عندما يشاهدها أحدٌ ما للوهلةِ الأولى وبشكلٍ خاطف؛ يعتقد أنّها دراجةٌ هوائية عادية، لكن مع إمعان النظر فيها جيداً وقيادتها؛ يُدرك وقتها بأنها دراجةٌ نارية وهوائية في الوقت ذاته.

انتشرت هذه الدراجة في مدينة "البوكمال" خلال الأشهر القليلة الماضية بشكلٍ ملحوظ، فاعتبرها البعض الحل من أجل التخلص من الإزعاجات التي تُسبّبها الدراجات النارية؛ واعتبرها البعض الآخر صديقةً حميمة للبيئة.

أتمنى أن تصبح كل الدراجات في المدينة مثل هذه الدراجة ويتم إلغاء تلك الدراجات ذات الأصوات المُزعجة بشكلٍ نهائي؛ وحتى نتخلص أيضاً من سلسلة الحوادث المتكررة والسرعات الجنونية

ولمعرفة المزيد عن هذه الدراجة، وبتاريخ 25/12/2009م التقينا السيد "عبد القادر العلاكة" أحد الوكلاء المُعتمدين لبيع الدراجات النارية في مدينة "البوكمال" الذي تحدّث بدورهِ عن مواصفاتها قائلاً: «تعمل هذه الدراجة على استطاعة البطاريات الرطبة حيث يحتاج تشغيلها إلى خمس بطاريات تبقى صالحة لمدة ساعتين متواصلتين لسير الدراجة وبعدها يتم شحنها من جديد، كما يمكن قيادتها بواسطة (الدعاسات) التي تعتمد على الجهد العضلي عند اللزوم؛ وتفيد هذه الطريقة في شحن البطاريات أيضاً.

السيد "عبد القادر العلاكة" الوكيل المُعتمد في "البوكمال"

تصل سرعتها القصوى إلى نحو خمسة وأربعين كم/سا أثناء السير بالبطاريات، كما تحتوي على جهاز إنذار لحمايتها من السرقة؛ إضافةً إلى قفلٍ مركزي. يبلغ وزنها خمسة وسبعين كغ أما عن أسعارها فبحسب حجمها؛ فهناك النوع الكبير وسعره يتجاوز 25000 ليرة سورية؛ وأما النوع الوسط فيبلغ ثمنه نحو 20000 ليرة سورية؛ وأما الأصغر فبحدود 15000 ليرة سورية».

وعن مصدر ومنشأ هذه الدراجة؛ أجاب: «يتم استيراد قطع هذه الدراجة من "الصين" بشكلٍ نظامي من قِبل تجار الجملة في بعض محافظات القطر؛ حيث تُركب وتُجمع معاً لتصبح دراجة كاملة. ونحن هنا كتجار المُفرّق نشتريها بسعر الجملة ثم نبيعها بالأقساط.

الدراجة الجديدة التي تعمل على البطاريات

لها ثلاثة أنواع: النوع الأول يعمل على سبع بطاريات؛ والثاني على خمس بطاريات؛ أما النوع الثالث فيعمل على ثلاث بطاريات، وتصلح هذه الدراجة للسير بها ضمن حدود المدينة بشكلٍ عملي؛ أما خارجها حيث المناطق الوعرة فيصعب السير بها».

وخلال تجوّلنا في شوارع المدينة التقينا بعض الأشخاص الذين كان لهم آراء مختلفة بخصوص هذه الدراجة الجديدة، ومنهم السيد "عبد الله هاشم" الذي تحدّث قائلاً: «أُفضّلُ قيادة هذه الدراجة أكثر من الدراجة النارية، نظراً لوزنها الخفيف ولا تُسبّب إزعاجا لأحد، وهي رخيصة الثمن وتُباع بالتقسيط المريح وبذلك يكون بمقدور الجميع شراؤها، وبالنسبة لي هي مناسبةٌ جداً فمنزلي يبعُد عن مكان عملي حوالي واحد كم وهي مسافة بعيدة إذا ذهبتُ على الأقدام؛ لذلك قرّرتُ شراءها والتخلص من أجرة السرافيس».

السيد "محمود حمدان" كان له رأيٌ إيجابي أيضاً حيث قال: «لا خوف بعد اليوم من حجز دراجتي، فقد كنت أملك دراجة نارية قبل فترةٍ قصيرة لكنها حُجِزت من قِبل فرع المرور في المدينة لأنها لم تكن تحمل لوحة مرورية؛ لذلك بِعْتُها بثمنٍ بخس وهي في الحجز واشتريتُ عوضاً عنها هذه الدراجة الخفيفة لكونها لا تحتاج إلى لوحة مرور أو حتى رخصة قيادة».

السيد "درويش فتاح" رجلٌ يبلغ الستين من العمر قال: «أتمنى أن تصبح كل الدراجات في المدينة مثل هذه الدراجة ويتم إلغاء تلك الدراجات ذات الأصوات المُزعجة بشكلٍ نهائي؛ وحتى نتخلص أيضاً من سلسلة الحوادث المتكررة والسرعات الجنونية».

لكن الشاب "جاسم ربيع" صاحب دراجة نارية كان له رأيٌ مُخالف حيث قال: «لا استمتع بقيادة الدراجة إلا إذا كان لها صوتٌ صارخ وسرعة كبيرة، أما هذه الدراجة الجديدة فتناسب الشباب الصغار الذين يقودونها في شوارع الحي ويتسابقون بها ولا تصلح للأشخاص الذين تجاوزوا الثلاثين من عمرهم، لكن الشيء المفيد فيها هو عدم حاجتها للبنزين أو أي وقود آخر».