تعد "العرجه" واحدة من مكونات اللباس الشعبي للمرأة الحورانية، وهوية مازالت حاضرة في الحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية لنساء حوران وفتياتها.

كما تشكل "العرجة" جزءاً مهماً من مصاغ وزينة المرأة الحورانية، وارتداؤها يبعث على الافتخار؛ حيث يقول السيد "محمد عيس المحمد من عشيرة النعيم" في محافظة "درعا" خلال لقائه مع موقع "eDaraa" بتاريخ 12/7/2011: «نلحظ أن نساء سهل "حوران" يلبسن "العرجة" وخاصة في الأفراح والأعراس الشعبية، حيث تكون لوحة جميلة، تستقطب الحضور والانتباه.

نلحظ أن نساء سهل "حوران" يلبسن "العرجة" وخاصة في الأفراح والأعراس الشعبية، حيث تكون لوحة جميلة، تستقطب الحضور والانتباه. كما يجب الإشارة إلى أن الفتاة العزباء لا تستطيع وضع العرجة على رأسها، إلا في حال سمحت لها أمها بذلك- خصوصا في بعض الأفراح وأعراس الأقارب- وذلك من أجل التبرج والتباهي بها أمام صديقاتها وبقية نساء القرية

كما يجب الإشارة إلى أن الفتاة العزباء لا تستطيع وضع العرجة على رأسها، إلا في حال سمحت لها أمها بذلك- خصوصا في بعض الأفراح وأعراس الأقارب- وذلك من أجل التبرج والتباهي بها أمام صديقاتها وبقية نساء القرية».

الحاج محمد المحمد والحاجة حميدة المحمود

وعن ميزات العرجة تقول الحاجة "حميدة علي المحمود" من عشيرة الكعيكات: «كنا نلبس العرجة دائماً في الفترات الماضية أينما ذهبنا، وكانت منتشرة بشكل كبير في جميع المناطق، والعرجة هي من أهم المجوهرات والمصاغ الذهبي للمرأة، تتكون من منديل أو شال مطوي وبألوان مختلفة، تتوضع عليه أنصاف ليرات ذهبية كاملة أو أنصاف ليرات "العصملي أو رشادية أو غازية".

عددها يتكون من 10 إلى 25 قطعة مشكوكة في إطار من القماش على كامل الرأس، وما زالت الكثيرات من السيدات يحتفظن بها إلى يومنا هذا، وذلك بحثاً عن التميز وتعبيراً عن الإعجاب بتراث الأمهات والجدات، وحتى الفتيات الصغيرات تستهويهن هذه الزينة».

الصبايا يرتدين العرجة

ويقول الشاعر "محمد الشنور" من بلدة "الكرك الشرقي": «العرجة أو "الشكا" مصنوعة من صف من الليرات الذهبية على دائرة الرأس بواسطة زنار، وهي من عادات حوران الموروثة، وكانت تلبسها السيدات الجليلات، وهي على مقدرة الآباء والأزواج، وكان سابقاً يقال شكة فلانة بنت فلان، وكانت النساء يتباهين بلبسها ويقلن: شكة فلانة بنت الشيخ الفلاني.

وكانت ركيزة مهمة من لباس وأزياء المرأة الحورانية الهامة، والتي يتكون غالباً من الشالة والشويحية والدامر والثوب، وتغنى بها الشعراء حديثاً وقديماً وكان يقال:

الباحث تيسير الفقيه

ميلي صوبنا يا بنيا ميلي/ يا شايلة الحنة الثقيلي

وحالياً يقال:

يا حلوة يا أم العرجي / فرجي جمالك فرجي

حبيتك من بين الكل/ بحياتك لا تنحرجي».

وعن المراحل أو المناسبات التي تلبس بها المرأة العرجة قالت السيدة "فريال الرفاعي": «تلبس المرأة الحورانية الكبيرة العرجة على رأسها في معظم مناسبات الأفراح والأعراس والتي بالعادة تخص أقاربها، وتلبسها النساء المتقدمات في السن في الأيام العادية عند خروجهن من المنزل للجارات أو الزيارات الخاصة والأعياد والتهاني بمقدم المولود الجديد، حيث يمنحها لبس العرجة نوعاً من الجمال والأناقة والبريق ليزيد حلاها وأنوثتها.

وكانت سابقاً من أهم المصاغ الذهبي الذي يقدمه العريس هدية لعروسه في ليلة الفرح والزفاف، وتظهر خلالها القطع الذهبية على رأس المرأة وجبينها وعلى جانبي الرأس، وبالنسبة للفتاة غير المتزوجة فلا تضع العرجة إلا يوم فرحها، حيث يقدم العريس لعروسه مهر العروس».

الباحث في التراث الأستاذ "تيسير الفقيه" حدثنا عن أهمية العرجة بالنسبة لنساء "حوران" بالقول: «تعتبر العرجة مكنزا حقيقيا للثروة بالنسبة للمرأة الحورانية، حيث كان أهل الزوجة يشترون الليرات الذهبية لتكون عامل زينة في اللباس، وعامل كنز للثروة تجدها حين حاجتها.

وكانت العرجة تتألف من قطعة قماشية على شكل دائري تحيط بالرأس وتتدلى نحو الخلف يشك عليها عدد من الليرات الذهبية بالنسبة للأغنياء، وغالباً ما تكون انكليزية أو رشادية نسبة إلى "رشاد" أحد الخلفاء العثمانيين، أو الغوازي وهي أرباع أو أعشار الليرة العثمانية، وتتشابك بجانب بعضها بعضاً لتظهر زينة فوق هامة المرأة من الخلف، يشترى لها جاهزاً السفايف والشرابش وهي مجموعة من القطع الحريرية غالباً ما تكون حمراء، تتدلى على ظهر المرأة وبعض النسوة تزينها بقطع من الفضة تسمى سفايف الفضة.

أما فوق الليرات الذهبية أو الغوازي فتوضع سفايف من النحيل، وهو خرز صغير ملون بإشكال جميلة تراثية حورانية، وتصبح العرجة أداة للزينة خاصة للعروس في أوقات الزفاف أو الفرح. وإذا أحتاج الرجل مالاً يقوم برهن العرجة عند أحد الأغنياء ثم يقوم بفكك دينها عند الموسم.

وكان يغني أهل حوران في أعراسهم "للحواش" أم الحوش التي ترقص أمام السحيجة بقولهم:

يا أم العرجة طلعي جاي/ مشان الله ميلي جاي».