تعد صناعة الجلود من أفخر الصناعات التي ما تزال حية –رغم قلة العاملين بها-في السوق المقبي في "دير الزور" وللتعرف أكثر على هذه الحرفة الجميلة أجرت eDair-alzor الحوار التالي مع الفراء"محمد أمين عبد الرحمن الحَرَشَ" (بيت الحَرَشَ أو بيت الفرواتي)، والذي حدثنا عن هذه المهنة العريقة والتي يعود تاريخها إلى ماقبل العصر العثماني..

  • والبداية عن عدد العاملين بهذه المهنة؟
  • هذه المهنة مهددة بالانقراض بسبب ظروف الحياة الحديثة

    «كانت هذه المهنة منتشرة جدا وكان لها سوق في هذا المكان يسمى" سوق الفراء(الفري)"حوالي100محل تبيع على مدار العام "الشكاك"(تلفظ الكاف هنا مثل Gفي كلمة "Gas"الإنكليزية)و هو بيت الشَعَر، و كذلك الفراء و كان رواد هذا السوق هم"البدو"و"العربان" (اسم يطلق على أبناء الريف) ومن بقي في هذه المهنة هم من بيت"الفرواتي "أو بيت"الحرش"فقط ».

    نماذج من الفروات

    *ما أنواع الفراء التي تصنعونها؟

    «قديما كانت "الفروة "هي الزي الأساسي لأهل البادية و الريف بآن معاً حتى النساء كان لهن لباسهن الخاص من الفراء، فكانت "الفروة النسائية" لعند الزند و كذلك لعند الركبة و ذلك لسهولة الحركة لتلائم عملها اليومي

    إبطية-فرو أغنام طبيعي

    الأنواع تصنف:

    الجلود قبل التصنيع

    1-"فروة راعي الغنم" أو ذات الصوف الطويل

    2-"الفروة ذات السعر المتوسط "أو(صوف متوسط أو قصير)و هي لباس عامة الناس

    3-"الفروة ذات الصوف الناعم"، هي نوع من أنواع الفراء الغالي الثمن لا يرتديه إلا الجاه و المال، حيث يصل ثمن الفروة الواحدة من 1500ل.س إلى 20000ل.س, و تسمى "الطفالية"(نسبة إلى الخروف الصغير)، طبعاً اللون الأبيض أفضل الأنواع ثم يليه اللون الأسود ثم اللون الأحمر

    4-"الإبطية"أو"الصدرية": أيضاً نفس التدرج السابق بالنسبة لأفضلية اللون، أما عن لون وجهها فغالباً أسود

    5-أما "العباءة العربية "من دون فراء فتسمى "حورانية" أيضاً تباع في"دير الزور"».

    *هل تصدر هذه الفراء إلى الخارج؟

    «كان الخليجيون يأخذون هذه الفراء من "دير الزور"و"حماة"، أما الآن"فالمعرة" تحتكر التصدير و ذلك لسهولة التصنيع بسبب المكننة الحديثة».

    *هل تصنعون فراء أنواع أخرى من الحيوانات؟

    «إن التصنيع المحلي لفراء أنواع حيوانات مثل" الثعالب"و"الأرانب"لا يخلصها من الرائحة الزنخة الناتجة عن تفسخ الدهن مما يحول دون إنتاج جيد لها».

    *هل هناك مشاكل تعاني منها المهنة؟

    «إن لغلاء المازوت و التي تعتمد عليها المحركات الزراعية و التي تؤمن الماء للمشاريع الزراعية في شمال و شرق "سورية" أدى إلى تراجع العملية الزراعية و بالتالي أدى إلى تراجع الثروة الحيوانية التي تتغذى على بقايا المحاصيل مما أدى إلى هجرة أبناء الجزيرة إلى مناطق الداخل السوري"درعا"و"ريف دمشق"...الخ مما أدى لتراجع المستهلكين للفراء

    كذلك تراجع عدد العاملين في هذه المهنة في"دير الزور" في بداية التسعينات بسبب الأنواع المستوردة و التي تعتمد "الصوف الاصطناعي"و تسمى "الفري الاصطناعية"».

    و اختتم كلامه قائلاً: «هذه المهنة مهددة بالانقراض بسبب ظروف الحياة الحديثة».