تشكل الألعاب الشعبية جزءاً مهماً من التراث الشعبي، وإضافة لبقية عناصره والتي منها الأغاني والموسيقا والقصص والدبكات والرقصات الشعبية، ومن تراث "دير الزور" لعبة شعبية تسمى "قطر الوز" وهي من الألعاب الصيفية التي مازالت تلعب في وقتنا الحاضر وخاصةً في الريف.

ولتسليط الضوء على هذه اللعبة وقواعدها وسر التسمية، التقى eSyria السيد "فاروق العيد" من أهالي قرية "المريعية" ومهتم بالتراث والذي قال: «هي لعبة من ألعابنا الشعبية تلعب في فصل الصيف وحصراً على شواطىء نهر الفرات الغنية بالرمال، وتلعب على شكل فريقين من الصبية متناظرين بالعدد وغير محدد عدده، حيث يبني الفريق الأول قلعة من الرمال، ويأخذ أفراد الفريق الرمل الممزوج بالماء ويضعونه في أيديهم ويبدأ الرمل يسيل من باطن الكف باتجاه الأصبع الوسطى، حيث تكون متجهة للأسفل فينزل منها مزيج الرمل والماء على شكل قطرات فوق بعضها فيجف الماء وتبقى حبة الرمل كاملة على شكل مخروطي، وسبب تسميتها "قطر الوز" هو أثناء البناء يكون ساعد اليد مع الكف والأصابع على شكل رقبة ورأس طائر الإوز، ونزول مزيج الرمل والماء من الإصبع الوسطى على شكل قطرات، وهكذا تجمع النقاط بالتساوي من الأساس بجانب بعضها البعض لتشكل جدران القلعة ويستمر العمل من قبل أفراد الفريق حتى الانتهاء من بناء قلعة الرمال وتكون جاهزة».

هذه اللعبة من الألعاب المحببة عند الأولاد في فصل الصيف، وهي تخلق روح المنافسة وإظهار القوة وتظهر تلاحم الفريق وخاصةً فريق الدفاع عن القلعة، وتعتبر من الألعاب الممتعة وخاصةً بعد الانتهاء من اللعب والتوجه إلى السباحة في نهر الفرات

وعن طريقة اللعب أضاف السيد "فاروق" بالقول: «يضع الفريق الذي بنى القلعة خطاً أمامها، ويقفون حيث تصبح القلعة خلفهم، وتبدأ إشارة المباراة ويقوم الفريق الثاني بالهجوم على قلعة الرمال لتدميرها ويقف فريق القلعة للدفاع عنها بكل قوة، حيث يتخذ فريق الدفاع شخصاً من الفريق المقابل ليصارعه لمنعه من الوصول إلى القلعة وتدميرها، وهنا تبرز القوة العضلية والجسمانية للفريقين، ولكن دون الضرب بالأيدي والأرجل أو الرؤوس، وهي شبيهة بلعبة المصارعة، وينهي الخصم من فريق الدفاع أو من فريق الهجوم زميله عندما يثبته على الأرض ويمنع حركته لمدة ثوان، هنا يخرج من ميدان اللعب ويستمر البقية في الدفاع عن قلعتهم، ويخسر فريق الدفاع عن القلعة اللعبة بمجرد وصول أحد أفراد فريق الهجوم إلى القلعة وتدميرها بواسطة يده أو رجله وأحياناً يلقي بكامل جسده باتجاهها، وهنا تسجل نقطة لفريق الهجوم، طبعاً وأثناء احتماء اللعبة يردد فريق الدفاع الأهزوجة الحماسية "قطر الوز قطر الوز/ إحنا اسباع ما نهتز"، ويعتبر فريق القلعة رابحاً عندما يثبت جميع أفراده الفريق الخصم على الأرض، وإذا خسر فريق القلعة انتقل فريق الخصم إلى بناء قلعة لهم بواسطة تقطير الرمال ويصبح فريق القلعة المدمرة في وضع الهجوم، وهكذا حتى يسجل مجموعة من النقاط متفق عليه قبل بداية اللعبة، وعند الانتهاء من المباراة يتجه الفريقان إلى مياه النهر للسباحة، وهناك ألعاب شاطئية أخرى مثل لعبة "الشكّام" أي القفز والدفاع عن الأميرة الوهمية، وأيضاً تلعب ضمن فريقين، وكذلك لعبة "الغوص" والبحث عن الغواص».

السيد فاروق العيد

وكذلك حدثنا الفتى "باسل علي الفرحان" من أهالي حي تشرين وكان يلعبها باستمرار حيث قال: «هذه اللعبة من الألعاب المحببة عند الأولاد في فصل الصيف، وهي تخلق روح المنافسة وإظهار القوة وتظهر تلاحم الفريق وخاصةً فريق الدفاع عن القلعة، وتعتبر من الألعاب الممتعة وخاصةً بعد الانتهاء من اللعب والتوجه إلى السباحة في نهر الفرات».

"سعدون العلي" من أهالي حي الصناعة قال: «نحن نذهب كل جمعة تقريباً إلى أقاربنا في قرية "البوليل" ونلعب هذه اللعبة على شاطىء الفرات وهي من الألعاب المفضلة والتنافسية، وأكثر ما يشدني بناء قلعة الرمال، وأنا شخصياً بعد الانتهاء من اللعبة أقوم بتشكيل أبنية وطرقات وأشجار من قطرات الرمال، حتى انه تصبح هناك منافسات من يبني أجمل وأروع لوحة من قطرات الرمال، وهناك أولاد بارعون في هذا المجال ولديهم خفة يد وخيال واسع، فأحد أصدقائي واسمه "أحمد العايد" بنى من حبات الرمل المسجد الأقصى معتمداً على ما هو مرسوم في مخيلته».

ساعد اليد مع الكف والاصابع تشبه عنق الإوز
باسل علي الفرحان