تحظى الطرق الشعبية في علاج "الثواليل" بمصداقية كبيرة لدى كثير من الناس وذلك لثبوت نتائجها ونجاعتها في العلاج، وبالقدر الذي تتعدد فيه الأسباب التي يرى البعض أنها وراء ظهور هذه المنغصات كعد النجوم مثلا، تتعدد الطرق والأساليب في إزالتها والتخلص منها، ما يجعل المجال مفتوحا أمام المصاب بإحداها ليجرب إن لزم الأمر أكثر من طريقة حتى يصل إلى الغاية في العلاج التام دون ألم ودون أن يترك أثراً ودون تكاليف أيضا في كثير من الأحيان.
موقع eDaraa ولتسليط الضوء على هذا الموضوع والتعرف على طرق العلاج التقى الشاب "منتصف قنبر" أحد الذين عانوا من هذه "الثواليل" والذي يلخص قصته بالتالي: «ظهرت لي "ثالولة" في يدي اليسار وأخرى بالخد الأيسر ونظرا لما كنت أسمع منذ الصغر عن الطرق الشعبية في معالجة هذه الأمراض فقد فضلت التداوي بها على اللجوء إلى الطبيب، وإلى أن حصلت على النتيجة المرجوة كان لابد أن أجرب أكثر من طريقة كانت البداية مع رجل كان يعالج بالقراءة وقال بأنني سأتخلص من هذه الثواليل بعد أن يحضر لي عشبة من الجبل الأصفر وعندما سألته عن هذا الجبل قال بأن هذا الأمر هو مسألة روحانية خاصة به، ومع ذلك لم يحدث أي تغيير، الطريقة الأخرى التي جربتها كانت مع رجل طلب مني أن أسرق باذنجانة من النوع الحمصي وقال بأنه سيحتفظ بها ثم أحضر مسمار وبعد أن سخنه بالنار صار يضعه على الثواليل وطلب مني بعد ذلك أن أقوم أنا أو أي شخص آخر عند كل أذان وأنا جالس أمام النافذة بدهن هذه الأشياء بزيت الزيتون شريطة أن يتم ذلك باليد اليمنى، ومع ذلك لم يحدث أي شيء يذكر».
أقوم بعد الثواليل وبعددها أحضر حبات قمح مع بيضة أقوم بثقبها من الأعلى وبوضع حبات القمح داخلها واكتب على البيضة "اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك" وذلك سبع مرات، ثم أعطي البيضة للشخص المصاب ليدفنها في مكان لا يصل إليه أحد وخلال فترة قصيرة تكون الثواليل قد اختفت بإذن الله
ويتابع "منتصف" فيقول: «أما الطريقة التي أحدثت الفارق فهي تدعى "بيضة يوم السبت" تقوم على أن أجلب بيضة بشرط أن تكون قد باضتها الدجاجة يوم السبت حصرا مع شعير من الذي يستخدم في الموالد، وبعد أن أحضرت هذه الأشياء صار الرجل المعني بهذه الطريقة يأخذ شعيرة ويضعها على الثالولة ومن ثم يضعها في البيضة التي يكون قد ثقبها من الأعلى وبعد أن انتهى من هذه العملية قام بكتابة بعض الأشياء على هذه البيضة ثم قال بأنه سيخبئها في مكان لا يراه أحد، ثم خلال فترة قصيرة كانت الثواليل قد اختفت من جسمي ودون أن تترك أي أثر».
وللتعرف على مزيد من هذه الطرق تقول السيدة "فاطمة عبد المجيد الناصير" المعروفة بأم إبراهيم عن طريقتها في علاج الثواليل فتقول: «الطريقة التي استخدمها تعتمد على الشعير والبصل وهي تقوم على أن يقوم الشخص المصاب بوضع إصبعه على الثواليل الموجودة لديه وبعدد هذه الثواليل أقوم بغرز الشعير في البصلة بعد ذلك اخذ هذه البصلة لأدفنها في مكان لا يراني فيه أحد على ألا أكلم أحداً في طريق ذهابي وعودتي لدفن هذه البصلة التي يشترط في دفنها أن تكون جذورها للأعلى، حيث تبدأ البصلة بالذبول شيئا فشيئا ومع ذبولها تبدأ الثواليل بالتلاشي أيضا تدريجيا إلى أن تختفي نهائيا، وهذه الطريقة استخدمتها مع الكثير من الناس من الذين منّ الله عليهم بالشفاء بها».
"محمد قنبر" أحد المعالجين للثواليل عن طريقته في العلاج يقول: «أقوم بعد الثواليل وبعددها أحضر حبات قمح مع بيضة أقوم بثقبها من الأعلى وبوضع حبات القمح داخلها واكتب على البيضة "اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك" وذلك سبع مرات، ثم أعطي البيضة للشخص المصاب ليدفنها في مكان لا يصل إليه أحد وخلال فترة قصيرة تكون الثواليل قد اختفت بإذن الله».
أما السيد "أبو زياد" فيقول في هذا الصدد: «هناك أكثر من طريقة للعلاج ولكن اثبت طريقة استخدمتها هي التي استخدم فيها الشعير مع بصلة حيث أقوم بغرس الشعير في هذه البصلة بعد أن أكون قد غرزتها في الثالولة ثم أقوم بزرع البصلة في الأرض حيث تبدأ بالذبول ومعها تبدأ الثالولة بالتلاشي، ما أود قوله إن هذا العلاج يعتمد على الإيحاء وتهيئة الشخص للاقتناع بأنه سيشفى بإذن الله».
رأي الطب بهذا الموضوع يخبرنا عنه الدكتور "فرزات الجوابرة" الاختصاصي بالأمراض الجلدية فيقول: «بداية لابد من معرفة ماهية الثواليل، الثواليل هي نوع من الأورام الحميدة يساعد على تشكلها فيروسات معينة وهذه الفيروسات هي السبب في انتشارها بالجسم على خلاف ما يعتقد الناس بأنها تتوالد من أم أو من ثالولة رئيسة، وفيما يخص اتجاه الناس لمثل هذه الطرق لمعالجتها فالسبب في ذلك أن الناس لديهم قابلية كبيرة لتصديق الشيء الشعبي، ولا يعود السر في نجاح العلاج إلى الطريقة بحد ذاتها وإنما إلى الاستعداد النفسي للمريض فهذا النوع من العلاج يقوم على أسلوب الإيحاء الذي يعتمد على قابلية المصاب وإعداده للتصديق بالشفاء لذلك فان هذه الطرق لا تنجح مع بعض الناس كالأطفال مثلا الذين لا يمكن تهيئتهم لمثل ذلك، أما نحن كأطباء فلا نعتمد مثل هذا الأسلوب في العلاج لأن المريض يحتاج منا إلى نتائج فورية لذلك نلجأ في معالجتها إلى الكي البارد أو الكهربائي أو غيرها من الأساليب حسب شكل ونوع الثواليل».