ما زالت ساحات وشوارع "درعا" تمتلئ بالبائعين المتجولين الذين يبيعون المأكولات والحلويات، ومن هذه المأكولات المنتشرة بدرعا "البليلة" الحمص المسلوق الذي يؤكل بعد أن يرش عليه الملح والكمون.

وهي أكلة لذيذة جداً وكان سابقاً بائعها يحملها في سلة لونها أبيض ويطوف بها في شوارع مدينة "درعا"، ويدخل المقاهي فيشتري منه الأطفال والكبار وكان "المكيال" هو ميزان البائع وهو عبارة عن كأس معدني بحجم كأس الشاي يملأها من "البليلة"، لقاء فرنك واحد أي خمسة قروش ويسكبها فوق صفحة منبسطة من الورق الأبيض ويرش فوقها الملح والكمون. ويقدمها للزبائن ساخنة دون أن يثني الورقة لئلا تنهرس الحبات.

"بليلة بلبلوكي عند إمك وأبوكي، راحوا لعند إمك وأبوكي ليجيبوكي، وجدوكي بندق"، أيضاً "بليلة، بليلة، عالسخنة، عالسخنة" و"بلبلوكي يا بليلة"

واليوم اختفى هذا البائع من شوارعنا ولم نعد نستمع إلى نداءاته المنغمة ذات الجرس الموسيقي، وأصبح من يريد تناول "البليلة" يشتريها من محل "الفول والحمص والتسقية والفلافل"، موقعeDaraa بتاريخ 3/11/2008 التقى بائع "البليلة" و"الحمص" الشاب "ضياء كيوان" ليحدثنا عن طريقة عمل "البليلة" حيث قال: «يتم نقع "الحمص" بالماء لمدة 9 ساعات بعدها يتم غسلها 4 مرات متتالية، ثم نضعها في إناء كبير، خاص لسلق "البليلة" نضعها لمدة 5 ساعات دون الكربون أو مادة القلي، وإذا أردنا إضافة مادة الكربون لإسراع استواء البليلة تبقى على النار لمدة ساعة ونصف فقط، بعدما تستوي "البليلة" وتصبح جاهزة نضعها في إناء جديد خاص بها، ونضيف ماء "الحمص" إلى "البليلة" لكي يصبح طعمها أشهى، نقدمها بعدها إلى الأطفال والزبائن في صحن صغير مع ماء "البليلة"، وتسمى بالعامية "مرقة البليلة" ونرش عليها الكمون والحمض ونقدمها للزبائن، وعندما يتناولها الزبون يطلب المزيد كونها طيبةً جداً ويضيف البائع "ضياء" يتم استعمال "البليلة" أيضاً في المسبحة والفول، ولا نستغني عنها في أعمالنا أبداً».

البائع ضياء كيوان

ومن النداءات الشائعة بين بائعي "البليلة" يضيف "ضياء" مثلاً: «"بليلة بلبلوكي عند إمك وأبوكي، راحوا لعند إمك وأبوكي ليجيبوكي، وجدوكي بندق"، أيضاً "بليلة، بليلة، عالسخنة، عالسخنة" و"بلبلوكي يا بليلة"».

الطفل "حمزة محمد إسماعيل العيشات" يقول: «دائماً أتناول "البليلة" لأنها أكلتي المفضلة والبائع يسكبها لي في الصحن مع مرقتها، وهي لذيذة مع الحامض ودائماً اطلب من والدتي أن تعملها لي في المنزل».