أنواع من الأطعمة اشتهرت بها المجتمعات العربية والإسلامية، ويمكن التعرف على كثير من الشعوب من خلال أكلاتها الشعبية، ويختلف كل بلد عن الآخر باختلاف المعتقدات والتقاليد والبيئة الطبيعية والحالة الاجتماعية والثقافية، وتطورت طرق الطبخ، وتعددت النكهات والمذاقات مع تطور الشعوب والحضارات، واختص كل شعب بذوق خاص يميزه عن بقية الشعوب، ويشكل جزءًا من تراثه.
ومن ثم يمكننا معرفة حالة الشعوب ومستواها المعيشي من خلال الأطباق التي تميزها عن غيرها، ومن هذه الأطباق "المندي"والذي يقدم كطبق رئيسي على موائد رمضان.
استخدم العرب هذه الطريقة في طهي اللحوم وذلك للتقليل من استخدام المياه والتي كانوا بأمس الحاجة إليها وهم في الصحراء، ومع مرور الوقت أصبحت من الأطباق المشهورة نتيجة التطور واستخدام فنون الطهي والتي اشتهر بها العرب وأصبح المطبخ العربي من المطابخ المنافسة على مستوى العالم
وللتعرف على طريقة تجهيز هذا الطبق التقت esyria السيد "مصطفى الجدعان" في مزرعته والذي أصبح من امهر طهاتها على مستوى المدينة والريف حتى أن أصحاب المطاعم الكبيرة يرجعون إليه لتحضيرها لهم، والذي تحدث لنا بالقول:« المندي من الأكلات الشعبية ذات الشهرة الكبيرة لدى أهل "اليمن" وبالتحديد منطقة "حضرموت" والذي اقترن أسمها بهذه الأكلة فأطلقوا عليه مندي حضرموت، من ثم انتشر إلى باقي البلدان العربية، ومن المناطق التي وصلت إليها هذه الوجبة الغذائية هي "ديرا لزور" فأخذ أبناء المدينة يتفننون بطريقة طهيها وتحضيرها وتقديمها، وللمندي نكهة خاصة جداً تميزه عن بقية الأطعمة والسر في ذلك عدم ملامسة النار للوعاء الذي يوجد فيه الأرز وكذلك اللحم، فالحرارة تحيط به من كل جانب «.
وعن طريقة تجهيز تنور المندي أضاف الجدعان قائلاً:« تنور المندي عبارة عن برميل حديد مفتوح من الأعلى، وتجهز حفرة ويدفن حتى نهايته في هذه الحفرة والبرميل مقسم إلى ثلاثة أقسام متساوية على شكل دوائر، ومثقوب من الأعلى من جهتين لوضع قضيب من الحديد يخترق قطر دائرة البرميل من الأعلى ووظيفته هو تعليق الوعاء الذي يتم وضع الأرز فيه ،كذلك تعليق الفروج أو لحم الأغنام بواسطة شبكة من المعدن تلف بها اللحوم .
أما المقادير التي توضع من الأرز واللحم فهي مختلفة وحسب الكمية المراد تحضيرها وعدد الأشخاص الذين يتناولون هذا الطبق الشهي بالإضافة إلى التوابل والبهارات والتي يتبل بها اللحم قبل ساعتين تقريباً، بعدها نحضر البرميل بأن نضع فيه قطع من الخشب إلى المستوى السفلي، ونشعل فيه النار وننتظر حتى تصبح جمر أو مايسمى بلهجة أهل الدير "يفهي" يعني انه لايةجد داخله السنة اللهب، بعدها نعلق إناء الرز في القضيب الذي يخترق البرميل، من ثم نعلق اللحوم فوقها مباشرةً وهذه العملية مفيدة وتكسب الأرز نكهة خاصة لان الدهون والمواد الموجودة في اللحم وأثناء ذوبانها تنزل إلى وعاء الأرز، وتستغرق عملية الطهي حسب نوع اللحم المستخدم ،فإذا كان فروج يستغرق حوالي خمسة وأربعون دقيقة أما إذا كان لحم خروف فالمدة تطول إلى ساعة ونصف إلى ساعتين إلا ربع، وهناك ملاحظة لابد من ذكرها وهي أن الفروج ولحم الخروف لايقطع بل يوضع في البرميل كاملاً ويجب تغطية البرميل من الأعلى بغطاء من الحديد، بعدها نضع قطعة قماش مبللة فوق غطاء الحديد ومن ثم نغطيها بالتراب حتى لايدخل الهواء من الجو إلى داخل البرميل، فيتم الاحتراق بالأوكسجين الموجود في خلايا الأرز واللحم وهذا مايجعل جميع أجزاء المادة تتساوى في الاستواء ودون احتراق، وبعد انقضاء المدة المحددة للطهي يتم رفع جميع الأغطية عن البرميل وإخراج اللحم في البداية لأنه من الأعلى، بعدها نخرج وعاء الأرز وهكذا تكون جاهزة للتقديم، ويقدم بعدة طرق إما في صحون كل مادة على حدى أو على شكل منسف أي أن اللحم فوق الأرز ويؤكل بالأيدي وهي الطريقة الاكثر استخداماً عند أهالي "ديرا لزور" ريفاً ومدينة».
"عبد العلي"من قرية المريعية قال:« كنت اسمع بهذه الأكلة ولم أتذوقها إلا في الفترة الأخيرة وذلك نتيجة أنها أصبحت تقريباً من الوجبات الأساسية عند أهالي "ديرا لزور" ويعتبر من الأطباق الأساسية في شهر رمضان المبارك وهذا الطبق له مذاق مميز عن باقي الأطعمة واكتسب شهرة كبيرة وبقي محافظ على أسمه حتى أنه في واجهة المطاعم يكتب "مندي حضرموت"».
"ماهر الحسن" حدثنا عن هذا الطبق بالقول:« استخدم العرب هذه الطريقة في طهي اللحوم وذلك للتقليل من استخدام المياه والتي كانوا بأمس الحاجة إليها وهم في الصحراء، ومع مرور الوقت أصبحت من الأطباق المشهورة نتيجة التطور واستخدام فنون الطهي والتي اشتهر بها العرب وأصبح المطبخ العربي من المطابخ المنافسة على مستوى العالم ».