معروضات تعبر عن الطبيعة السورية وتطورأساليب الزراعة عبر العصور وعن الثروة النباتية والحيوانية بكافة أشكالها اجتمعت في قاعات متجاورة.

زار موقع "eDamscous" المتحف الزراعي في "دمشق" والتقى من زوار المعرض السيد "جورج سلامة"، عن زيارته للمتحف قال: «إنه مصدر مهم للحصول على المعلومات الزراعية والحيوانية لكافة المهتمين والباحثين المختصين بالهندسة الزراعية كما يحتوي على عدد جيد من البذور وأنواع مختلفة من الأدوية الزراعية والأسمدة، أيضاً له دور ترفيهي من خلال مشاهدة الطيورالمحنطة بأنواعها المختلفة والتعرف على الأسماك المحفوظة بمادة الفورمول».

للمتحف هدفان أولهما إرشادي أي تعريف الأشخاص الذين يأتون بأماكن الزراعة بالقطر بالإضافة إلى طبيعة الحياة الريفية في سورية باختلاف مواقعها: ساحلية، جبلية، سهلية، والثاني هو عملية توثيق لكافة أنواع النباتات والحيوانات وأماكن وجودها

يحدثنا السيد "لؤي الزعين" وهو مسؤول عن استقبال زوار المتحف قائلاً: «يقع المتحف في منطقة الحلبوني في "دمشق" خلف محطة الحجاز ويعتبر انعكاساً هاماً للتطورالحضاري للزراعة السورية منذ أن كانت سورية أول موطن للزيتون والقمح والقطن بالإضافة إلى عشرات الأنواع الوراثية النباتية والحيوانية والصادرات الزراعية مع فائضها الذي أذهل العالم، تأسس المتحف في أيام الوحدة مع "مصر" فهذه السنة هي الذكرى الخمسين له حيث صدر القرارعن مسؤول القسم الشمالي "للجمهورية العربية المتحدة" السيد "عبد الحكيم عامر" بتاريخ 21/5/1961 وأطلق عليه وقتها اسم "متحف دمشق الزراعي" وهو يتبع لوزارة الزراعة أما بعد الانفصال فتم إلحاقه بوزارة الزراعة في سورية والآن تابع إلى مديرية الإرشاد الزراعي واسمه "المتحف الزراعي" كانت الغاية منه توضيح النشاط الزراعي بأنواعه المتعددة وبيان تطور الزراعة منذ القديم وحتى وقتنا الحاضر بالإضافة إلى إبراز مختلف نواحي الإنتاج الحيواني والنباتي والعوامل المؤثرة فيها مع تجسيد النواحي الزراعية في حياة وإنتاج النباتات، وعلى الأخص عوامل البيئة النباتية والعمليات الزراعية والآفات الزراعية وطرق مقاومتها والإرشاد الزراعي».

في المتحف

كما سألنا السيد "لؤي" عن أهداف المتحف فأجاب: «للمتحف هدفان أولهما إرشادي أي تعريف الأشخاص الذين يأتون بأماكن الزراعة بالقطر بالإضافة إلى طبيعة الحياة الريفية في سورية باختلاف مواقعها: ساحلية، جبلية، سهلية، والثاني هو عملية توثيق لكافة أنواع النباتات والحيوانات وأماكن وجودها».

يتابع السيد "لؤي" عن المتحف: «يوجد في المتحف سبع قاعات تحتوي على كافة أشكال المعروضات وكل قاعة لها اسم عالم باحث في المجال الزراعي فالقاعة الأولى على اسم العالم المصري "الدميري" صاحب كتاب "حياة الحيوان الكبرى" الذي جمعه من أكثر من 560 كتاباً ويحتوي الكتاب على الفوائد الكثيرة للأعشاب الطبية والأدوية الحديثة، تحتوي هذه القاعة على معروضات تعكس الواقع الريفي والحياة الفلاحية البدائية بالإضافة إلى بعض الأدوات المعيارية التي كانت تستخدم في ذلك الوقت كما يوجد آلات بدائية كانت تستخدم في الأرياف الزراعية كطاحون الرحى والمكاييل القديمة والبسط مع بعض القفف المصنوعة من القش، أما القاعة الثانية فهي على اسم العالم "الانطاكي" الذي برع في الطب والصيدلة وصاحب كتاب مهم وهو "التذكرة لأولي الألباب والجامع للعجب والعجاب" الذي قدم فيه أكثر من 3000 نوع من أنواع النبات شارحاً فوائده الطبية، تحتوي القاعة على مجموعة من الكتب والمجلات والمطويات التي يصدرها الإرشاد الزراعي للفلاحين لتوجيههم بكافة المحاصيل والأشجار مثل الحمضيات والزيتون والقطن والرعاية لحيوانات البادية والماعز والأبقار والنحل وغيرها».

المتحف الزراعي

يعتبرالمتحف مزاراً للجميع للتعرف على التنوع والتطور الزراعي والريفي وبذات الوقت مركزاً علمياً للدارسين والباحثين فبعض النباتات والحيوانات تكون نادرة وقليلة المشاهدة كما أنه يؤرخ الحياة الزراعية بكل مراحلها انطلاقاً من الأساليب البدائية للزراعة والحصاد عن طريق أدوات يدوية انتهاءً بالأساليب الحديثة للعمل. يتابع السيد "لؤي" حديثه عن أقسام المتحف: «القاعة الثالثة على اسم "رشيد الدين الصوري" الذي كان معروفاً بمعرفته بعلم النباتات والأعشاب من أشهر كتبه "الأدوية المفردة" تحتوي هذه القاعة على حيوانات مائية فيها عدة أنواع من الأسماك محفوظة بالفورمول وهناك سلحفاة بحرية بحجم كبير قريب من حجم الخاروف وجناح للنحل مع وجود ديكور للأخشاب ذات الاستخدامات الريفية كالمنزل الذي يبنى من الخشب أو الطرقات التي يستدل بها عن طريق حبال وأخشاب بالإضافة إلى مكان مخصص لحفظ الأعشاب الطبية وآخر لأنواع الصخور الموجودة في سورية مع أنواع للبذور الزراعية والتبغ السوري المعروف بجودته، أما القاعة الرابعة والخامسة فأقيمتا على اسم العالمين "الجاحظ" صاحب كتاب "الحيوان" الذي يعد من أهم كتب عصره وايضاً العالم "ابن البيطار" صاحب كتاب "الجامع في مفردات الأدوية والأغذية" تحتوي هذه القاعة التي تعتبر اكبر قاعات المتحف على حيوانات وطيور محنطة منها "النسرالأفريقي والنسرالأقرع والنسرالأمريكي، البجعة، طائر العقاب، أبو سعد، اللقلق وآكل النمل وذئب محنط" بالإضافة إلى بعض طيور الدواجن وأنواع عديدة من الحمام ‏وفي وسط القاعة مجسم لمعصرة زيتون قديمة متكاملة تبدأ بالمعاصر الحجرية الأثرية و تنتهي بالمعاصر الإلكترونية الحديثة كما هناك ناعورة تمثل أحد أساليب الري المستخدمة في أزمنة بعيدة».

المتحف مر بمراحل ازدهار وقد حصل على جوائز وميداليات للأعوام 976- 977- 1978 من خلال اشتراكه بمعرض دمشق الدولي وعرض طيور محنطة وحيوانات نادرة وكذلك اشترك بمعرض التوثيق عام 2002 وغيره من المعارض.

يتابع السيد "لؤي الزعين" عن آخر أقسام المتحف مضيفاً: «سورية تعتبر المنتج الرابع للقطن في العالم لذلك تم تخصيص قاعة كاملة باسم العالم "الأشبيلي" صاحب كتاب "الفلاحة النبطية" تحتوي القاعة أنواع بذورالأقطان في سورية وطرق زراعته وأشكاله ويوجد في هذه القاعة مجسم مصغر عن أساليب بدائية حول حلج القطن مروراً بتطورها حتى هذا الزمن كما يوجد بعض الأجهزة القديمة للرصد الجوي ورصد الزلازل ومقياس لسرعة الرياح كانت قد تركتها "فرنسا" بعد الاستقلال كما يوجد لوحة كبيرة مجموع بداخلها طوابع خاصة بالخدمات الزراعية منذ عام 1945».