004، وتعتبر إضاءته هي الأفضل بعد دار "الأوبرا" فهي مشبعة بكافة أدواتها وتقنياتها لهذا يلجأ معظم المخرجين والمسرحيين بكل "سورية" لتقديم عروضهم على خشبة مسرح "الحمراء" لما تتمتع به من تجهيزات حديثة، حيث يتم التحكم بالضوء عبر مجموعة من التقنيات الموجودة في المسرح ما يحقق إثارة للعرض وذلك من خلال التحكم بكمية الضوء عبر المقاومات التي تعترض التيار الكهربائي من خافت إلى أشد حسب ما هو مطلوب وتسمى هذه المقاومات بـ"دمر" أو بمفتاح السيطرة وهذه ميزة لا توجد سوى بمسرح "الحمراء" مقارنةً بالمسارح الأخرى بدمشق، وسيلة أخرى للتحكم بكمية الضوء هي المرشحات وهي عبارة عن لوح محدود المساحة مصنوع من مادة ملونة شفافة مثل "الجيلاتين" أو "الزجاج" ويثبت فوق المصباح الكهربائي أو الكشاف يتحول من خلاله الضوء العادي "الأبيض" الساطع إلى ضوء ملون، وهناك "التوزيع" وهي تقنية موجودة في مسرح "الحمراء" بخلاف المسارح الأخرى وهي ضبط الضوء الخارج من المصدر عبر مظلات تركب على فوهة الكشاف حيث تتحدد مساحة البقعة الضوئية على الخشبة وشكلها الهندسي ويمكن توزيع الظل والنور، والظلام والإنارة على مساحات الخشبة حسب الأهمية التي يوليها المخرج لهذه المنطقة أو تلك».
وعن صعوبات "الإضاءة" في مسرح "الحمراء"، أضاف "عبد المجيد" قائلاً: «جرى العرف المسرحي على استخدام الألوان الزاهية اللامعة "الحارة" في العروض الكوميدية وتكون إضاءتها باهرة وعامة، واستخدام الألوان القاتمة "الباردة" في العروض التراجيدية أو الجادة وتكون إضاءتها أدق حيث يكون التزام بين منفذ الإضاءة والممثل على خشبة المسرح وهذه من الصعوبات لأنها تتطلب التركيز الشديد والمتابعة وأي خطأ فني أو تقني يحصل تقع على رأس منفذ الإضاءة، وهناك "العروض السوداء" حيث هذه العروض تكون خالية من الديكور وتكون إضاءتها خاصة مثل مسرحية "علاء الدين" التي قدمت ضمن فعاليات "مهرجان دمشق المسرحي" ويعتبر هذا النوع أصعب أنواع "الإضاءة" تنفيذاً بالإضافة إلى "المنودراما" عرض الممثل الواحد، حيث تكون "الإضاءة" مركزة على حركة الممثل وكل تفصيل يصدر عنه، وهناك "عروض الهواء الطلق" حيث لا تستطيع التحكم بالإضاءة ولا تستطيع أن تحدد النسبة الضوئية للعرض لأن ضوء الطبيعة يفرض تقلباته عليك لذلك تكون "الإضاءة"، (فل) أي مفتوحة للنهاية».
وعن "إضاءة" مسرح "القباني" ودورها حدثنا مصمم ومنفذ "الإضاءة"، "بسام حميدي"، حيث قال «إضاءة مسرح "القباني" لها خصوصية حيث هي لغة بصرية تهدف إلى خلق جو معين يعيش فيه الممثلون والمتفرجون حالة مسرحية ذات معنى، وذلك يأتي من خلال تحقيقها لوظائفها العديدة والحيوية والتي هي "الرؤية"، وهي إضفاء الرؤية الواضحة والكافية للمتفرج، التأكيد والتركيز، لأن العالم الفني على الخشبة عالم مصنوع يتحكم المخرج بكل جزئياته، فقد ينتقي تفصيلاً صغيراً على الخشبة أو جزءاً محدوداً منها لتدور فيه الأحداث، خلق الجو الدرامي الإضاءة أول ما يشاهد على خشبة المسرح وهي أول عنصر يعطي إيحاء ما للمتفرج فمن الممكن التعبيرعن القلق، الخوف، الاضطراب أو الفرح والسعادة، والحزن، وذلك من خلال اللون ودرجة الإنارة وتوزيع البقع على الخشبة وهي بهذا تساعد باقي العناصر وتكمل دورها في الجو الدرامي مع الممثل والمؤثرات…الخ، "الدلالة على الزمان والمكان" وهي تعبر بوضوح عن زمن الأحداث (ليل، نهار، فصل الشتاء) وإضاءة مسرح "القباني" مشبعة من حيث التجهيزات والتقنيات رغم صغر خشبة المسرح وصالة الجمهور مقارنةً بمسرح "الحمراء"».