«أنا سعيدة جداً لنجاح عمليتي والتخلص من الآلام التي كانت تصيبني، وسأسعى فور اكتمال علاجي للعودة إلى المدرسة».

هذا ما استطاعت الطفلة "رشا أحمد سليمان" /15/عاماً قوله بعد أن استفاقت من تخدير العملية النادرة التي أجريت لها بتاريخ 22/1/ 2010 والتي تكللت بالنجاح باستئصال /7/ أكياس مائية كانت متوضعة على دماغها.

إن رشا كانت تعاني من آلام متكررة وتم عرضها على عدة أطباء وإجراء عدة فحوصات ونتيجة ذلك أعطيت دواء لمدة عام كامل وبعد أن ازدادت الآلام تم اللجوء إلى أطباء مشفى "الأسد" الذين قاموا بإجراء العملية خلال فترة قياسية بعد قيامهم بالفحوصات اللازمة ودراسة حالة المريضة

مراسل موقع eDeiralzor تابع حالة "رشا" لحظة بلحظة والتقى الدكتور "فاتح علوان" أخصائي الجراحة العصبية ورئيس الفريق الطبي الذي قام بالعملية والذي حدثنا عن العملية فقال:«راجعتني "رشا" وهي تعاني من صداع شديد وإقياءات حادة وتشوش بالرؤية وحوَل بالعين اليسرة وهي أعراض فرط التوتر داخل القحف، وبعد إجراء الرنين المغناطيسي لدماغها تبين وجود /7/ كييسات مائية أكبرها بقطر /7/سم،/3/ منها متوضعة على جذع الدماغ وأما الأربعة الأخرى فتتوضع على الفص الجداري القفوي الأيسر كما لم يثبت وجود أي كييس في باقي أعضاء جسم المريضة لذا تقرر إجراء عمل جراحي إسعافي استمر ثلاثة ساعات».

الدكتور علوان مع الفريق الطبي

وعن تفاصيل إجراء العملية قال "علوان":«تم خلال العملية استئصال الكييسات بطريقة توليد الكيسات بشكل دقيق جداً على اعتبار أن تمزق كيس واحد كفيل بعمل صدمة تحسسية جراء تسرب السائل الذي بداخلها مما قد يودي بحياة المريضة وقد تكللت العملية بالنجاح واستطاعت المريضة المشي على قدميها في اليوم التالي وتناول الطعام دون حصول أي خلل عصبي أو أي مضاعفات مرافقة تذكر».

وأوضح "علوان" سبب حالة "رشا" المرضية فقال:«إن الكيسات تشكلت نتيجة مخالطة المريضة للكلاب والقطط كونها تعيش في الريف وتعد العملية نادرة كون الحالة متعددة الكيسات وفي الدماغ وغالباً ما تتشكل تلك الكيسات في الكبد أو الرئتين حيث تشكل نسبة إصابة الكبد /70/ بالمائة والرئتين /20/ بالمائة أما نسبة احتمال الإصابة المتبقية فتتوزع على باقي أعضاء الجسم».

الكييسات المستئصلة من دماغ رشا

كما التقى الموقع والد الطفلة "أحمد ماجد سليمان" الذي عبر عن فرحته بنجاح عملية "رشا" فقال:«إن رشا كانت تعاني من آلام متكررة وتم عرضها على عدة أطباء وإجراء عدة فحوصات ونتيجة ذلك أعطيت دواء لمدة عام كامل وبعد أن ازدادت الآلام تم اللجوء إلى أطباء مشفى "الأسد" الذين قاموا بإجراء العملية خلال فترة قياسية بعد قيامهم بالفحوصات اللازمة ودراسة حالة المريضة».

وختم "سليمان" حديثه فقال:«أتوجه بالشكر لكل من ساهم في عودة الفرحة إلى عائلتي وإلى ابنتي رشا وعلى رأسهم الدكتور "فاتح علوان" الذي خاطر بمستقبله المهني عندما وافق على إجراء هذا العمل الجراحي الحساس "لرشا" مع أنها عملية بالغة الصعوبة ولم يرض أحد من دكاترة "دمشق أو حلب" أن يجريها لها، كما أثمن دور الكادر الطبي والإداري في مشفى "الأسد" الذين قاموا بتوفير كافة مستلزمات نجاح العملية التي ما كنت لأستطيع إجراءها لابنتي في مشفى خاص كون حالتي المادية لا تسمح بذلك».