لا تحلو السهرة ولا ليالي السمر من دون أن يزينها طبق "الشبشيخ" المعروف في بقية المحافظات الأخرى بالبوشار، إلا أن أبناء الفرات ميزوه باسم مختلف وطريقة تحضير غريبة وفريدة فأطلقوا عليه اسم "القلية" في المدينة، و"الشبشيخ" في الريف وطبخوه بالرمل.
السيد "اسماعيل العواد" من سكان حي "الشيخ ياسين" بيّن لمدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 25/1/2013 «أن الجميع يعرف أن اسمه البوشار ولكن أبناء "دير الزور" يسمونه "القلية" ولا تختلف طريقة تحضيره عن باقي المحافظات، حيث يتم وضع قليل من الزيت النباتي والملح في "الطنجرة"، ومن ثم يتم انتظاره حتى تنضج جميع حباته، ولا يوضع كمية كبيرة من الذرة حتى لا تحترق، حيث يعتبر من الأكلات المفضلة والمحببة لدى الكبار والصغار، فهو من الأشياء الرئيسية والأساسية في سهرات ليال الشتاء الطويلة».
أن الجميع يعرف أن اسمه البوشار ولكن أبناء "دير الزور" يسمونه "القلية" ولا تختلف طريقة تحضيره عن باقي المحافظات، حيث يتم وضع قليل من الزيت النباتي والملح في "الطنجرة"، ومن ثم يتم انتظاره حتى تنضج جميع حباته، ولا يوضع كمية كبيرة من الذرة حتى لا تحترق، حيث يعتبر من الأكلات المفضلة والمحببة لدى الكبار والصغار، فهو من الأشياء الرئيسية والأساسية في سهرات ليال الشتاء الطويلة
في حين تقول السيدة "حنان البكار" وهي من سكان قرية "جديد بكارة": «تختلف طريقة تحضير "القلية" أو "الشبشيخ" كما يحلو لسكان ريف دير الزور تسميته، ففي كثير من أنحاء الريف يتم تحضيره بالرمل حيث يتم جلب كمية قليلة من رمل شط نهر الفرات، ويوضع داخل "الطنجرة" حتى تصبح حبات الرمل ساخنة جداً، ومن ثم تضاف فوقها حبات الذرة لتجدها تتطاير وبذلك يكون لدينا بوشار خال من الزيت، وهنا ربما يتساءل الكثيرون عن حال الرمل وهل يلتصق بحبات الذرة؟ أن ما يميز هذه الطريقة من التحضير أن حبات الرمل جميعها لا تلتصق بالذرة على العكس يكون طعمه مميزاً ومختلفاً وكل من ذاق "الشبشيخ" المحضر بالرمل أكد أن طعمه ألذ وأطيب، وهذه الطريقة في التحضير مازالت منتشرة بين أبناء الريف ولكن بشكل أقل من السابق».
ويقول الباحث الاجتماعي "حاتم التركي": «إن العديد من الأكلات الشعبية منتشرة وتشترك فيها الكثير من المناطق، ولعل شهرة البوشار عالمية وليست محلية، ولكن هناك من يبدع ويجعل منطقة تتفرد بطريقة تحضيره، ففي "دير الزور" للبوشار اسم وطريقة تحضير مختلفة أما الاسم "الشبشيخ" فيعود من كون حبات الذرة تتطاير وتنضج بسرعة كبيرة وهي تختصر الكثير من الوقت في النضج لذلك جمعوا مراحل عمر الإنسان وشبهوها بحبات الذرة التي ما إن "شبت" حتى "شاخت" ونضجت فجمعوا بين كلمتي "شب" و"شيخ" لتصبح كلمة "الشبشيخ"، أما عن الاسم الثاني الذي يقال له "القلية" في المدينة فهو أيضاً مستوحى من طريقة تحضير البوشار عن طريق "القلي"».
يضيف: «يعزو العديدون من أبناء الريف أن الرمل استخدم عوضاً عن الزيت النباتي منذ فترة بعيدة لكونه لم يكن منتشراً كما يعتبرونه صحياً أكثر ومذاقه أفضل بالنسبة لهم، بل يفضلون هذه الطريقة في التحضير، ولكن على الرغم من مرور الزمن إلا أن"الشبشيخ" مازال محافظاً على طريقة تحضيره بين الكثيرين من أبناء الريف ولكن بشكل أقل، لكونه أصبح يباع جاهزاً في المحلات إضافة إلى وجود آلات مخصصة لصنعه، ويخصص أهالي الريف الديري ممن يزرعون الذرة في حقولهم كميات قليلة من الذرة من أجل تحضيره في منازلهم، حيث تختلف الذرة المخصصة للبوشار عن الذرة العادية كما يقول المزارعون».