على ألحان الأغاني والدبكات التراثية الفلكلورية الحورانية، التي ألهبت مشاعر جماهير المحافظة تفاعلاً مع الأداء والطرب الأصيل، وتعميقاً لصلة السكان بتراثهم الموسيقي والغنائي، وتعريف الأجيال الجديدة بتراث "حوران" عبر الزمن من إبداعات تراثية فنية وثقافية.

وحرصاً على الحفاظ على الهوية الأصيلة لهذا التراث وحمايته من الضياع انطلقت على مسرح صالة المركز الثقافي العربي بـ"درعا" فعاليات مهرجان "درعا" للتراث الذي يقيمه المركز الثقافي العربي، على مدار ثلاثة أيام، ويتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة الفنية والفلكلورية، بالإضافة للمحاضرات والندوات التي تتحدث عن التراث في "حوران" من الأمثال والحكايات واللباس والمأكول.

شاركنا بمهرجان التراث الذي يعزز ويفعل دور تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا من خلال تقديم فقرات عن تراث "حوران"، من اللباس والمكون من العرجة والثوب والشرش المطرزة، على أهازيج والحان الأغاني القديمة منها "يا عويد الزل" و بحور العين"، بالإضافة للدبكة الحورانية المتنوعة دبكة حبل مودع، والفقرات التي قدمت في اليوم الأول هي من صميم تراث المنطقة الغني بمختلف أنواع التراث "اللباس الموسيقى الغناء الدبكات"

السيد "عبد الرحمن أبازيد" أحد الجمهور الذي تابع المهرجان قال لموقع eDaraa بتاريخ 13/3/2011 عن المهرجان: «يعتبر مهرجان التراث ترجمة حقيقية لتكريس ونشر تراث المحافظة بين الأجيال الصاعدة من خلال الخصوصية التي تتمتع بها المحافظة بفلكلورها وتراثها وعاداتها وتقاليدها الأصيلة، وحرصاً على هذا التراث الغني والحفاظ على الهوية الأصيلة له يقام هذا المهرجان.

الشابة سوزانه الصالح

والمعروف عنا في "حوران" حب التراث والتعايش معه وممارسته دائماً والمحافظة عليه، لأنه يعكس عراقة وأصالة هذه المحافظة الطيبة. استمتعنا بما قدم من فقرات وأغاني فنية تراثية أعادتنا بالذاكرة إلى تاريخ وتراث المحافظة، وخصوصاً الأغاني الشعبية والقصيد».

الشابة "سوزانه الصالح" إحدى المشاركات بفرقة الفنون الشعبية التي قدمت أولى العروض بالمهرجان: «شاركنا بمهرجان التراث الذي يعزز ويفعل دور تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا من خلال تقديم فقرات عن تراث "حوران"، من اللباس والمكون من العرجة والثوب والشرش المطرزة، على أهازيج والحان الأغاني القديمة منها "يا عويد الزل" و بحور العين"، بالإضافة للدبكة الحورانية المتنوعة دبكة حبل مودع، والفقرات التي قدمت في اليوم الأول هي من صميم تراث المنطقة الغني بمختلف أنواع التراث "اللباس الموسيقى الغناء الدبكات"».

شاعر الربابة أحمد الحاج علي

الفنان "أحمد زطيمة" قائد الفرقة الموسيقية التابعة لدار الثقافة قال عن مشاركة فرقته اليوم بالمهرجان: «مهرجان التراث ظاهرة حضارية تستدعي من كل الشباب والمثقفين وأصحاب الفكر إلى الاعتناء بالتراث الحوراني، وأخص بالذكر الأغنية الحورانية والتي هي بتقديري وقناعتي من أجمل وأفضل أنواع الفلكلور في العالم، متمثلة بالكلمة والمفردة العربية المتحدثة بالفصحة، ومن ثم اللحن الحوراني الذي له بعداً تاريخياً كون "حوران" كانت مسكونة منذ الآلاف السنين.

وهي بلد الخيرات وهناك مثل شعبي عام يؤكد ذلك حيث يقال "حوران أم اليتامى" هذا المثل يعني إن الخيرات في حوران كثيرة، قدمنا اليوم مجموعة من الأغاني الفلكلورية والموروث الغني الجميل في اللحن أو الكلمة وأغنية وطنية».

إبراهيم الشعابين رئيس المركز الثقافي العربي

وقال شاعر الربابة "أحمد الحاج علي" عن مشاركته: «قدمت اليوم عدة قصائد من الشعر الشعبي المحكي النبطي، ومنها قصيدة مهداة لسيد الوطن موجودة في متحف "دير عطية" منقوشة على حجر رخامي مؤلفة من تسعة أبيات شعرية على بحور وأوزان وقوافي تتناسب مع القصيدة، واليوم دعيت لتكريمي في محافظتي "درعا" بعدما كرمت بمحافظة "القنيطرة" بعد إحرازي المركز الأول في مسابقات أغاني "الجولان"، وتقديمي اليوم عدة قصائد شرف لي يزيد من معنوياتي بتقديم ما هو جديد ومتجدد. قدمنا التراث الشعبي الذي أصوغه على آلة الربابة في نقلة نوعية مابين الماضي والحاضر».

"إبراهيم الشعابين" رئيس المركز الثقافي العربي بـ"درعا" حدثنا عن أهمية المهرجان والغاية من إقامته فقال بهذا المجال: «المهرجان يأتي بغمرة الاحتفالات بالعديد من المناسبات منها عيد الأم والمعلم وثورة آذار، أردنا أن نوظف هذه الاحتفالات بمهرجان ثقافي، بدأنا بمعرض للتراث لتثبيت أصالة الإنسان العربي الذي يسكن هذه المنطقة وتأصله المتجدد فيها.

كما رافق المعرض مشاركة عدة فرق شعبية وفلكلورية تمثل الفلكلور في هذه المنطقة المهمة في الوطن العربي الواسع، وبعد هذه الحفلات سيكون هناك مجموعة من الندوات التراثية والمحاضرات الهامة التي تعالج مسالة التراث بمختلف أبعاده المادية ولا مادية، من المثل والأدب الشعبي والعرف والقصة والأدب والتقاليد، وبالأخص للتراث المادي والمسكن، وما يحتويه المسكن من الأدوات الأثرية والأدوات والآلات الزراعية والصناعية التي استعملها أجدادنا في المنطقة، وهذا يعبر عن القيمة المتجددة في كل نفس عربي تنعكس سلوك على شخصيته وقومية كل فرد على امتداد الوطن.

والغاية من إقامة المهرجان كانت أحياء التراث من باب، وإظهار هذا الفلكلور الغني جداً والدسم لجيل الشباب من باب آخر، حيث يشارك الشباب في كافة الفرق التي تقوم بالحفلات التراثية والشعبية والموسيقية الكورال، يقومون بأداء حركات وطقوس كان يقوم بها ويستخدمها آباؤنا وأجدادنا، ومن ناحية الحفاظ على شخصية الشباب من أي غزو ثقافي خارجي بتعزيز التراث».