لا تزال العائلة "بحوران" لا يروق لها إلا المواظبة على مواصلة تقاليدها الأصيلة، وطقوسها الخاصة للاحتفاء بالعيد، فتجدها مستعدة للعيد خير استعداد قبل العيد بأيام، حيث تقبل على ممارسة هذه الطقوس بدءاً من صناعة الأكلات الشعبية والمعجنات..

وباقي الحلويات في أجواء ملأى بالفرح والمحبة بين الأهالي والأسر، ومن هذه الأكلات "خبز العيد" اللذيذ الذي يذكرنا بالعيد حقاً. موقع eDaraa بتاريخ 9/12/2008 زار منزل السيدة "بهية الأحمد" "أم قتيبة" وهي ربة منزل تسكن في قرية "زيزون" التي حدثتنا عن طريقة إعداد "خبز العيد" قائلة: «تبدأ الأسرة تحضيراتها لاستقبال هذا الزائر العزيز، ولعل أهم هذه التحضيرات هي "خبز العيد"، الذي لا يكون عيد من دونه، ولا يكاد يخلو منزل منه أيام العيد، حيث تتنافس السيدات على إعداد وتحضير أشهى الحلويات والمأكولات التراثية التي تصنع في أغلب البيوت بـ"درعا"، ويحتل "خبز العيد" مكان الصدارة في قائمة الحلويات في العيد، فلا يكاد يخلو ممر أو شارع إلا وتعبق فيه رائحته الزكية والشهية».

هنا لا أنسى أبداً مدى لهفة المتواجدين أثناء إعداد الخبز، المقرونة بنفاد الصبر إلى خروجه من الفرن، ليتذوقها بشغف حتى لو كانت ساخنة. ثم ننشغل بعد ذلك لاستقبال العيد بتهيئة الملابس للأطفال، وتجهيز المنزل لاستقبال المهنئين

و"خبز العيد" هو نوع من الأطباق المشهورة في مدينة "درعا" وريفها، ولسيدة البيت "الحورانية" طريقة خاصة بصناعتها وهي كما حدثتنا عنها السيدة "بهية" حيث قالت: «في البداية يتم تحضير عجينة "خبز العيد"، ومقاديرها تحددها السيدة التي ستقوم بالخبز، وبحسب عدد أفراد الأسرة أو العائلة، ودائما تكون الكمية كبيرة والمقادير هي خمسة كيلوغرامات من الطحين، بالإضافة للخميرة، نصف كيلو سكر، كيلو زيت، يضاف مع العجين ثلاثة كيلوغرامات من الحليب، ملعقة صغيرة من اليانسون المطحون والمحلب المطحون والشمرا المطحونة، سمسم، حبة البركة، جوزة الطيب، بالإضافة إلى رشة ملح.

بعد ذلك نقوم بعجن هذه الكميات بالحليب والزيت، بعد إضافة الخميرة لها ونتركها حتى تخمر، ومن ثم نقوم بتقطيعها على شكل دوائر بمقدار الرغيف ووضعها بالفرن لمدة عشر دقائق حتى تنضج وتستوي ومن الضروري أن يكون الفرن قد أشعل قبل دقائق حتى نتمكن من نزع الرغيف بسهولة من الفرن، بعد استواء الخبز وإخراجه من الفرن، نقوم بدهنه بالزيت ليصبح جاهزاً للتناول وتقديمه للمهنئين في العيد ويفضل البعض أكله مع الشاي الساخن».

وتضيف "أم قتيبة": «هنا لا أنسى أبداً مدى لهفة المتواجدين أثناء إعداد الخبز، المقرونة بنفاد الصبر إلى خروجه من الفرن، ليتذوقها بشغف حتى لو كانت ساخنة. ثم ننشغل بعد ذلك لاستقبال العيد بتهيئة الملابس للأطفال، وتجهيز المنزل لاستقبال المهنئين».

السيدة "حمدة العقرباوي" "أم جهاد" قالت: «هذه العادة دأبت عليها العائلة "بدرعا" رغم كل مصاعب الحياة ومشاغلها وتطورها، لمتنا الجميلة التي تضمنا مع أقاربنا، ونحن نجلس بشكل منتظم حول عجينة خبز العيد الذي تفوح منه رائحة الهيل، وسط أجواء من الفرح حيث نقوم بمساعدة بعضنا البعض لتهيئة قطع "خبز العيد" الشهية، وبعد صفها في صواني كبيرة تقوم الأسر بالتناوب لصنع وإعداد الخبز الشهي».