يقع حي "الثورة"، أو كما هو متداول بين أبناء المدينة حي "الجورة" في الجهة الجنوبية من مدينة "دير الزور"، ويمثل بوابتها الجنوبية، ويعتبر هذا الحي من الأحياء الحديثة فيها، يحده من جهة الشرق شارع "الثورة" المتاخم لحي "القصور"، ومن الجنوب شارع "طب الجورة" وغرباً جمعية "الرواد"، أما شمالاً فسرير نهر "الفرات".

وللتعرف على هذا الحي وأهم المعالم الموجودة فيه أجرى موقع eDeiralzor مجموعة من اللقاءات مع المعنيين وأهالي الحي، وكانت البداية مع السيد "جمعة السليمان" مختار الحي والذي حدثنا قائلاً:

يتألف هذا المجمع من عدة كتل أكبرها المسجد والذي يعتبر النواة الأساسية لتأسيس المجمع، ومستوصف خيري، كما تم تخصيص جزء من المجمع معهداً لتحفيظ "القرآن الكريم" وجزء آخر منه ثانوية شرعية، ويضم مكتبة إسلامية تحوي جميع أنواع الكتب العلمية والثقافية والسياسية والدينية والعلوم الشرعية، وخصصت أيضا كتلة للمشفى الخيري

«يطلق أهالي "دير الزور" على هذا الحي تسمية "الجورة"، لوقوعه في منطقة منخفضة عن باقي أحياء المدينة، ويعتبر هذا الحي من الأحياء الحديثة في المدينة، ويعود تاريخ تأسيسه إلى منتصف ستينيات القرن الماضي، أما بالنسبة للطابع الديموغرافي لهذا الحي، فغالبية ساكنيه من ريف المدينة، حيث استوطنت العوائل التي هاجرت من الريف للعمل في المدينة، والتي وجدت فيه مرادها، فأسعار العقارات كانت متدنية في تلك الفترة مقارنة مع عقارات وسط المدينة، كما تسكن هذا الحي أسر كثيرة من خارج المحافظة.

الشيخ محمود الظفيري

يتميز الحي بشكل عام باتساع شوارعه وحاراته، فشارعه الرئيسي الممتد من دوار "الجندي المجهول" وصولاً لدوار "المحافظة"، أوسع شارع في المدينة، ويخترق الحي من الوسط تقريباً شارع عريض جداً يطلق عليه شارع "الوادي"، وفي الجهة الجنوبية يشكل شارع "طب الجورة" الحدود الفاصلة مع حي "المهاجرين"، وهو أيضا شارع عريض».

ويضيف "السليمان" قائلاً: «سكنت هذا الحي العديد من العوائل والشخصيات المرموقة، كآل "دهموش السلامة"، "فرحان"، "السليمان"، "الآغا"، "النجار"، "الصالح"، "العويد"، "العلي"، "النجار"، "العبد"، "صفيف"، "الأشرم"..الخ، إضافة لعدد من الشخصيات المرموقة منها السيد "عماش جديع" أمين فرع حزب البعث الأسبق، والدكتور "رياض حجاب" محافظ "القنيطرة"، وللحي تاريخه الذي سطره رجاله الذين قاتلوا ببسالة واستشهدوا بكبرياء ومنهم: "مراد محمود الصالح"، "محمد دلف الصالح"..الخ.

الشارع الفاصل بين الجورة وحي المهاجرين

أما المخاتير الذين توالوا على هذا الحي فهم: "محمد ناصر سليمان الأشرم"، "صالح النجار"، "محمد طه صفيف"، "محمد سعيد السليمان"، وحالياً أنا "جمعة السليمان"».

وعن أهم ميزات الحي والخدمات المتوفرة فيه قال السيد "عدنان فرحان" أحد سكانه: «يشتهر حي "الجورة" بكثرة مطاعم "الكباب الديري" والتي يقصدها أهالي المدينة من كافة الأحياء، حيث يعج الشارع الرئيسي بهذه المطاعم الشعبية، نذكر منها مطعم "الحسن"، "السلامة"، "الكبيسي"، "العجمي"، سفاري"...الخ.

ويقع ضمن هذا الحي أول فندق سياحي بخمس نجوم في المنطقة الشرقية، وهو فندق "فرات الشام" ويضم أيضاً فندق "بادية الشام"، كما يقع مقر محافظة "دير الزور" في الجهة الغربية منه، وقد بدأت تبنى بالقرب منها مجموعة من الدوائر الرسمية بهدف تفريغ مركز المدينة من هذه الدوائر وتمركزها في منطقة واحدة، ويجري العمل حالياً على تنفيذ مبنى المركز الإذاعي والتلفزيوني، ومديرية السياحة، الرقابة والتفتيش، مقر الجمعية المعلوماتية، بنك الدم، اتحاد الفلاحين، اتحاد الحرفيين، ويقع ضمن الحي أيضاً المحلج القديم، كما يضم الحي عدداً من الجمعيات السكنية، وهي "الزهور"، "المهندسين الزراعيين" وجمعية "الرصافة" التي تتمتع بإطلالة رائعة على الكورنيش السيد الرئيس، وبدأت الأبنية البرجية تشيد على أطراف الحي وفي الوسط أيضاً، ويوجد في الحي مدارس لكافة المراحل».

وللتعرف على أهم الصروح الدينية الموجودة في هذا الحي التقينا السيد "أحمد الدهموش" الذي أشرف على تنفيذ أكبر مشروع خيري في المحافظة وهو مشروع "الحسن والحسين" الواقع في الجهة الشمالية من الحي، والذي حدثنا عنه قائلاً:

«كنت المشرف على تنفيذ هذا الصرح الخيري، والذي قامت المغتربة الدكتورة "سعاد دهموش" بتشييده بالكامل على نفقتها الخاصة، ويقع المشروع على مساحة 7.5 دونم ويضم مسجداً بأربعة مآذن وخمس قبب وفق طراز معماري حديث، ويضم الصرح مستوصفاً صحياً مؤلفاً من عيادات شاملة مستقلة بكتلته عن المسجد وتوابعه، كما تم تخصيص مقر لرعاية المسنين وآخر لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ويوجد ضمن المشروع أيضاً صالة خاصة بالأفراح تقدم فيه كافة الخدمات مجاناً، كما يضم المشروع مقراً لتعليم الفتيات أعمال الخياطة والحاسوب لتأهيلهن لهاتين المهنتين، وكان للمساحات الخضراء حظاً وافراً من مساحة المشروع».‏

أما الصرح الديني الثاني الموجود في هذا الحي فهو مجمع "التوبة" الخيري الواقع في شارع "الوادي" والذي حدثنا عنه الشيخ "محمود الظفيري" المشرف على إنشائه ومتابعة العمل فيه حيث قال: «يتألف هذا المجمع من عدة كتل أكبرها المسجد والذي يعتبر النواة الأساسية لتأسيس المجمع، ومستوصف خيري، كما تم تخصيص جزء من المجمع معهداً لتحفيظ "القرآن الكريم" وجزء آخر منه ثانوية شرعية، ويضم مكتبة إسلامية تحوي جميع أنواع الكتب العلمية والثقافية والسياسية والدينية والعلوم الشرعية، وخصصت أيضا كتلة للمشفى الخيري».