هو طائر لا ينام الليل، وينقسم أهالي دير الزور بين المتشائمين لقدومه كالفلاحين، والفرحين أمثال الصيادين لأنه يعد مورد رزق لهم.
مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 3/3/2013 الأستاذ "إسماعيل العثمان" ليحدثنا عن طيور "القطا" فقال: «هو طائر لا ينام الليل، وهناك مثل يضرب بذلك أن امرأة تدعى "حذامِ" رأت نفور القطا ليلاً وكان قومها قد فرو من عدو لهم فحذرتهم فما استجابوا لها فقالت "لو ترك القطا لظل في مكانه، ولكن لابد من وجود ما هيجه" فما صدقها قومها، وبعد أن صدق كلامها ضرب المثل "إذا قالت حذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حذامِ"».
هو طائر لا ينام الليل، وهناك مثل يضرب بذلك أن امرأة تدعى "حذامِ" رأت نفور القطا ليلاً وكان قومها قد فرو من عدو لهم فحذرتهم فما استجابوا لها فقالت "لو ترك القطا لظل في مكانه، ولكن لابد من وجود ما هيجه" فما صدقها قومها، وبعد أن صدق كلامها ضرب المثل "إذا قالت حذامِ فصدقوها فإن القول ما قالت حذامِ"
ويتابع: «فهو من الطيور المستوطنة والمهاجرة والتي لا تعيش إلا بوجود الماء ولو كلفها الأمر الذهاب إليه مسافات بعيدة جداً، ويتميز طائر "القطا" بقصر رجليه مقارنة بحجمه، ولا يتسلق الأشجار كبقية الطيور نهائياً، ويعيش على شكل جماعات متصلة مع بعضها بعضاً، ويشاهد بأعداد هائلة جداً سابقاً حتى انه إذا طار بشكل جماعات يكون له ظلال على الأرض.
وأنواع القطا كثيرة فهناك "النوع المستوطن" وهو اصغر نوع تقريباً، ويوجد أيضاً "النوع المهاجر" وهو الذي يفضله الصيادون ويسمى "الكدري" وهو اكبر الأحجام والأنواع، ويقيم القطا في الصحارى الرملية والصخرية المكشوفة والسهول المغطاة، ويوجد منه 19 نوعاً يتراوح طولها ما بين 22 سم إلى 40 سم، وحجمها بحجم الحمام، ولونها كألوان التراب التي في البراري، وأجنحتها طويلة جداً ومدببة ولها من القوة بحيث تمكنها من قطع مسافات شاسعة إلى المكان الذي يوجد فيه الماء والغذاء».
"سامر النوارة" مساعد طبيب بيطري قال: «يتكاثر "القطا" ما بين شهر آذار ونيسان، ويبيض في باديتي الشامية والجزيرة أيام الربيع، ويضع بيضه على الحشائش الأرضية، ويبيض ثلاث بيضات فقط، وتدوم فترة حضانته للبيض قرابة الثلاثين يوماً، وأفراخ "القطا" تخرج من البيض مكسوة بالزغب كما هو حال أفراخ الدجاج وتترك الأفراخ العش حالاً عقب فقسها وتلحق بوالديها اللذين يحملان الغذاء لها في مناقيرها، ويشتهر "القطا" بأنه يحمل قطرات الماء لصغاره لمسافات بعيدة وتضعه داخل ريش البطن لكي تحافظ عليه».
الشاب "عايد العلي" يقول: «هناك الكثير من الطيور المهاجرة التي حين تمر أسرابها في دير الزور تحجب عين الشمس لكثرتها، وقد حدث ذلك مراراً، و"القطا" من هذه الطيور، ويقول المثل الفراتي "سنة القطا تنام بلا غطا"، أو "سنة القطا بيع الغطا" كناية عن الموسم غير الجيد، فقدومه لا يبشر بالبرد ولا المطر ولا بالزرع الجيد، فالمزارعون في ريف دير الزور لا يفرحون بقدومه، بينما الصيادون وهواة الصيد يستعدون لقدومه لأنه بالنسبة لهم يعد مورد رزق، فالبعض يجمع بيضه ويأكله، ومنهم من يبيع البيض والأفراخ في السوق ويربيه في بيته.
ومن أنواعه "الكدري"، و"القطا العادي"، ونوع ثالث مرقط يسمى "قطي" تصغير للقطا.
يعتبر "القطا" من الطيور المفضلة لدى الصيادين سواء أكانت مهاجرة أم مستوطنة، ولكن الجميع يفضلونها مهاجرة لما فيها من لذة اللحم والدهون الطيبة، والسبب يعود لزيادة تغذيتها قبل الهجرة لكي تساعدها على الطيران لمسافات بعيدة، أما المستوطن فشعبيته قليلة نوعاً ما والسبب يعود لعدم جودة لحمه ومذاقه، وعادة ما يكون غذاؤه على الحبوب التي يجدها بالمزارع وفي أماكن المراعي».