في بادية "دير الزور"، لمصادر المياه أنواع مختلفة وأسماء لا يستدل عليها إلا بدو تلك المناطق، لتكوّن "شاخطات" تدل على الأماكن والاتجاهات، وتغمر المكان بالخير الوفير من مياهها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2/9/2013 السيد "أديب العبود" الذي قال: «يعد "نهر الفرات" من الأنهار الرئيسية التي تتعرض لتأثير العديد من الفعاليات الطبيعية والبشرية، فيمر بمناطق جيولوجية مختلفة، تمتاز بوفرة الآبار و"العيون" و"الخبرات"، وتتميز مياه "العيون" بأنهاغنية بالكلور والكبريت والصوديوم والكالسيوم».

يعد "نهر الفرات" من الأنهار الرئيسية التي تتعرض لتأثير العديد من الفعاليات الطبيعية والبشرية، فيمر بمناطق جيولوجية مختلفة، تمتاز بوفرة الآبار و"العيون" و"الخبرات"، وتتميز مياه "العيون" بأنهاغنية بالكلور والكبريت والصوديوم والكالسيوم

ويشير الباحث "عمر صليبي" في كتابه "لواء الزور إدارياً وسياسياً في العصر العثماني"، إلى أن «منطقة "وادي الفرات" تمتاز بالعديد من "العيون" التي يستفاد منها في الزراعة، منها "العبارة" و"الرملية" و"عين طابوس" في "الجزيرة"، ومن مستثمري هذه المناطق الشيخ "مسلط باشا" الذي كان رئيساً لعشائر "الجبور" آنذاك، التي قدرت مساحتها بـ (20-30) "بكرة"، (البكرة في القياس المساحي العثماني تعادل 12 دونماً)، إضافة إلى "عين" "الشيخ سليم" التي تسقي ألفي دونم على يمين "الخابور" و"عيون" أخرى مثل: "عين عروس" و"عين البيضة" و"عين جرو" و"عين خنزير" الصغيرة والكبيرة، هناك أيضاً بعض "العيون" التي اندثرت أواخر "العصر العثماني" مثل: "مغنوجة" و"خزنة"، وكلها في جبل "عبد العزيز"، ومن الناحية التاريخية، تأخذ "عين دوروين" أهمية أكبر، لأنها "العين" التي أمرت بشقها "ملكة الباغوز" آنذاك، ومازالت بقايا المجرى قائمة حتى الآن أسفل كهف "الباغوز" الشهير، و"دوروين" اسم ملكة "الباغوز" التي أرادت شقّ فرع خاص من نهر "الفرات" يصل إلى "الباغوز"، يجري بمحاذاة الجبل دون المرور من المملكة ويصب خارج حدودها، أما في منطقة "الشامية"، فأهم العيون: "عين كصيبة" و"المالحة" و"السحل" و"عين علي" و"عظمان" و"خديجان" و"طابوس" و"القاعيات" و"الخرار"».

من جانبه أشار الباحث "عبد القادر عياش" في مجلة "صوت الفرات" إلى «وجود عدد كبير من "الغدران" والأودية والبرك في بادية "دير الزور" التي تزيد من مياه الآبار والعيون، وتكسو الصحراء ثوباً أخضر، ولا يتحقق الربيع في البادية عند البدو إلا إذا سالت وديان كثيرة، فتتحسن معيشة أغنامهم ويكثر تناسلها ويتوافر الماء لشربهم وسقاية أغنامهم».

ويضيف: «إضافة إلى وجود "الخباري" أو "الخبرات" جمع "خبرة"، (هي أحواض أو "وهدات" منخفضة مسدودة، تنفصل عن بعضها بعضاً بمرتفعات صخرية تتجمع مياه الأودية والسيول فيها عقب الأمطار أشبه "بالبحرات" أو البرك التي يرقد ماؤها على الطين)، ولا يفارق البدو "الخبرات" في فصل الربيع، ما دام فيها ماء في كانون الأول والثاني، ولكل "خبرة" اسم، وهي معروفة المواقع من البدو وحولها المراعي ويدوم ماء "الخبرات" من نصف تشرين الثاني إلى أواخر شباط في سنين متوسطة الأمطار، وبعد ذلك يتبخر ماؤها ويجف قعرها، ومنطقتها "الحماد"، وقد كان "الجيش الروماني" قديماً ينتفع بها، وكانوا يحفظون ماء "الخبرات" من التبخر في "محافير" جمع "حفيرة"، ويبقى الماء وسط "الخبرة" حتى أواخر حزيران».

المرحوم الباحث عمر صليبي

ويتابع: «هناك "الغدران" وهي أصغر من "الخبرة"، تتألف من "مسايل" الأودية قليلة الانحدار، أو إذا كانت الأرض منخفضة عما حولها من "السهل"، ويبقى الماء فيها حسب عمق أرضها، بعض "الغدران" صناعي، بإنشاء سد حوله ليروي الزرع ويسقي "الضرع"، إضافة إلى "العيون" وهي ينابيع ظاهرة على الأرض ونادرة الوجود، أما "الحسو" فجمعها "حسيان" فهي آبار ماؤها تابع لسقوط الأمطار، وتكون في أرض منخفضة، ماؤها قليل وقريب من سطح الأرض».