لم يثبط حبها للفن التشكيلي من همتها في الدراسة وإرادة التفوق لديها، كما لم تؤثر الدراسة بدورها على انغماسها فيه ومحاولة تطوير ذاتها فهي اليوم طالبة في السنة الرابعة، تتهيأ للتخرج في كلية الحقوق، وفي الوقت ذاته فنانة بدأت تثبت وجودها على ساحة الفن التشكيلي.

إنها الفنانة الشابة "نور ناصيف" التي التقاها eSyria وعن تجربتها الفنية حدثتنا قائلة: «أنا أحب "الرسم" منذ طفولتي وأعتبر أن هذه المحبة هي بداية تشكل الموهبة لدي والتي بدأت تتبلور أكثر حين شعرت بضرورة الرسم للتعبير عما يجول في داخلي، وكان لعائلتي دور كبير في ذلك وخاصة الفنان الكبير "عبد الجبار ناصيف" فقد كان تأثيره على عملي وعلى استمراري واضحاً- لأنه عمي- وكان تشجيعه لي على المتابعة مستمراً».

"نور" تستحق كل تشجيع مني ومن والدتها، خصوصاً في مجتمع لا يشجع كثيراً دخول الفتيات إلى هذا المجال حيث يصبح الدعم المعنوي من الوالدين حالة مهمة

وعن أسباب تركيزها على قلم الرصاص أضافت: «أولا ليست المسألة مسألة قلم الرصاص رغم أنه هو الأساس الذي يعيش عليه الفنان ويحرك عالمه الداخلي، ولكنني أميل بطبيعتي للرماديات فأنا أشعر دائماً أن الرماديات عالم خاص وعميق».

إحدى لوحات الفنانة

وحول تقبل الوسط الاجتماعي لموهبتها والأشخاص الذين شجعوها أجابت قائلة: « كان تقبل الوسط المحيط بي جميلا جداً ولاحظت ذلك بصورة خاصة من خلال وجودي في المعارض التي اشتركت بها ولا أبالغ إذا قلت إن أعمالي لفتت نظر الكثير من الناس وبالطبع أي فنان يتعامل مع فنه بإحساس عميق وصدق سوف يبقى إحساس الناس بعمله جيداً ومقنعاً، أما أكثر الأشخاص الذين شجعوني على دخول هذا المجال فهم أمي وأبي اللذان أعتز بهما كثيراً فقد كانا السبب في متابعتي للرسم، ثم جاء دور معلمي الكبير "عبد الجبار ناصيف" الذي أخذ بيدي نحو تقنيات جديدة لم أكن أعرفها».

وفيما يخص المعارض التي اشتركت بها، وطموحها في الفن التشكيلي، أجابتنا: «اشتركت بعدة معارض منها معرض المرأة الفراتية، التراث الشعبي، معرض سنوي للحزب الشيوعي، نقابة الفنانين، وطموحي هو كطموح أي فنان مخلص لفنه وممتزج معه وهو أن أستمر وأكون قادرة على تطوير فني ليتسع أكثر فأكثر».

الفنان عبد الجبار ناصيف

وعن الفنانة " نور ناصيف" من وجهة نظر أستاذها التقينا الفنان "عبد الجبار ناصيف" الذي قال: «"نور" موهبة كامنة لكنني اكتشفتها متأخراً وإلا لكان الموقف مختلفاً الآن، تحمل موهبة لا شك فيها واستمرارها في ممارسة الفن سيجعل منها فنانة حقيقية بلا شك».

وعن "نور" الابنة التقينا والدها السيد "أحمد ناصيف" فحدثنا قائلاً: «"نور" تستحق كل تشجيع مني ومن والدتها، خصوصاً في مجتمع لا يشجع كثيراً دخول الفتيات إلى هذا المجال حيث يصبح الدعم المعنوي من الوالدين حالة مهمة».

ومن وجهة نظر نقدية التقينا الأستاذ "فاتح أبو جديع" الذي قال: «تمتلك "نور" حساسية عالية بالإضافة إلى قدرة على التعامل مع الظل والنور وهي صاحبة حس مرهف وتمتلك أيضاً قدرة على التعامل مع اللوحة إجمالاً رغم أن تجربتها ما تزال في البداية».