بمشاركة /50/ عضواً زار فريق "سورية" الوطني للعمل التطوعي مع بعض من أهالي الأعضاء موقع "حلبية وزلبية" الأثري.
وعند الساعة الثامنة والنصف تجمهر المشاركون عند بوابة الحديقة المركزية "بدير الزور" لينطلق الباص الذي قدمه محافظ "دير الزور" "سمير عثمان الشيخ" دعماً لهذه الحملة إلى الموقع الأثري.
مشاركتي من أجل تجميل وتنظيف آثار "حلبية وزلبية"، والتطوع برأيي مهم لحياة شخص له كيان وينتج أيضاً، وإعاقتي هي الدافع الأهم للمشاركة في الحملة
موقع eSyria شارك في الحملة منذ انطلاقها في صباح 24/9/2011 وحتى عودتها عند الساعة السادسة والنصف مساءً حيث استغرقت الرحلة /10/ ساعات قضاها المشاركون بين آثار الموقع وبين حوايج التبني المطلة على نهر الفرات.
مشرف ومنسق الحملة "عزام سباهي" تحدث عن الغاية التي تنطوي عليها هذه الحملة، وسبب اختيارهم للموقع حيث قال: «تشتهر "دير الزور" بمواقعها الأثرية الغنية والكثيرة، وحملتنا اليوم لنرسخ فكرة بأن محافظتنا تحمل شعار "ماض عريق وحاضر مشرق"، ماضيها من خلال ما تحكيه الآثار عن حياة أجدادنا وماضيهم المشرف، وحاضر مشرق بوجود هؤلاء الشباب الذين يستطيعون ربط الماضي بالمستقبل، ولكي يكون الماضي قفزة لمرحلة مستقبلية متطورة بفضلنا نحن الشباب».
وأضاف "سباهي" بالقول: «تتضمن الحملة تنظيف الآثار من الأوساخ، لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية إلى تلك الآثار، وليتعرف المتطوعون على آثار بلدهم، إضافة للغاية الترفيهية لأعضاء الفريق».
وأشار المتطوع والشاعر "خالد العون" بالقول: «الشباب طاقة متجددة واندفاع إيجابي نحو مستقبل زاهر وتأتي مثل هذه الفعالية في إطار توجيه طاقات الشباب بما يساهم في لفت انتباههم لأهمية هذه الصروح التي تحكي قصة زمن غابر ممتد من المجد إلى المجد، إضافة إلى ملء فراغ الشباب وتعزيز أواصر المحبة فيما بينهم».
ولم تمنع الإعاقة الشاب "حسين الجاسم" من المشاركة في الحملة وسألناه عن مشاركته فيها فقال: «مشاركتي من أجل تجميل وتنظيف آثار "حلبية وزلبية"، والتطوع برأيي مهم لحياة شخص له كيان وينتج أيضاً، وإعاقتي هي الدافع الأهم للمشاركة في الحملة».
وأوضح الشاب "سليمان السلامة" بالقول: «مجتمعنا يفتقد إلى ثقافة الآثار والمعالم العمرانية، فأغلبية الناس تعرف أماكنها، وأسماءها إضافة إلى بعض الأمور البسيطة عنها، دون معرفة من سكنها، وفي أي عصر بنيت، ومن هو حاكمها ومكتشفها، لهذا بادرنا إلى تنظيم رحلات إلى الموقع الأثري لنجني ولو القليل من الفائدة، لكون الاهتمام بالتراث العمراني والعناية به، يعتبر رافداً مهماً من روافد التنمية».
أما "آيات الخلف" فقالت عن مشاركتها: «بعد النشاطات التي قامت بها المجموعة داخل المدينة، قررنا التوجه إلى خارج المدينة ومنها الأماكن الأثرية، لنحافظ على تراث أجدادنا، وكم تمنيت أن يشارك أهالي "دير الزور" بهذه الحملات على نطاق واسع حتى نصبح "يداً واحدة"، لأن مدينتنا اشتهرت بطيبة وكرم أهلها».
وتحدث "محمد الجابر" عن المرحلة الثانية من برنامج الحملة بالقول: «أنا سعيد جداً بالرحلة التي نظمها فريق التطوع "بدير الزور" لأنها مفيدة وتدفعنا للاهتمام بالآثار والتعرف على حضارة بلدنا، المعالم العمرانية، وصروح العمارة، من أجل التعرف على معالمها واكتساب المزيد من المعرفة العلمية والثقافية، وتعميق الاهتمام بالتراث والمدن التاريخية، فهذه المواقع تعتبر كنوزاً أثرية تمثل هويتنا الإنسانية والحضارية».
وقبل مغادرة الحويجة بساعة قام مشرف الحملة "عزام سباهي" بعمل مسابقات بين أعضاء الفريق، بعد ذلك قام الشاب "أحمد عبود" بخلق جو غنائي، ليختمها الشاعر "خالد العون" ببعض من الأبيات من الشعر يقول فيها:
بلا وعد تلاقينا ندامى/ فغنى القلب من طرب مقاما
وفاضت بسمة الماضي عبيرا/ فأيقظ في خواطرنا الغراما
وقبلني الفرات بضفتيه/ فأشعل خافقي حباً ضراما
ألا ليت التي كانت سعادي/ تصير سلافة وأصير جاما.
جدير بالذكر أن آثار "حلبية" تقع على بعد /45/ كم جنوب مدينة "دير الزور" على طريق عام "دير الزور"_ "حلب"، وعند انتهاء الهضبة البازلتية والتي تبلغ أعلى نقطة فيها عند "صدر المحارب" بارتفاع /375/ متراً فوق سطح البحر، وتشرف الأطلال الأثرية على نهر "الفرات" مباشرة، وتقابلها على الضفة الأخرى (اليسرى) لنهر "الفرات" آثار "زلبية".