الكبار والصغار يتناولون السكاكر والحلويات بكافة أنواعها، فنلاحظ أنواعاً كثيرة منها بأشكالها ومذاقاتها، وفي القديم قبل ظهور الآلات الحديثة كان الناس يتناولون الحلويات والسكاكر العربية القديمة المصنوعة بطريقة تقليدية، وإلى الآن نجد بعض هذه السكاكر موجودة في سوق البزورية "بدمشق"، وأهم هذه السكاكر "الشمر" المعروفة "بحب العزيز"، و"السكر الألماسي"، إضافة إلى "حب الشوكلاه" (السميري)، هذه السكاكر ذات شكل رائع ومذاق لذيذ وخصوصاً للأطفال.

موقع eSyria بتاريخ 25/4/2009، تتبع مكان صناعة هذه السكاكر، فكان لنا لقاء مع السيد "محمد أديب علي باشا" صاحب معمل صناعة السكاكر العربية في سوق "مدحت باشا"، والذي حدثنا عن هذه الصناعة بقوله: «نعمل في صناعة السكاكر العربية القديمة منذ 200 عام تقريباً، والدي وجدي هما من أسسا هذا المعمل، والآن أعمل أنا وأبنائي فيه من أجل المحافظة على هذه الصناعة التي لم تعد مطلوبة كثيراً بسبب ظهور السكاكر الأجنبية المستوردة إضافة إلى السكاكر الوطنية المصنوعة بالطرق الحديثة، ورغم ذلك فهذه السكاكر مطلوبة إلى يومنا هذا ولكن لا يمكن أن يجدها المرء إلا في سوق البزورية المعروف بتشكيلاته الكبيرة، فمتاجر ومحلات بيع السكاكر في مدينة "دمشق" لا تطلبها وهو ما جعلها تتواجد في سوق البزورية فقط».

لا يمكن أن يمر طفل هو ووالده أو والدته ويرى "حب العزيز" من دون أن يصر على شراء كمية منها، وفي الكثير من الأحيان يرفض الأهالي شرائها لهم لأنها تضر بأسنانهم، وعند كثرة الطلب يخضعون لهم ويلبون رغبتهم

وعن صناعة سكاكر "حب العزيز" حدثنا: «"حب العزيز" من "السكاكر" الأكثر رغبة من قبل الصغار، هذا يعود لمذاقها اللذيذ إضافة إلى شكلها وألوانها، وهذه السكاكر تصنع من حبة "الشمر" الزراعية التي تشبه حبة القمح في طولها وشكلها، أما مذاقها فهو "يانسون"، وتأتي حبوب "الشمر" من محافظات عدة في سورية وتزرع لاستخدامات كثيرة، حيث تعتبر أحد التوابل المهمة في المطبخ السوري».

السيد "محمد أديب علي باشا"

وعن مراحل التصنيع أضاف: «نأتي بحبة "الشمر" ونغطسها بالسكر لمدة يومين لكي تجف، وبعد ذلك نقوم بعملية صبغها بملونات صحية وطبيعية وبألوان مختلفة، وتعود تسميتها "بحب العزيز" كونها حبيبات صغيرة تشبه حبات "البرد" التي تنزل من السماء، وتقدم هذه السكاكر للأولاد الصغار في المناسبات من أجل إرضائهم، أما "السكر الألماسي" فهو عبارة عن مادة من السكر مخلوطة بـ"غليكوز" المستورد من دول أجنبية، إذ نقوم بطبخها مع بعضها ليأتي بعد ذلك دور الآلة التي تقوم بباقي العملية، إلى أن تصبح جاهزة للتناول، في حين نصنع "حبة الشكولا" (السميري) التي تشبه حبة العدس من "الكاكاو" السائل الذي نقوم بتجميده ثم نصبغه بصبغة غذائية طبيعية ضمن قوالب جاهزة تنتجها بهذا الشكل».

ثم التقينا السيد "مصطفى السروجي" صاحب محل لبيع الأعشاب والتوابل والسكاكر في سوق البزورية، والذي قال: «لا يمكن أن يمر طفل هو ووالده أو والدته ويرى "حب العزيز" من دون أن يصر على شراء كمية منها، وفي الكثير من الأحيان يرفض الأهالي شرائها لهم لأنها تضر بأسنانهم، وعند كثرة الطلب يخضعون لهم ويلبون رغبتهم».

حبة "الشمر" الزراعية

أما الطفلة "ليلى الزين" فقالت: «في كل يوم آخذ "حب العزيز" و"السميري" معي إلى المدرسة وأعطي زملائي في الصف بعضاً منها، وكلما تنتهي الكمية التي اشتراها لي والدي، أخبره بذلك فيقوم بجلبه لي من جديد، فأنا أحبه جداً لأنه يذكرني بحب العزيز عندما ينهمر في الشتاء، إضافة إلى طعمه اللذيذ وألوانه الزاهية».

حب "العزيز" أو "الشمر"