رغم تعدد أنواع وأشكال الملابس الشتوية الحديثة ومواصفاتها الخاصة، فإن الفروة ما تزال محافظة على مكانتها في مواجهة البرد في "حوران"، ولا يكاد يخلو منزل في المحافظة من وجود "فروة" وخاصة في فصل الشتاء، لأهميتها الكبيرة ولأنها كانت وما تزال تشكل فرعاً مهماً من فروع مأثورات الفن الشعبي، فضلاً عن دلالاتها الاجتماعية كمؤشر لثراء صاحبها أو لمكانته.
يذكر الباحث في التراث "تيسير الفقيه" لموقع eDaraa بتاريخ 1/3/2012 أن الفروة من أهم الملابس التي تجلب الدفء، وعن ذلك يحدثنا بالقول: «يحرص أبناء مناطق "حوران" على ارتداء الفروة التي تعد من أهم الملابس التي تجلب الدفء لمن يرتديها، وخاصة في أيام فصل الشتاء، حيث يشتد البرد وخصوصاً في المنطقة الغربية من "حوران" المحاذية للجولان والأردن، فضلاً عن أنها تعد زياً حورانياً مفضلاً لدى الكثير من كبار القوم وشيوخ العشائر، وهناك نوع من الفروة يلبس في فصل الصيف وخصوصاً في الربيع».
يحرص أبناء مناطق "حوران" على ارتداء الفروة التي تعد من أهم الملابس التي تجلب الدفء لمن يرتديها، وخاصة في أيام فصل الشتاء، حيث يشتد البرد وخصوصاً في المنطقة الغربية من "حوران" المحاذية للجولان والأردن، فضلاً عن أنها تعد زياً حورانياً مفضلاً لدى الكثير من كبار القوم وشيوخ العشائر، وهناك نوع من الفروة يلبس في فصل الصيف وخصوصاً في الربيع
ويقول الباحث في التراث "إبراهيم الشعابين": «الفروة عبارة عن رداء شبيه بالعباءة العربية، يرتديها الرجال في المحافظة فوق الجلابية، خلال فصل الشتاء لكونها مبطنة من الداخل بصوف الخراف مع قماش سميك. وتشمل عدة أنواع، وما زالت الفروة منذ زمن بعيد خير صديق للرجل كبير السن في أيام البرد خصوصاً المربعانية. كما تستخدم كغطاء للإنسان في حال النوم يساعده في ذلك كبر حجمها وعرضها وثقلها. وتتميز بألوانها المتعددة بعدما كان يقتصر لونها على الأسود وأحياناً على اللون الكحلي. كبار السن يلازمونها دائماً في سفرهم وأفراحهم وأتراحهم، لما تشكله أيضاً من الوجاهة، لتدل على مكانة مرتديها في المجتمع».
السيد "هشام حرفوش" أحد المهتمين بالتراث يقول: «الفروة استمرار للرداء القديم الذي صنعه الإنسان بالاستفادة من جلود الحيوانات لتأمين الدفء له، وبمرور الزمن حصل تطور وتمت خياطة ثياب طويلة لتغطية معظم أجزاء الجسم وبعدها تم التفنن لتشكل أزياء محددة، وتعتبر "الفروة الحورانية" من أجود أنواع الفراء، حيث تصنع من صوف وجلود صغار الأغنام وما تسمى في بعض المناطق "الطفال"، والتي عادة لا تتجاوز أعمارها الشهرين، لكونها تتميز بالخفة ورقة الملمس، فصوفها ناعم يجلب الدفء، وتزايد في السنوات الأخيرة لبس الفروة من قبل الشباب، ولم يعد ذلك مقتصرا على كبار السن. ولا يكاد يخلو منزل في جميع مناطق حوران من وجود "فروة" وخاصة في فصل الشتاء. لأهميتها الكبيرة لأنها كانت وما تزال تشكل فرعاً مهماً من فروع مأثورات التراث والفلكلور الشعبي».
وعن المواد التي تصنع منها الفروة يقول السيد "بلال محمد" صاحب محل أدوات وألبسة تراثية قديمة: «تصنع الفروة من جلود الماشية وخاصة الخرفان، والأفضل بينهما التي تصنع من جلود صغار الأغنام، لكونها تتميز بالخفة وصوفها ناعم يجلب الدفء، وهي على أنواع منها "الحورانية، وهي أفضل أنواع الفراوي، وتتكون من قماش الجوخ وتلبس على الوجهين، وأيضاً نوع آخر يدعى "الطرحية"، حيث تصنع من صوف أجنة الخراف التي تخرج بعد ذبح أمهاتها حيث يتم استخراج فروة واحدة من 60 جلداً، وما يميز هذا النوع أنه يكون ناعماً وقريباً من ملمس الحرير، فضلاً عن خفة الوزن وشكلها الجميل بعد تغليفها بقماش الجوخ، ويكون لونها غالباً فاتحاً أو رمادياً، ومن الأنواع الأخرى للفروة الشاموا، والسيلكا، الطرحية، والوبر، في الآونة الأخيرة بدأت تدخل إلى السوق الفراء الصناعية، والتي يتم تصنيعها من المنتجات البترولية، وأنواع الفروة التي يتم ارتداؤها تعكس في الغالب المكانة الاجتماعية والقدرة الاقتصادية لأصحابها، فـالحورانية هو لبس الأغنياء».
الفروة ما زالت تصنع في بعض القرى يدوياً وهنا يقول السيد "بلال محمد": «"الفروة ما تزال تصنع يدوياً في القرى، حيث تطلى جلود الأغنام بمادة الكركر "الكمون" مع العفص ودبس الرمان المطحون والملح"، وهذه العملية أشبه بالدباغة لضمان عدم تكون روائح كريهة، ويكون لون الجلد الخارجي أصفر قبل أن يتم خياطة القماش عليه لإعطاء لونه المميز الذي يكون غالباً أسود ليلي، فيما يكون لون الصوف بلون الخراف التي أخذت منها وغالباً هو اللون الأبيض».