على مسافة /10/ كم من مدينة "الميادين" التابعة إلى محافظة "دير الزور" تقع قرية "بقرص تحتاني" التي تشكل شبه جزيرة حيث يحيط بها نهر "الفرات" من ثلاث جهات.
تتميز بجمالها ومناظرها الخلابة وبيوتها الطينية المغطاة بجذوع الأشجار إضافة إلى عادات الكرم والضيافة التي يضرب بها المثل في القرية.
يعمل سكان قرية "بقرص تحتاني" في الزراعة المروية من نهر "الفرات"، وتبلغ مساحة الأراضي المستثمرة /800/ هـكتار، تزرع القطن، والشوندر السكري، والسمسم، والحبوب الشتوية، والخضراوات بأنواعها، كما يربي أهالي القرية الأغنام والأبقار للاستفادة من منتجاتها كالحليب والجبن والسمن، التي تعتبر مورد رزق لهم إضافة إلى صيد السمك، فالنهر يحيط بها من ثلاث جهات وتتوافر أنواع كثيرة من الأسماك كـ"الكرب والرومي" وغيرها
للتعرف أكثر على قرية "بقرص تحتاني" التقت مدونة وطن "eSyria" في 15/10/2013 الموظف "علي الحسن" من أهالي القرية، الذي حدثنا بالقول: «تعتبر قرية "بقرص تحتاني" من القرى المميزة في محافظة "دير الزور" نظراً إلى أن النهر يحيط بها من ثلاث جهات لذلك تعتبر شبه جزيرة، تتبع إلى ناحية "الميادين"، على بعد /11/كم شمال غرب مدينة "الميادين" فقد كانت معمورة في العصر الأيوبي، أما إعمارها الحديث فيرجع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبيوتها القديمة طينية سقوفها من جذوع الأشجار جانب النهر داخل منعطف نهري كبير، وامتدت الحديثة الحجرية ذات السقوف الإسمنتية غرباً لتصل إلى الطريق المعبدة (دير الزور- البوكمال)».
وتابع: «يعمل سكان قرية "بقرص تحتاني" في الزراعة المروية من نهر "الفرات"، وتبلغ مساحة الأراضي المستثمرة /800/ هـكتار، تزرع القطن، والشوندر السكري، والسمسم، والحبوب الشتوية، والخضراوات بأنواعها، كما يربي أهالي القرية الأغنام والأبقار للاستفادة من منتجاتها كالحليب والجبن والسمن، التي تعتبر مورد رزق لهم إضافة إلى صيد السمك، فالنهر يحيط بها من ثلاث جهات وتتوافر أنواع كثيرة من الأسماك كـ"الكرب والرومي" وغيرها».
وعن سكان أهل القرية حدثنا "عايد المحمد" من مزارعي القرية بالقول: «يبلغ عدد سكان قرية "بقرص تحتاني" أكثر من /12/ ألف نسمة وأغلبيتهم من "البوسرايا" ومن "البومحمد"، وهناك أيضاً "البوعزام" و"البومحمد" يقسمون إلى "الجروات" في "بقرص تحتاني"، و"الحسوني" في "بقرص فوقاني"، ويتفرع "الجروات" إلى "المحمد الحسين" و"العبد الحسين" و"الجواسمة" و"العصبة" و"الطريف" و"الحمادة" و"الحلاية" و"العليوي"، ويشتهر أهالي البلدة بالمحبة والتعاون القائم على الاحترام بينهم، وتعزيزاً للتعاون تم إنشاء جمعية خيرية فيها "جمعية بقرص الخيرية" وتقوم على توزيع المعونات لكافة المحتاجين من تموين ولباس وأدوية وأثاث وغيره، كما أنشئت أول روضة أطفال في البلدة لتساهم في تعليم أطفالها وإعانة فقرائها».
وعن عادات أهل القرية أضاف: «يتميز أهالي قرية "بقرص تحتاني" بالكرم وهناك عبارات يقولها أهالي "بقرص" للضيف: "هلا والنبي محيك" و"هلا من ممشاك لملفاك"، فمن يقصدها لزيارة معارفه أو حتى إن لم يكن يعرف أحداً يجب أن يأخذ حقه وواجبه عند من يعتبر نفسه محظوظاً باستضافة الضيف حتى دون معرفة وجهته أو نسبه أو حاجته، ولا يستثنى من القاعدة تلك حتى وإن كانت عجوزاً أرملة "الضيف ضيف الرحمن" مقولة يؤمن بها أبناء القرية، فهم يؤمنون بأن حلول الضيف في منازلهم يجلب البركة والخير، ومن مقولة: "إذا حل الضيف يكون على جناحه الخير"، يتخذ أبناء القرية هذا المعنى كمكسب لهم، ويتخذ أهل "بقرص" شعاراً شرعياً يعززون به كرمهم الذي وسموا به منذ قرون غابرة، فعبارة: "الجود بالموجود" مرفوضة إذا قورنت مع الضيافة والكرم لأن إكرام الضيف كما يقال: "كحكة الجلد"، فإذا ما حل الضيف وجب إكرامه و"سد خاطره" ورفع الضيم عنه».