استطاعت "الكليجة" وبكل جدارة أن تتصدر إرث محافظة "دير الزور"، إذ لكل بلد ما يميزه من المأكولات التي يقدمها مواطنوها للزوار، ولـ"دير الزور" نصيب في التفرد بهذا النوع من الحلويات.

وعن إعداد "الكليجة" قالت السيدة "جهادية فتيح" الملقبة بـ"أم عبد السلام" لمدونة وطن eSyria بتاريخ 16/1/2009 وهي إحدى السيدات المشهورات في صنع "الكليجة": «مكونات الكليجة تكون من طحين zero المعجون بالزيت حتى يتم تجانسه، وبعد أن يعجن ويذاب بإضافة القليل من الماء، نضيف مع الطحين سمنة "ويفضل العربية" ونضع زيتاً نباتياً، وتحلى بالسكر».

مكونات الكليجة تكون من طحين zero المعجون بالزيت حتى يتم تجانسه، وبعد أن يعجن ويذاب بإضافة القليل من الماء، نضيف مع الطحين سمنة "ويفضل العربية" ونضع زيتاً نباتياً، وتحلى بالسكر

وتتابع: «سر الكليجة يكمن فيما يدعى "نكهات الكليجة" وهي عبارة عن خلطة من التوابل والمنكهات الطبيعية، وهي التي تتكون عادة من: "جوزة الطيب"، "حوايج"، "قرفة"، "حبة بركة"، "جوزة هند"، وتحشى بالتمر المعجون بالسمن العربي، وتترك لفترة بعد أن يضاف إليها بعض المطيبات مثل "الهيل، وماء الورد"، وبعد ذلك يوضع العجين في صينية كبيرة ويقطع بكميات، ثم يفتح العجين وتحضر القوالب التي تصنع من الخشب والبلاستك، ويكون الإعداد بإضافة الحشوة، وهي إما من التمر، أو لب الجوز والسكر والسمسم، وتقطع "الكليجة" بشكل دائري، وتنقل هذه الصواني إلى الفرن، حتى تنضج ثم تقدم مع الشاي».

الكليجة، والأقراص

تعد "الكليجة" إحدى الحلويات التي مازالت المحافظة متمسكة بها، وهي تصنع في المناسبات، ولاسيما عيدي "الفطر، والأضحى"، حيث تنتشر رائحة "الكليجة" ليلة العيد من البيوت التي ترقب باهتمام وقت نضجها.

"أم محمد" تعد الكليجة مع جاراتها، محافظة على العادات القديمة التي شارفت على الانقراض، وتتحدث عن طريقة صنعها الخاصة بها وعن مقاديرها الثابتة، وهي تفتخر بذلك: «شطارة المرأة تكمن في ذلك، لا في الاعتماد على الوصفات، لذلك فإن المقادير التي أعدها دائما لهذه الحلويات هي 1.5 كغ سمنة "يفضل العربية" لكل 5 كغ طحين، ونضع 1.5 كغ زيت نباتي، وتحلى بما يقارب 1 كغ من السكر».

أم عبد السلام

تعتبر "الكليجة" الهدية المفضلة التي يأخذها الديريون معهم في زياراتهم إلى أقاربهم خارج المحافظة، أو يقدمونها لزوارهم في المنازل مع كأس شاي ديري ثقيل، والآن تباع الكليجة جاهزة في السوق، وأشهر محلات بيعها محل «قربون» في شارع "سينما فؤاد"، والذي يعمل بصناعتها منذ 1970، وقد تعودت ربات المنازل الجديدات، اللاتي لم يقمن باختبار صناعة الكليجة على طلبها من المحلات في الأعياد، إلا أن معظم الديريين يفضلون الكليجة المنزلية ذات الرائحة الزكية، والسخونة، والهشاشة التي "تذوب في الفم" كما يقولون.

الكليجة في المحلات