في مبنى بلدية "الحٌرجلّة" الواقع على الطريق العام لقرية تبعد عن "دمشق" حوالي 20 كم في حوض مدينة "الكسوة" التابعة لمحافظة "ريف دمشق" يحتل المركز الثقافي العربي في "الحٌرجلّة" إحدى غرف المبنى ليضم المكتبة في الغرفة نفسها حيث جرى لقاء eSyria يوم الاثنين 05/10/2009 مع السيد "محمود زعيتر" رئيس المركز الثقافي حول واقع ونشاطات المركز.

بعد رشف القهوة العربية المرة ينشر السيد "محمود زعيتر" رئيس المركز أوراق عمله على طاولته ويشرح النشاطات الثقافية التي ينظمها المركز في القرية:«اعتدنا وضع خطة ربعية كل ثلاثة أشهر لتحديد مواضيع النشاطات التي تتنوع في الأغلب بين التاريخ والسياسة والعلوم هذا عدا عن التوعية الصحية والتنمية الزراعية والثقافة المعلوماتية، وعناوينا تهم الطفل كالعروض المسرحية والسينمائية الكرتونية وبرامج تقوية اللغة العربية والأناشيد، ولأجل ذلك كله نقوم بالاتصال بعدد من مراكز الريف الثقافية للتنسيق واستقدام المحاضرين إضافة إلى التعاون مع المدارس لتنظيم المعارض والمسرحيات ويشاركنا استضافة ندوات التوعية معهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم الخاص بالقرية، كما ويقوم المركز بتنظيم مسابقات ثقافية لسبر المعلومات العامة وتوزيع هدايا رمزية للفائزين».

المكتبة تحوي 3267 كتابا يتوزعون بين العناوين الدينية والتاريخية والسياسية

ولا يكتفي ثقافي "الحٌرجلّة" بهذا وحسب بل يشارك الأهالي مناسباتهم الوطنية والمعنوية فيستذكر السيد "زعيتر" تنظيم المركز لاحتفال استقبال رفات الشهيد "عبد الغني عبدو شهاب" ابن القرية:«الشهيد "عبد الغني عبدو شهاب" هو أحد أبناء "الحٌرجلّة" الذي حرر رفاته خلال عملية التبادل التي جرت بين المقاومة الاسلامية في لبنان والكيان الصهيوني عام 2008 وكان الشهيد "شهاب" قد استشهد في عملية "نهاريّا" المعروفة التي قادها الأسير المحرر "سمير القنطار" وبعد تحرير رفاته وعودته إلى مسقط رأسه قام المركز بتجهيز ساحة "الهجانة" في القرية فنيا بنشر الأعلام والأجهزة الإذاعية لبث الوطنيات المناسبة للحدث».

جانب من المكتبة

أما اللفتة الفريدة من نوعها كانت تنظيم المركز إحدى محاضراته في حقل للزيتون، يروي السيد "زعيتر" حكاية تلك المحاضرة:«نظرا لعدم امتلاك المركز لقاعة محاضرات فإننا نستعين لإقامة ندواتنا في أماكن مختلفة، ووقع الاختيار على أحد حقول الزيتون الذي تتبع ملكيته للجمعية الفلاحية في "الحرجلّة" كنوع من كسر الروتين والتجديد لإقامة محاضرة عن زراعة الزيتون ألقاها المهندس "هشام السقال" أحد الخبراء الزراعيين في القرية. في البداية استغرب البعض المكان ولم يبد تأييدا لكن الفكرة نجحت و شارك أمين الفرقة الحزبية في القرية والمختار بالحضور الذي ناهز 80 فلاحا وكانت التجربة تلك بتاريخ 01/04/2009 ونحن نفكر بتكرارها».

ويعتمد ثقافي "الحرجلة" أسلوبا شبه إعلاني للتبليغ ونشر مواعيد وأماكن النشاطات وأسماء المحاضرين، ويقول السيد " زعيتر" عن ذلك:«لدى المركز لوحتين إعلانيتين على أبواب مسجدي القرية حيث نقوم بطباعة كل ما يتعلق بالنشاط المزمع إقامته وونعلقها على اللوحات الإعلانية، كما نقوم بتوزيع أوراق مشابهة على دكاكين القرية كافة لتقديمها إلى الزبائن خلال شرائهم السلع».

الحقل حيث عقدت إحدى المحاضرات

«المكتبة تحوي 3267 كتابا يتوزعون بين العناوين الدينية والتاريخية والسياسية»

الموسوعات العلمية وكتب الأطفال يحدثنا عنها قائلا:«نداوم حضور معارض الكتب التي تقام في المدن القريبة لانتقاء المواد والطلب من مديرية ثقافة "ريف دمشق" شراءها حيث نقوم سنويا بثلاث طلبات شراء تقريبا كما ان بعضا من هذه الكتب تقدم إلى مكتبة المركز كهدية، وهناك كثافة ملحوظة في الإقبال على استعارة الكتب التاريخية والسياسية حتى الأطفال لهم نصيبهم في المشاركة».

لوحة اعلانات المركز