تعتبر طبخة اليبرق من أشهر الطبخات التقليدية التي يشتهر بها "ريف درعا"، ويعتمد في إعدادها على مجموعة من المواد التي تزرع محلياً بأيدي المزارعين، وتحفظ كمؤونة في البيوت من أوراق شجرة العنب، التي تجنيها النساء في فترة محصول العنب أو بعد شرائه من السوق.
للتعرف على طريقة إعداد أكلة "اليبرق" زار موقع eDaraa بتاريخ 18/2/2009 منزل السيدة "فايزة حمادنة" (أم محمد) في قرية "اليادودة"، حيث كانت لحظة وصولنا تقوم بإعداد طبخة "اليبرق" لتتناولها مع أفراد أسرتها على الغداء فسألناها أولاً عن هذه الطبخة فقالت: «طبخة "اليبرق" من الأكلات المشهورة المعروفة في "درعا" حيث نقوم في فترة موسم العنب بجني أوراق العنب التي تكون قد أصبحت جاهزة للقطاف، وتخزينها في علب وأكياس خاصة للمونة، وفي فصل الشتاء نقوم بإخراجها من مكان المؤونة أو من الثلاجة وتجهيزها لتناولها بهذه الفترة من العام وخصوصاً فصل الشتاء، ويقوم البعض من النسوة بشراء أوراق العنب من السوق وتخزينها للمونة، حيث تقوم "النساء" في الحارة أو الحي بمساعدة بعضهن البعض، في جو يملؤه التعاون والمحبة، ويرافقه أحاديث اجتماعية تكون عن الزواج أو أمور القرية والحارة».
تعتبر هذه الطبخة من الطبخات الشعبية والفلكلورية، التي لا بد من وجودها على المائدة كتقليد اجتماعي في القرية أو المدينة خصوصاً في فصل الشتاء، حيث تجتمع الأسرة الكبيرة حولها يوم الجمعة بعد اجتماع أفراد الأسرة الذين يسكنون بعيداً عن بعضهم البعض، في مناطق مختلفة من المحافظة أو خارجها في "الشام" مثلاً
وتتابع السيدة "فايزة" بالقول: «نقوم قبل يوم من الطبخة - في سهرة ممتعة طويلة تجمع النساء والبنات- في لف ورق العنب بالحشوة المعدة له، والمكونة من الرز واللحمة والسمنة يضاف إليها التوابل حسب الرغبة، وبعد أن يصبح اليبرق جاهزاً بعد انتهاء اللف يطبخ مع لحمة العظم "العصاعيص" ومع شرائح اللحمة التي توضع في أسفل "الطنجرة"، ويوضع على نار هادئة لمدة ساعة من الوقت بعدها يصبح جاهزاً للأكل ويصب في "الجاط" أو الإناء الخاص به، وبعد الانتهاء من عملية الطبخ هناك عرف اجتماعي قديم ومعروف في الريف لا يمكن أن نتجاوزه لأن في ذلك انتقاص من الجيران، وهو توزيع قسم من الطبخة على الجيران والأقارب وخصوصاً إلى النساء اللواتي ساهمن في لف "اليبرق" أو أية أكلة أخرى نتعاون في إعدادها، والعادة لدينا هي أن تكون أكلة "اليبرق" إلى جانبها المحشي "الكوسا" أو "الباذنجان" أو "الملفوف" ويتم غليهما معاً ويعتبران بالأصل طبخة واحدة».
وختمت السيدة "فايزة أم محمد": «تعتبر هذه الطبخة من الطبخات الشعبية والفلكلورية، التي لا بد من وجودها على المائدة كتقليد اجتماعي في القرية أو المدينة خصوصاً في فصل الشتاء، حيث تجتمع الأسرة الكبيرة حولها يوم الجمعة بعد اجتماع أفراد الأسرة الذين يسكنون بعيداً عن بعضهم البعض، في مناطق مختلفة من المحافظة أو خارجها في "الشام" مثلاً».