تتربع على الضفة اليمنى لنهر الفرات، وتعرف بأنها من أكثر القرى التي شهدت حضارات عريقة سواء بأبنيتها القديمة أو بأنها كانت مزرعة لحاكم قلعة ابن طوق، وموقعها وامتدادها الحاليان لا يمثلان سوى التوسع الحديث للقرية.
إنها قرية محكان التي تقع على بعد 60 كم شرق "دير الزور" و8 كم شرق "الميادين".
تتميز محكان عن باقي القرى الواقعة على نهر الفرات بأنه يوجد فيها الكثير من الآثار وخصوصاً في منطقه أم الفخار والتي سميت بهذا الاسم لكثرة ما يوجد بها من أوان فخارية ويرجع بعضها كما يروى إلى نهاية العصر العباسي، حيث يوجد في جنوب القرية مزار عين الإمام علي، ويقع على جبل الطار
وعن تسميتها "قرية محكان" يقول السيد "أسامة داوود" لمدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 11/1/2013: «إن موقعها القديم يمثله البناء الطيني المشاد قبل أن يتعرض لفيضان نهر الفرات حيث لم يبق منها سوى القليل المتهدم، أما سبب التسمية فله احتمالان الأول شكل القرية القريب من شكل المحقن الذي يستخدم لتعبئة المياه، والاحتمال الثاني وهو الأصح يعود إلى "أحمد بن محكان" حاكم قلعة مالك بن طوق "الميادين"، حيث كانت محكان مزرعة له، وقد عثر الأهالي على الكثير من الأواني الفخارية وأساسات الأبنية القديمة التي تؤكد أن القرية شهدت حضارات عريقة منذ القدم».
يتابع: «تتميز محكان عن باقي القرى الواقعة على نهر الفرات بأنه يوجد فيها الكثير من الآثار وخصوصاً في منطقه أم الفخار والتي سميت بهذا الاسم لكثرة ما يوجد بها من أوان فخارية ويرجع بعضها كما يروى إلى نهاية العصر العباسي، حيث يوجد في جنوب القرية مزار عين الإمام علي، ويقع على جبل الطار».
يضيف: «كما يضم المزار مئذنة مثمنة الأضلاع وعدداً من القباب القديمة ومسجداً صغيراً، وفي المئذنة درج يصعد الناس به إلى أعلى ويبلغ طوله 30م حالياً، وهناك عين ماء جارية تنبع من سفح الهضبة المطلة على السهل شمال المزار تسقي قسماً من الأراضي غزارتها خمسة أمتار مكعبة في الثانية تميل مياهها إلى الملوحة ويقصدها السكان للاستشفاء، فمياهها باردة صيفاً دافئة شتاءً، وينسب المزار إلى الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي استراح مع جيشه فيه أثناء عودته من صفين عام36هـــ -656م».
وعن واقع الخدمات في القرية يقول المهندس "أحمد المصطفى": «يبلغ عدد سكانها أكثر من 15 ألف نسمة فهي مخدمة في الوقت الحالي تقريباً بشكل كامل، حيث يوجد شبكة للصرف الصحي ومحطات تصفية للمياه تصل إلى جميع البيوت في القرية، إضافة إلى وجود شبكة طرق سواء الطرق الزراعية أو الطرق الرئيسية، كما تم توصيل الكهرباء إلى كافة أنحاء القرية حتى إنارة الشوارع، ومستوصف في القرية، ويعمل معظم السكان بالزراعة فهي المورد الرئيسي للأهالي ويزرعون القمح والقطن والشوندر السكري إضافة إلى الخضار الموسمية وخصوصاً الكوسا، حيث يتم زراعتها في بيوت بلاستيكية وتعتبر القرية من أولى القرى على مستوى المحافظة في زراعة الكوسا».
يضيف: «فقد كان هناك في السابق محاولات من أجل فرز القرية النموذجية في البادية ولكن المشروع لم يتم بسبب التكاليف المادية، ومازالت المحاولات من أجل إتمام المشروع قائمة، أما الواقع التعليمي في القرية فهو متطور قياساً بالقرى المجاورة حيث يوجد عدد من المدارس للتعليم الأساسي والثانوية للذكور والإناث، كما يوجد نسبة كبيرة من الطلاب الجامعيين وخريجي مختلف الاختصاصات وهم بدؤوا يغطون حاجة القرية من المدرسين».