«فقرات فنية فلكلورية تراثية، استمتعنا بحضورها، أعادتنا إلى 80 عاماً من التاريخ والحضارة، استمتعنا بسماع الشعر النبطي، والدبكة الحورانية الأصيلة، والمجوز والربابة».
كلمات همسها لموقع eDaraa في 22/10/2008 الحاج "فضل النابلسي" رئيس مضافة حوران للشعر النبطي، أحد المشاركين في الحفل الفني الذي أقامته مديرية الثقافة في "درعا"، ضمن الأسبوع الثقافي، حيث قدمت خلال الحفل فرق الفنون الشعبية في "درعا" لوحات فنية تمثل التراث والفلكلور الحوراني، أمتعت الحضور، وعادت بذاكرة أبناء المحافظة للفلكلور والتراث الحوراني القديم والأصيل، وخصوصاً آلة الربابة (آلة موسيقية وترية شعبية بوتر واحد).
الحفل عودة لأيام العمر القديمة، أيام العز والفخر والشباب، وقدمت الفرق التراث واللباس الحوراني الذي لا يعرفه جيداً جيل الشباب الحوراني "القلابية- القظاظة- الكفية- العقال"
البداية كانت لفرقة "سهل حوران" على أنغام المجوز (آلة موسيقية نفخية تشبه الناي مصنوعة من القصب) والأغاني الحورانية، ومنها "من مفرق جاسم للصنمين/ حاجي تهلي الدمع يا عيني" وأيضاً "يا ظريف الطول"، والفرقة شاركت بالعديد من المهرجانات، وأهمها مهرجان الخالدية في الأردن، وحصلت خلاله الفرقة على المركز الأول في المهرجان ومهرجانات: (ادلب– بصرى- دير الزور- الرقة) ومازالت الفرقة تفوح عبقاً وأريجاً في حوران بعروضها وحفلاتها المتنوعة.
ثم قدم الشاب "علاء أبو العلايا" وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة صاحب الموهبة غير العادية، حيث يستطيع قراءة 410 كلمات في الدقيقة الواحدة و65 كلمة في 9 ثوان ونصف، والرقم العالمي مسجل باسم أميركي يقرأ 150 كلمة في الدقيقة، وقد حصل على عقد من موسوعة "غينس" للأرقام القياسية، وهو بصدد التقدم للامتحان النهائي ليسجل اسمه في الموسوعة، بعده قدم الشاعر" إبراهيم الغوازي" قصيدة نبطية، ليأتي دور شاعر الربابة الأول في "درعا" الذي أوصل التراث الحوراني إلى العالم العربي عبر الفضائيات العربية "أحمد الحاج علي"، صاحب الأغنية الشهيرة على الربابة "ريم الفلا"، وفي العرض الأخير من الحفل الفني قدمت فرقة "الحراك" للفنون الشعبية، والتي تضم 15 مشاركاً جميعهم من كبار السن وتزيد أعمارهم على 45 عاماً، عرضاً مميزاً للدبكة الحورانية والهجيني على أنغام المجوز، والأغاني المنتشرة بدرعا "حوران حوران جنة" والهجيني "سورية يللي ما في مثيلك بلد".
"ياسين العساف" قائد فرقة "الحراك" قال لموقعنا بعد انتهاء العرض: «قدمنا خلال الحفل عدة فقرات فنية، تتحدث عن تراث المحافظة، وعدنا بالمشاهدين إلى أيام أجدادنا وآبائنا، ونعمل على نقل التراث إلى الجيل الشاب، وتعريفه بتراث أهله الكبير والغني، الذي انتشر في الوطن العربي».
"عبد الحميد كسابرة" أحد الحضور يرى أن: «الحفل عودة لأيام العمر القديمة، أيام العز والفخر والشباب، وقدمت الفرق التراث واللباس الحوراني الذي لا يعرفه جيداً جيل الشباب الحوراني "القلابية- القظاظة- الكفية- العقال"».
"عبد الرحمن القداح" أحد الحضور أيضاً أضاف: «نطالب المعنيين بإقامة هذه الحفلات بشكل دائم ومستمر للعودة بالتراث والفلكلور الحوراني من جديد، ونشره بين جيل الشباب، ليبقى هذا التراث نورا يضيء دروب ثقافتنا، ويقطع الطريق على العولمة الدخيلة على حياتنا».