تعد رياضة "التايكوندو" إحدى الرياضات الكورية التي أخذت طابع العالمية، لأن الكوريين لم يكتفوا بنشر هذا النوع من الرياضة القتالية، بل عملوا إلى جانب ذلك على نشر ما يسمى بفلسفة "التايكوندو"، والتي تقوم على أن التركيز أساس النجاح في "التايكوندو" وفي كل مجالات الحياة أيضاً.

غير أن انتشار هذه الرياضة في سورية كان ضعيفاً، والسبب يعود إلى الالتفات الكبير نحو رياضات الكرة (القدم، والسلة، واليد)، موقع eHama زار نادي "الفايكنغ" المختص بالتدريب على الرياضات القتالية في مدينة "حماه" بتاريخ 30/8/2008 والتقى بالسيد "محمد أيمن شقفة" صاحب النادي ومدرب رياضة "التايكوندو" وأجرى معه الحديث التالي:

الأهالي في "حماه" مازالوا خجولين في إرسال أولادهم إلى النوادي الرياضية عموماً، فهم يركزون على التعليم ويهملون النواحي البدنية للطفل عموماً، نحن بحاجة إلى توعيه، وإلى نشر ثقافة بدنية تقوم على الاهتمام بلياقة ومرونة الجسم

*عرفنا أكثر على رياضة "التايكوندو".

القتال بالعصا.. محمد أيمن شقفة

**نشأت هذه الرياضة منذ /2000/ عام في "كوريا"، كانت تمارس للسفر وحماية النفس من قطّاعي الطرق، وقد قام الكوريين بالخلط بين هذه الرياضة وبعض عادات الديانة البوذية، وركزوا فيها على ثلاث نواحي نظرية هي (التفكير، التأمل، والتركيز)، هناك نوعان لهذه الرياضة تبعاً للتقسيم "الكوري"، "تايكوندو" جنوبي ويتم اللعب فيه فقط بالقدمين، و"تايكوندو" شمالي وتستخدم فيه اليدين والقدمين وهو اللعبة الكاملة.

*ما هي المراحل التي يمر بها المتدرب؟

الكابتن عمار جواش

**نحن نعمل في البداية على رفع حالة التركيز عند اللاعبين من خلال جلسات من التأمل، وننتقل بعدها إلى التحمية، ونبدأ بعدها بتعليم المتدرب بعض حركات الركل بالقدم، وبعض حركات الضرب بالقدم، ثم ننتقل بعدها إلى تعليمه بعض التكنيكات القتالية، وبعد اجتيازه هذه المراحل يكون المتدرب جاهزاً لخوض المباريات.

*هناك من يقول أنكم تمارسون رياضة خشنة وتعلمونها للناس.

الطفلة اية وأحدى حركات التايكوندو

**هذا صحيح، رياضة "التايكوندو" رياضة خشنة إذا ما قورنت ببعض الألعاب الرياضية الأخرى، ولكن الفكرة الأهم هو أنها ليست من الرياضات العدائية، إذ أنها تعتمد على العقل، وتعلم الاستخدام المنطقي إلى جانب كونها رياضة قتالية، عملياً هي أكثر الرياضات القتالية انتشاراً في العالم، يكفي أنها رياضة أولمبية.

*ماذا عن انتشار هذه الرياضة في مدينة "حماه" وعن ترتيبها بين المحافظات السورية؟

**ليس في "حماه" فقط ولكن عموماً لا يوجد إقبال على هذه الرياضة من قبل السوريين، هناك بعض الناس الذين يأتون إلي ويعتقدون أنهم سوف يصبحون محاربين في خمسة أو عشرة أيام، عموماً يركز الناس على رياضة الحديد ورفع الأثقال وتمرينات العضلات والتي (تزيد من حجم العضلات، وتصغر من حجم العقل).

والتقينا أيضاً بالكابتن "عمار جواش" أحد المدربين وسألناه عن فوائد رياضة "التايكوندو" فقال: «هي رياضة دفاع عن النفس، تقوي التركيز لدى اللاعبين، وتقوي سرعة الفعل ورد الفعل من خلال رفع مستوى البديهة، كما أنها تعطي لياقة عالية، وحصانة ضد الأمراض، إن ممارسة هذه الرياضة تزيد من إفراز هرمون النمو، والأهم من ذلك كونها تنمي روح اللاعب، وتعمق فهمه للأمور».

وعن تدريب الأطفال في النادي أضاف الكابتن "عمار جواش": «الأهالي في "حماه" مازالوا خجولين في إرسال أولادهم إلى النوادي الرياضية عموماً، فهم يركزون على التعليم ويهملون النواحي البدنية للطفل عموماً، نحن بحاجة إلى توعيه، وإلى نشر ثقافة بدنية تقوم على الاهتمام بلياقة ومرونة الجسم».

من الجدير ذكره أن كلمة "تايكوندو" هي كلمة "كورية" تقسم لثلاثة أجزاء، "تاي" تعني القدم، "كواين" تعني اليد، "دو" تعني فن، أي أنها فن استخدام القدم واليد.