كانت وما زالت مدينة "جاسم" محطة مهمة على طريق الإبداع والمبدعين، فمنها خرجت أسماء كبيرة ما تزال الثقافة العربية تتغنى بها، هذه المدينة وقف عندها كبار الشعراء فذكروها بقصائد خلدها التاريخ فما تزال تذكر على مر الأيام فها هو الشاعر المخضرم "حسان بن ثابت"، ويذكرها في شعره فيقول:

فقفا جاسم فأودية الصفر/ مغنى قنابل وهجان

يوجد في المدينة مركز ثقافي وهو من طراز عالٍ وبأحدث المواصفات وقد تم تأسيسه عام 2007، وجود مثل هذا البناء ساعد وبشكل كبير على تنشيط الحركة الثقافية في المدينة من خلال القيام بالعديد من الأنشطة التي تشهد حضوراً واسعاً من أبناء المدينة

وقال أيضاً:

فالمرج مرج الصفرين فجاسم/ ديار تبنى درسا لم تحلل

الاستاذ انور الدبيس

وفيها يقول النابغة:

مدخل مدينة جاسم

فلا زال قبر بين تبنى وجاسم/ عليه، من الوسم، جود ووابل

ويقول أيضاً:

سقى الغيث قبرا بين بصرى وجاسم/ سرى فيه جود فاصل ونوافل

المركز الثقافي من المعالم المهمة في جاسم

وللتعرف على مدينة "جاسم" التقى موقع eDaraa بتاريخ 7 آب 2009 الأستاذ "أنور الدبيس" (مدرس وباحث) الذي حدثنا عن بعض أمورها فكانت البداية مع تسمية المدينة وفي ذلك يقول: «عرفت "جاسم" قديماً باسم "جاسمين" و"جاسيمة" وفي العهد البيزنطي "غاسيموس" و"غاسيميا"، ويعتقد أن اسم "جاسم" يعود "لجاسم بن ارم بن سام بن نوح" (عليه السلام)، أيام تبلبلت الألسن ببابل فنسبت إليه، والمعنى اللغوي للاسم من تجسمت الأمر إذا واكبت معظمه أو تجسمت الأرض إذا أخذت نحوها تريدها فأنا "جاسم"».

وعن الموقع والحدود يقول: «تقع "جاسم" على خط طول 36.05 شرقي خط غرينتش وعلى خط عرض 32.57 شمال خط الاستواء، وهي تقع في قلب منطقة "الجيدور"، متاخمة لمحافظة "القنيطرة"، ويفصلها عنها وادي "العلان"، تبعد "جاسم" عن مدينة "درعا" (45)كم، وتبعد عن مدينة "دمشق" حوالي (65) كم جنوباً، يحد مدينة "جاسم" من الجنوب مدينة "نوى"، ويحدها من الغرب محافظة "القنيطرة"، ويحدها من الشمال قرية "نمر" و"الحارة"، ويحدها من الشرق مدينة "سملين" و"انخل"».

وعن تاريخ المنطقة يقول: «لقد كانت مدينة "جاسم" منذ القديم ممراً للقوافل التجارية بين "الشام" و"فلسطين"، أبنيتها قديمة يعود معظمها إلى العهد "الروماني" و"البيزنطي"، نذكر منها "دير ومبان"، "آبار" و"أقنية"، وقد ازدهرت في العهود الرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية، ويروى أن "جاسم" كانت قديماً ملكاً لإقطاعيين هما "أبو الشعر" و"سليم أيوب"، وفيما بعد قام سكان القرية بشراء أراضي القرية منهما، وقد تعرضت القرية لعدة هجمات بدوية في الفترات الزمنية السابقة، وقد حاول أحد زعماء البدو وهو "ابن سمير المعروف بأخي عذرة" قطع مياه عين الصخر التي كانت تروي "جاسم" حينها ولكنه فشل في مخططه ورحل إلى "خان الشيح".

كما قسمت مدينة "جاسم" قديماً إلى حارات وما زالت بعض أسمائها تستخدم حالياً وهذه الحارات هي: "حارة الكوم"، "حارة البلة"، "حارة عين العاروس"، "حارة عين القطة"، "حارة المحفرة"، "حارة المناخ"، و"حارة الزعرورة"».

وعن السكان والوضع الاقتصادي في مدينة "جاسم" تتحدث الآنسة "مي عواد الذنيفات" إحدى الباحثات والمهتمات بشؤونها فتقول: «بلغ عدد سكان مدينة "جاسم" 39950 نسمة وذلك حسب إحصائية عام 2008، يعمل معظمهم في الزراعة وهناك قسم منهم يعمل في الصناعة والتجارة إضافة إلى قسم من السكان الذين يعملون في المغترب ولاسيما دول الخليج، أما أهم الزراعات الموجودة في المدينة فهي الحبوب وفي مقدمتها القمح والشعير والبقوليات مثل الحمص والفول وتكثر في المدينة الأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوزيات والعنب والتين، يربي السكان في "جاسم" أنواعاً من الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والماعز والطيور والدواجن وكان يوجد في المدينة مجموعة من الجِمال وقد بيع آخر قطيع منها السنة الماضية».

وعن الوضع التعليمي تقول: «بدأت الحركة التعليمية في "جاسم" منذ العام 1918 بإقامة شعبة على أيدي الميسورين لتعليم اللغة العربية والتركية والحساب، وتشهد المدينة حالياً نشاطاً تعليمياً كبيراً حيث بلغ عدد المدارس الابتدائية فيها "17" مدرسة، أما المدارس الإعدادية فقد بلغ عددها "8" مدارس، والثانوية "5" مدارس منها ثانويتان عامتان وثانوية تجارية ونسوية وصناعية، ويوجد في مدينة "جاسم" عدد كبير من أصحاب الشهادات الجامعية كما أنها تضم عدداً من الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه».

وعن الوضع الصحي للمدينة تقول الآنسة "مي": «تطور الوضع الصحي بشكل كبير خلال العشرين سنة الماضية حيث شيد في المدينة مشفى حكومي وآخر خاص، بعد أن كانت المدينة تقتصر على مجرد مستوصف واحد شيد عام 1958، المشفى الخاص تم افتتاحه عام 1998 وهو مجهز بأحدث التقنيات وقادر على إجراء العمليات الجراحية والعلاجية، يبلغ عدد الأطباء فيه "25" طبيباً و"18" ممرضاً وممرضة، أما المشفى الحكومي فقد شيد عام 2008 وهو يتألف من عدة أقسام، يبلغ عدد الأسرة فيه "51" سريراً والأطباء "27" و"65" ممرضاً وممرضة».

وعن الخدمات الموجودة في المدينة تقول: «يوجد في المدينة وحدة مياه يتبع لها "17" بئراً و"7" خزانات وهي موزعة في جميع أنحاء المدينة ويوجد في المدينة محطة كهرباء، وفي مجال الصرف الصحي فقد بدأ القيام بتخديم المدينة بمشروع الصرف الصحي منذ حوالي "12" عاماً وقد بلغت نسبة التخديم حالياً حوالي "60 %"، وفي مجال النقل والمواصلات توجد في "جاسم" شبكة طرق تربطها "بدرعا" و"دمشق" وقرى "القنيطرة" وهي في معظمها من الدرجة الأولى، ومن الخدمات الموجودة أيضاً مركز هاتف أسس في الستينيات من القرن الماضي ومركز بريد ومركز ثقافي ووحدة إرشادية كما يوجد للمدينة ناد رياضي أسس عام 1987، ويوجد في المدينة "16" صيدلية و"6" صيدليات زراعية و"3" صيدليات بيطرية، وهناك خدمات أخرى مثل وجود العديد من المطاعم والمحلات التجارية وورشات الطبخ لمناسبات الأفراح والأتراح، ومحلات الحدادة والنجارة وغيرها».

وعن الناحية العمرانية للمدينة تقول: «كانت مدينة "جاسم" تقتصر على البناء الحجري البازلتي سقفاً وجداراً أو الخشب والقصب، والآن ومنذ عام 1960 بدأ دخول مادة الاسمنت والبلوك في البناء وأصبحت المدينة تضم الأبنية المتعددة الطوابق وتمتاز "جاسم" الآن بكثرة الفيلات والقصور المنتشرة فيها».

وعن الوضع الثقافي في المدينة يخبرنا الأستاذ "أنور الجباوي" مدير المركز الثقافي في "جاسم" فيقول: «يوجد في المدينة مركز ثقافي وهو من طراز عالٍ وبأحدث المواصفات وقد تم تأسيسه عام 2007، وجود مثل هذا البناء ساعد وبشكل كبير على تنشيط الحركة الثقافية في المدينة من خلال القيام بالعديد من الأنشطة التي تشهد حضوراً واسعاً من أبناء المدينة».

وعن مشاهير المدينة يقول الأستاذ "أنور الدبيس": «عين الراهب "ساويروس" من مدينة "جاسم" في القرن التاسع الميلادي "ارشمنديت" لكنيسة طبرية، وعرفت المدينة عدداً من الشعراء المشهورين مثل "أبو تمام" و"عدي بن رقاع العاملي" وفي القرن العشرين كان هناك شاعر اسمه "قاسم الخن" كما ظهر في المدينة عدد من الفقهاء مثل "هبة الله بن نعمة الله أبو الخير الجاسمي" وأيضاً "عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الحوراني" وهناك العديد من الأسماء المشهورة في هذا الوقت من أبرزها الشاعرة "ابتسام الصمادي"».